خبيرة نفسانية ألمانية تساعد ضحايا التعذيب
٢٤ فبراير ٢٠١٥تكرس الطبيبة النفسانية الألماني مارليني بفافنتسيله وقتها لمعالجة اللاجئين السياسيين المقيمين في ألمانيا، والذين تعرضوا للتعذيب في بلدانهم الأصلية. كما تسافر باستمرار إلى بؤر التوثر لتقديم الدعم النفسي لضحايا آخرين في عين المكان. وتهدف الطبيبة بكتاباها الجديد "الخوف من الموت والرغبة في الحياة" إلى لفت نظر الرأي العام الألماني لهذا الموضوع.
ماهي أبرز الأعراض النفسية التي تظهر لدى ضحايا التعذيب؟
تختلف قصص الناس المصابين بالصدمات النفسية بسبب التعذيب، وتختلف أيضا أشكال إصابتهم بالصدمات وأنواعها. أغلبيتهم يعانون بشكل عام من الكوابيس وقلة النوم، ومن ضعف في ذاكرة حياتهم اليومية، إضافة إلى الشعور بالفزع والخوف والعزلة وفقدان المشاعر وعدم القدرة على مسايرة الواقع.
هل يمكن النجاح في علاجها والتخلص منها؟
شخصياً أرى أن الناس الذين أُصيبوا بصدمات نفسية صعبة يتأثرون طيلة ما تبقى من حياتهم بذلك، كما يتم نقل تلك المعاناة إلى الأجيال القادمة، في حين يمكن علاجها. وهناك طرق مختلفة في العلاج، حسب نوع الصدمات والأعراض النفسية لكل شخص. أهم شيء لتحقيق ذلك هي ضرورة وجود ثقة لدى الضحايا في قدرة العلاج النفسي على مساعدتهم. وتحتاج المسألة لخلق أجواء مناسبة لذلك وتكريس الوقت الكافي في العملية العلاجية. فحسب تجربتي في هذا المجال، ينجح بعض الضحايا في التعايش مع الماضي بمعاناة أقل بفضل العلاج النفسي.
الأجهزة الأمنية لبعض الدول تعتمد الاغتصاب أو الاستغلال الجنسي كوسيلة للتعذيب. هل يتحدث الضحايا عن ذلك؟
موضوع الجنس يعتبر في عدد من الثقافات من المحرمات، ما يجعل الحديث عن الاستغلال الجنسي بالنسبة للضحايا وما تعرضوا له أمرا صعبا. فحسب تجربتي مع النساء المسلمات فإنهن لا يتحدثن في هذا الموضوع خوفاً من العائلة أو خوفا على شرف محيطهن الأسروي. وبالنسبة للنساء المسيحيات فإن الاحتشام يلعب دوراً كبيراً في تهربهن من الحديث في هذا الموضوع. كما إن الرجال الذين تعرضوا للاستغلال الجنيس كوسيلة من وسائل التعذيب يفضلون كثمان سر ما حدث.
ما الذي دفع بك للإهتمام بتجارب ضحايا التعذيب وجمع تلك التجارب في كتاب؟
قبل التقاعد كنت أعالج عدداً من اللاجئين السياسيين الذين جاؤوا إلى ألمانيا. ومنذ تسعينيات القرن الماضي سافرت باستمرار إلى عدد من البلدان التي تشهد حروبا وأزمات وحالات تعذيب ممنهجة ضد معارضين وناشطين وحقوقيين. كان ذلك عبارة عن جزء من مساهمتي في دعم ضحايا التعذيب الذين يحلمون بالحرية والديموقراطية والعيش بكرامة، وكتابي هو بمثابة التفاتة إلى أولئك الضحايا أينما كانوا، وأيضاً للفت انتباه المجتمع الألماني لما يحدث في بعض الدول.
العلاج النفسي لن يوقف ظاهرة التعذيب، كيف التعامل مع الموضوع؟
إنه سؤال صعب، لكن في نظري يجب إثارة الموضوع داخل الرأي العام والعمل على فضح الفاعلين المتورطين في ذلك. فالوسيلة الأفضل لمتابعة الجلادين هوالرأي العام.