أوكرانيا.. اللاجئون بحاجة للحماية من عدوى كورونا أيضاً
٨ مارس ٢٠٢٢تناول تقرير منظمة الصحة العالمية ومنظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية، الوضع بالمستشفيات التي تعرضت للقصف والتدمير في المدن الأوكرانية. فقد استنفدت العديد من أجهزة الأكسجين في البلاد. وكان نقص الأكسجين يشكل مشكلة حقيقة خلال الوباء. في هذا السياق تقول بيريت لانغه، رئيسة قسم علم الأوبئة السريرية في مركز هيلمهولتز لأبحاث العدوى (HZI) في براونشفايغ: "لا يجب أن تكون المنشآت الطبية هدفاً للعمل العسكري". وترى أن الأمر لا يشكل كارثة على الأشخاص المصابين بفيروس كورونا فقط، بل لكل من هو بحاجة إلى رعاية طبية.
انخفاض معدل التطعيم في أوكرانيا
في أوكرانيا، تم تطعيم حوالي ثلث السكان فقط. وقد شكلت موجة متحور دلتا من فيروس كورونا في الفترة الممتدة ما بين شهري نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي ضغطاً كبيراً على نظام الرعاية الصحية للبلاد. فقد نقل العديد من الأشخاص المصابين بالفيروس إلى المستشفيات، كما سجل عدد الوفيات ارتفاعاً كبيراً.
بلغت موجة أوميكرون ذروتها في أوكرانيا في منتصف فبراير/ شباط المنصرم. غير أن لانغه ترى أنه: "كما هو الحال في العديد من البلدان الأخرى، لم يؤدي هذا إلى تسجيل عدد كبير من الوفيات، كما لم يشكل عبئاً ثقيلاً على النظام الصحي". غير أنه من المهم للغاية الآن ضمان الرعاية الطبية للأشخاص إذا كان ذلك ممكناً. كما يؤكد ذلك عالم الأوبئة: "لا ينبغي أن يكون وضع الأشخاص الفارين أكثر صعوبة بسبب العديد من حالات الإصابة بفيروس كورونا".
توفير الرعاية الصحية
فرَّ الكثير من الناس عبر الحدود الأوكرانية إلى البلدان المجاورة، مثل بولندا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا. وتقول لانغه إن هذه البلدان بحاجة ماسة إلى الدعم المالي ومن منظمات المعونة المحلية.
عشرات الآلاف من الناس يفرون إلى دول أوروبية أخرى - بما في ذلك ألمانيا. من أجل احتواء خطر وقوع تفشي للفيروس بين اللاجئين، يجب أن تكون الرعاية الطبية خالية من العوائق قدر الإمكان: بدون عقبات بيروقراطية كبيرة وبمساعدة المترجمين الفوريين. بهذه الطريقة، يمكن زيادة معدل التطعيم بين الوافدين.
وتضيف لانغه بالقول: "يجب أن نوفر الآن مرافق الرعاية الطبية التي تم إنشاؤها بين عامي 2014 و2016، عندما كان لدينا العديد من اللاجئين، بموارد مالية وبشرية قوية".
اقرأ أيضاً: تطورات الوضع في أوكرانيا
القلق من موجة جديدة
وتوضح الخبيرة الألمانية أنه تم تقييم تأثير حركة الطيران على انتشار الفيروس بشكل علمي. غير أن المشكلة الكبيرة، بحسب رأيها تكمن في الإقامة الجماعية بالنسبة للفارين من الحرب، حيث يكون من السهل تفشي الأمراض المعدية من جميع الأنواع بينهم، وتضيف: "يجب توفير أماكن إقامة للناس بشكل لامركزي".
غير أن المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، باتت الآن معنية بمرض معدي آخر هو شلل الأطفال. وقال البيان: "تتأثر أوكرانيا حالياً بتفشي فيروس شلل الأطفال المنتشر من النوع الثاني، حيث تم اكتشاف أحدث حالة في يناير/ كانون الثاني 2022".
من الصعب بالطبع التنبؤ بكيفية تغير مجدى العدوى نتيجة فرار الأشخاص في أوروبا. تقول لانغه: "من المهم جداً منع انتشار العدوى بين اللاجئين". إذا نجح ذلك ، فلن يكون هناك سبب للقلق بشأن موجة جديدة من كورونا في أوروبا في الوقت الحالي، على حد قوله.
يوليا فيرجين / إ.م