بلاتر لن يُهزم الا عبر مواجهته بمرشح واحد
٥ مايو ٢٠١٥أكد الأردني الأمير علي بن الحسين تصميمه على منافسة بلاتير على منصب رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا في الانتخابات المقررة نهاية شهر مايو أيار الحالي نافيا بذلك الأنباء التي تداولت حول انسحابه من سباق الترشح. ويتنافس علي بن الحسين على هذا المنصب مع ثلاثة مرشحين آخرين وهم الرئيس الحالي جوزيف بلاتر والبرتغالي لويس فيغو بالإضافة إلى الهولندي مايكل فان براج. لكن ماهي حظوظ الأمير الأردني الفعلية للفوز برئاسة الفيفا وإزاحة "امبراطور الكرة" جوزيف بلاتر عن عرشه؟ وكيف تتعامل الاتحادات العربية والإفريقية مع هذه المنافسة؟ أسئلة تطرحها DW على الخبير الرياضي التونسي مراد البرهومي، في الحوار التالي:
DW عربية: كيف تقيمون حظوظ الأمير علي بن الحسين للفوز برئاسة الفيفا؟
مراد البرهومي: بداية أريد أن أؤكد على أن ترشح الأمير علي بن الحسين لرئاسة الفيفا شرف لكل العرب. كما أن الخبرة التي يملكها كنائب لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم تؤهله للقيام بهذه المهمة على أكمل وجه.
أما بخصوص الحظوظ في الفوز في هذه الانتخابات فتبقى للأسف ضعيفة نسبيا خاصة في ظل تواجد مرشحين آخرين وهما البرتغالي لويس فيغو والهولندي مايكل فان براج فضلا عن بلاتر الذي يتربع على عرش الفيفا منذ 1998 ولديه من العلاقات القوية والوطيدة مع مختلف الاتحادات القارية والمحلية في مختلف القارات، ما يؤهله للبقاء على عرش الفيفا لولاية أخرى. رغم ذلك تبقى حظوظ الأمير علي قائمة ولكنها ليست قوية.
هل ستصبح هذه الحظوظ أقوى إذا تم الاتفاق على مرشح واحد في مواجهة بلاتر؟
استحضرهنا ما قاله الأمير علي بن الحسين عندما أعلن أن إزاحة بلاتر من رئاسة الفيفا يتطلب الالتفاف حول مرشح واحد، وإذا حدث ذلك وحظي الأمير علي بدعم بقية المترشحين فعندها ستكون حظوظه وافرة للفوز في تلك الانتخابات. أما إذا تشبث كل مرشح بحقه فإن ذلك لن يخدم أحدا في شيء وسيؤدي إلى تشتت الأصوات وبالتالي سيظل بلاتر هو المرشح الأوفر حظا للفوز بفضل علاقته وسطوته على معظم الاتحادات القارية.
ماهي الإضافة التي يمكن أن يقدمها الأمير علي ابن الحسين لكرة القدم العالمية في حال فوزه برئاسة الفيفا؟
كلمة جميلة قالها الأمير علي عندما صرح بأن الفيفا قد هرمت مع كبر بلاتر وأصبحت في حاجة إلى دماء جديدة وإلى التنظيف من الداخل. الأمير علي بن الحسين يدرك جيدا، بحكم أنه نائبا لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم خفايا بيت الفيفا ويعي جيدا ما يقول عندما يعلن أن الاتحاد الدولي لكرة القدم يحتاج إلى التنظيف. وأعتقد أن روح الشباب والخبرة التي يتمتع بها الأمير علي بن الحسين بالإضافة إلى علاقته القوية باتحادات كروية عريقة مثل الاتحاد الإنجليزي أو الاتحاد الأمريكي وكذلك الاتحادات الآسيوية والعربية تجعله قادرا على أن ينجح في المهمة إذا تم انتخابه على رأس الفيفا.
هل تعتقد أن الاتحادات العربية والإفريقية ستقف مع الأمير الأردني أم أنها ستظل خاضعة لسلطة بلاتر؟
للأسف فإن المؤشرات الأخيرة تظهر أن الاتحادات العربية والآسيوية والإفريقية تقف صفا واحدا وبأغلبية كبيرة خلف بلاتر. والسبب في ذلك يعود إلى تخوفها من رئيس الفيفا الحالي الذي بسط سيطرته وأحكم قبضته على كافة قطاعات الكرة في الوطن العربي وفي إفريقيا وفي آسيا. وعلى سبيل المثال يتخوف الإخوة القطريون من أن يؤدي انتخاب رئيس جديد للفيفا وخروج بلاتر منها، إلى سحب تنظيم كأس العالم 2022 منهم، خاصة في ظل الحملات الشعواء التي سلطت في الأشهر الأخيرة على الملف القطري.
لكن في نظري على الاتحادات العربية أن تفك ارتباطها ببلاتر وتدعم الأمير علي. وقد صرح ابن الحسين في الآونة الأخيرة بأنه سيكون له شرف كبير عندما سينظم مونديال 2022 في بلد عربي وهو على رأس الاتحاد الدولي لكرة القدم. وقال بأنه سيدافع بشتى الطرق عن الملف القطري.
وتعتبر هذه إشارة إلى أن الأمير علي بن الحسين مستعد للدفاع عن مصالح الكرة العربية والإفريقية وقد يكون ترشحه فرصة لتخليص الاتحادات الكروية من قبضة بلاتر الذي يمنحهم القليل لكن بالمقابل يفرض عليه الخوف والتبعية.
هل من السهل أن تتقبل الاتحادات الدولية خصوصا الأوروبية والأمريكية أن يكون عربيا على رأس الفيفا؟
أعتقد بأن هذا الأمر ممكن وقابل للتحقق. فالاتحاد الدولي لكرة اليد مثلا يرأسه شخص مصري. فالجنسية أو الأصل في اعتقادي هنا أمر لا يلعب دورا كبير. وربما الأروبيون وباقي الاتحادات القوية في العالم تحبذ تطبيق مبدآ الرجل المناسب في المكان المناسب بدل النظر في العرق والأصل. وأعتقد أنه إذا تم الاتفاق بين المرشحين الثلاثة على شخص واحد مثل الأمير علي بن حسين فإن عددا كبيرا من الاتحادات المحلية والقارية قد تصوت لصالحه لأن معظمهم لم يعد يحبذ بقاء بلاتر على رأس الفيفا.
مراد البرهومي خبير رياضي وصحفي بجريدة "الصحافة التونسية"
أجرى الحوار: هشام الدريوش