خبير: تركيا في طريقها للعزلة الدولية
٤ نوفمبر ٢٠١٦DW: طيب أردوغان قال إن ألمانيا هي "ملاذ للإرهابيين". كيف يمكن قراءة هذا التصريح؟
كريستوف رام: يبدو أن طيب أردوغان تأثر بالانتقاد الحذر الذي وجهته الحكومة الألمانية حول تعامل السلطات التركية مع صحيفة "جمهوريت" وإلا فإنه ما كان ليدلي بتصريحات بهذا الشكل.
حسب أردوغان فإن ألمانيا هي مخبأ لحركة غولن ولحزب العمال الكردستاني وللحزب اليساري المتطرف، حزب التحرير الشعبي الثوري. ما صحة ذلك؟
التعامل مع هذه المنظمات يتم هنا وفق المعايير الدستورية. لذلك توجد هنا أيضا في ألمانيا دعاوي ضد حزب العمال الكردستاني وضد حزب التحرير الشعبي الثوري. وهي دعاوي مثيرة للجدل. لكن بالنسبة لحركة غولن فالمشكلة تكمن في أن الطرف التركي لم يرسل لحد الآن أي أدلة لألمانيا. وهذه الأدلة تبقى ضرورية للشروع في أي تحقيق بهذا الخصوص.
الكاتبة التركية، أسلي أردوغان بعثت برسالة لمؤسسة دويتشه فيله من داخل السجن تقول فيها "أي رأي يخالف توجهات الحكام يتم قمعه". رغم الاحتجاجات الخارجية تتصرف القيادة التركية كما يحلو لها؟
تركيا تتجه نحو العزلة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. والسبب في ذلك يرجع بالأساس لسياستها الداخلية: فحزب العدالة والتنمية أصبح هو المسيطر بعد محاولة الانقلاب وبات بإمكانه لوحده تقريبا رسم السياسة العامة لتركيا. بل إن الحزب يفكر أكثر من ذلك، فهو يريد اغتنام الفرصة لإدخال النظام الرئاسي إلى تركيا. ومن أجل ذلك يسعى حزب العدالة والتنمية ـ على الأقل بشكل غير رسمي ـ إلى التحالف مع حزب الحركة القومية اليميني. فكلا الحزبين يؤيدان الانعزالية والتوجهات القومية اليمينية. ويجري التفاوض بشكل مكثف حاليا وراء الكواليس. كما أن تطبيق عقوبة الإعدام تعد من بين القضايا المطروحة حاليا للنقاش.
اليوم هدد وزير الخارجية التركي من جديد بفسخ الاتفاق الخاص باللاجئين إذا لم يتم إعفاء الأتراك من تأشيرة دخول دول الاتحاد الأوروبي. هل هناك تحايل بهذا الخصوص؟
السؤال هو إلى أي مدى يمكن استخدام اتفاق اللاجئين كورقة ضغط وإلى أي مدى يبقى من مصلحة تركيا السماح بتدفق أفواج اللاجئين إلى اليونان. فبهذا الشكل تغامر تركيا بالدخول في قطيعة مع أوروبا. وفي الوقت الراهن تحارب تركيا على كثير من الجبهات، على مستوى السياسة الداخلية من جهة وعلى مستوى السياسة الخارجية من جهة أخرى، على سبيل المثال في سوريا. وأُفضل في الوقت الراهن عدم التنبؤ بما سيقع، فالكثير من الأشياء حدثت في الآونة الأخيرة لم تكن متوقعة.
كما هو الحال بالنسبة للعلاقة الألمانية التركية؟
اتفاق اللاجئين هو ما يبقي على العلاقات حاليا. عدا ذلك فالعلاقة سيئة بشكل غير مسبوق.
هناك الجانب السياسي في العلاقة بين الحكومتين وهناك الجانب الإنساني، إذ يعيش الملايين من أصول تركية في ألمانيا. ما هي الإشارات التي يجب إرسالها إلى هؤلاء في هذه الأيام؟
أحد أبرز هذه الرسائل هي عدم اعتبار كل الأشخاص من أصول تركية هنا في ألمانيا، أنهم أتراك أو مؤيدين لأردوغان. تنوع الأتراك الموجودين في ألمانيا يعكس الاختلافات الموجودة في تركيا، من يمينيين ويساريين وعلويين وأكراد وسنة. ولا بد من أخد هذا الاختلاف بعين الاعتبار. والكثير من الأشخاص هم ضد أردوغان وقلقين مما يجري في تركيا. وهذه الحقيقة لا بد من إبرازها في وسائل الإعلام.
الدكتور كريستوف رام هو خبير في الشؤون التركية وأستاذ في جامعة بيرن.
أجرى الحوار: دانييل هاينريش
ترجمة : هشام الدريوش