ختان الذكور قد يساعد على تلافي خطر الإصابة بفيروس الإيدز
٢١ يوليو ٢٠٠٦أعلن باحثون من منظمة الصحة العالمية أن ختان الذكور بشكل منتظم في جميع أنحاء القارة الأفريقية قد يمنع ملايين الوفيات المتسبب فيها مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز". وقام الباحثون بتحليل بيانات تجارب أوضحت ان الرجال الذين تم ختانهم هم اقل عرضة للعدوى بفيروس الإيدز. وبناء على إحصائيات أجرها الباحثون فانه اذا تم ختان جميع الرجال على مدار الأعوام العشرة القادمة فانه سيمكن تجنب إصابة مليوني رجل بالعدوى والحيلولة دون وفاة 300.000 آخرين بالمرض. ويعتقد الباحثون ان الختان يقلل من خطر العدوى لان قلفة القضيب، وهي الجلدة التي تغطي العضو الذكري وتقطع عند الختان، مغطاة بخلايا يبدو ان الفيروس يستطيع اختراقها بسهولة. ويعيش الفيروس أيضا في أجواء دافئة ورطبة مثل الموجودة تحت القلفة والسبب الأساسي لانتشاره هو العلاقة الجنسية. وإذا تم ختان الذكور سوف يتعرض القليل منهم للعدوى وبالتالي لن تنتقل العدوى منهم إلى شريكاتهم، حسب تلك الدراسات.
معدل الإصابة بالعدوى اقل بين المختنين
وأشارت عدة دراسات إلى ان الرجال الذين تم ختانهم يقل لديهم معدل الإصابة بفيروس اتش.اي.في. ويتضح هذا بصورة واضحة في بعض نواحي أفريقيا حيث تقوم بعض الجماعات بختان الذكور بينما لا تفعل ذلك جماعات أخرى. وفي العام الماضي اكتشف برتران اوفرت من وكالة الأبحاث الوطنية الفرنسية وزملاؤه في منظمة الصحة العالمية ان الذكور الذين تم ختانهم في جنوب أفريقيا يقل بنسبة 65 في المائة خطر إصابتهم بالعدوى بالفيروس القاتل عن أقرانهم الذين لم يتم ختانهم. ثم أجرى فريق اوفرت آنذاك تحليلا لمعرفة ماذا سيحدث لو تم ختان جميع الرجال في أفريقيا. وأوضح الباحثون في الدراسة، التي نشرت في العدد الحالي من دورية المكتبة العامة لعلم الطب، أن في غرب افريقيا يشيع ختان الذكور وينخفض انتشار اتش.اي.في. في شمال افريقيا بينما الصورة معكوسة في جنوب القارة. ويوضح التحليل ان ختان الذكور يمكن عن طريقه تفادي حوالي ست ملايين حالة عدوى جديدة وإنقاذ حياة ثلاثة ملايين شخص في دول افريقيا جنوبي الصحراء على مدار الأعوام العشرين القادمة. وإجمالا فان مشروع الختان الجماعي للذكور سوف يقلل من العدوى بنسبة 37 في المائة.
ختان الرجال وقاية للنساء!
وكان باحثون أمريكيون وأوغنديون قد ذهبوا إلى ان ختان الذكور يقي أيضا النساء من الإيدز فيما يبدو. حيث وجدوا ان ختان الذكور قلل عدوى المرض بنسبة 30 في المائة لدى شريكاتهم. وفي الدراسة التي أجريت على أكثر من 300 من الأزواج الأوغنديين الذين نقل الرجل منهم عدوى المرض للمرأة وجد الباحثون ان 299 امرأة أصيبت بعدوى فيروس اتش.اي.في من شركاء غير مختنين بينما لم تصب بالفيروس سوى 44 امرأة فقط من رجال مختنين. وقال الباحثون في مؤتمر عن مرض الايدز عقد في دنفر بداية العام الحالي ان الختان قلص كذلك خطر الإصابة بأمراض أخرى تنتقل عن طريق الممارسة الجنسية. وذكر الباحثون انه يتضح فيما يبدو بين الرجال المصابين بالمرض ان الختان يقلل احتمال نقل المرض لغيرهم عن طريق ممارسة الجنس. لكن لا يزال غير واضح ما إذا كان يمكن تعميم نتائج هذه الدراسات بحيث تشمل الرجال المثليين الذين ينتشر المرض بشكل اكبر في أوساطهم.
تفاؤل حذر
وبالرغم من ان الباحثين يعتبرون المؤشرات الأولى لهذه الدراسات مثيرة ومبشرة، إلا أنهم يقولون أنه يتعين أولا تأكيدها قبل استخدامها كأسس لإصدار توصيات. في هذا السياق حذر كيفين دي كوك، مدير برنامج مرض نقص المناعة لدى منظمة الصحة العالمية من التفاؤل الزائد، مشيراً إلى ان منظمته لم تصدر بعد توصيات ملزمة في هذا الصدد في انتظار تأكيد نتائج هذه الدراسات من خلال دراسات أخرى معمقة. ويراهن المسئول الدولي على دراستين يتم إجرائهما في كل من كينيا وأوغندا ويُنتظر ان يتم الانتهاء منهما عام 2007. ويحذر الخبراء من أن تقود هذه الدراسات إلى نتائج عكسية. في هذا السياق يتخوف أسامه حموده، الباحث في معهد روبرت كوخ في برلين، من ان يهمل البعض وسائل الوقاية مثل استخدام الواقي الذكري عند الممارسة الجنسية اعتمادا على فرضية ان الختان يمنع انتقال الفيروس وبالتالي تكون النتائج عكس ما يتطلع إليه الباحثون. إضافة إلى ذلك يتوجب التأكد من الختان قد تم بطرق صحية وسليمة.