هل يضطر بايدن للتخلي عن ترشحه للرئاسة تحت ضغط المتبرعين؟
١١ يوليو ٢٠٢٤يرى الكاتب الأمريكي هاريسون كاس، محلل شؤون الدفاع والأمن القومي الأمريكي أن الصعوبات في جمع التبرعات لحملة بايدن لا ينبغي أن تكون أمرا مفاجئا- إذ أن مناظرة بايدن أثارت جدلاحول ما إذا كان يتعين أن يكون مرشح الحزب الديمقراطي، وهو ما يحول دون أي حماس لتقديم تبرعات لحملته.
ويقول كاس في تقرير نشرته مجلة ناشيونال انتريست الأمريكية: إنه في ضوء الشعور بعدم الاستقرار بالنسبة لهذا الأمر، توقف بعض مسؤولي جمع التبرعات عن مواصلة جهودهم. وسوف تكون النتيجة هي احتمال الافتقار للمال؛ وهو ما يمكن أن يزيد من مشاكل بايدن، مما يجعل إعادة انتخابه أمرا أقل احتمالا مما هو عليه الآن.
وقال أحد مسؤولي جمع التبرعات في الحزب الديمقراطي لشبكة "سي إن بي سي" إن أعضاء الحزب الذين يتم الاتصال بهم إما أنهم لا يردون على الاتصالات الهاتفية لدعوتهم لتقديم تبرعات، أو أنهم يردون بغضب وهم يتساءلون عن سبب الحاجة لتقديم المزيد من المال لبايدن في ضوء أدائه في المناظرة.
ويوضح كاس أن الشخص الذي تحدث مع شبكة سي إن بي سي يعتبر شخصا داعما يتمتع بصلات قوية وثريا، ويستغل صلاته الشخصية في جمع الأموال بصورة مباشرة للحملة الانتخابية. وذكرت شبكة "سي إن بي سي" أن "الأساس هو أن مثل هذا الداعم يستغل رصيده الشخصي في دعوة الأصدقاء وأفراد الأسرة، والعملاء، والزملاء لتقديم التبرعات لمرشح يشاركهم قيمهم.
تحذير من توقف التبرعات
ويؤكد كاس أن أي داعم أصبح جزءا مهما في المخطط المالي لأي حملة سياسية. ويعتبر التقدم الذي يحرزه أي داعم اختبارا حقيقيا لزخم جمع التبرعات الشامل للحملة، وأساسا عندما يميل أي مرشح للتقدم إلى الأمام في حملته يتوق الشخص الداعم إلى حشد الآخرين حول المرشح، ولكن عندما يميل المرشح للتراجع، غالبا ما يكون الشخص الداعم ضمن أول من يشعرون بهذا التراجع، حتى قبل أن تشعر به الحملة نفسها. ويقول كاس إن داعمي بايدن يقرعون أجراس الإنذار التي تفيد بأن حملة بايدن تواجه متاعب ومن المحتمل أن يتوقف المتبرعون عن تقديم تبرعاتهم.
وقال أحد حلفاء بايدن وأحد جامعي التبرعات لشبكة سي إن بي سي" لن أجمع أي أموال أخرى حتى أتأكد أنه هو المرشح". ويرى كاس أن التساؤلات حول ما إذا كان بايدن سوف يستمر في المنافسة هي السبب الرئيسي وراء امتناع المانحين المحتملين للتبرعات عن تقديم تبرعاتهم.
ويقول كاس إنه منذ المناظرة التي أظهر فيها بايدن أنه لم يعد لائقا لتولي المنصب، زادت الدعوات التي تطلب من بايدن عدم المضي قدما. ودعا المواطنون، وحتى بعض أعضاء الكونغرس (رغم أنهم حفنة فقط) علانية إلى تنحي بايدن، والسيناتور عن ولاية فيرمونت الأمريكية بيتر ويلش هو أول ديمقراطي يدعو الرئيس جو بايدن علنا إلى الانسحاب من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في تشرين الثاني/ نوفمبر.
كلوني: لن نفوز في نوفمبر مع هذا الرئيس
وذكر ويلش في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، يوم الأربعاء (10 يوليو/م تموز 2024)، أنه "لا يعتقد أن بايدن هو أفضل مرشح للتغلب على الرئيس السابق دونالد ترامب". وقال "أفهم سبب رغبة الرئيس بايدن في الترشح، لقد أنقذنا من دونالد ترامب ذات مرة ويريد أن يفعل ذلك مرة أخرى لكنه يحتاج إلى إعادة تقييم ما إذا كان هو المرشح الأفضل للقيام بذلك، ومن وجهة نظري فهو ليس كذلك"، بحسب شبكة (سي إن إن). وبينما أشار إلى احترامه الكبير لبايدن، قال ويلش إن "المخاطر لا يمكن أن تكون أكبر"، وحث بايدن على "وضعنا في المقام الأول، كما فعل من قبل".
وتأتي دعوة ويلش في أعقاب تصريحات للسيناتور الديمقراطي عن كولورادو مايكل بينيت، أول أمس الثلاثاء، بأنه لا يعتقد أن بايدن قادر على الفوز بإعادة انتخابه، على الرغم من أنه لم يصل إلى حد الدعوة للانسحاب الرئيس الأمريكي.
وفي مقال رأي نُشر أمس الأربعاء في صحيفة نيويورك تايمز، سحب نجم هوليوود جورج كلوني، الديمقراطي الذي شارك في استضافة حفل تبرعات لصالح بايدن الشهر الماضي، دعمه للرئيس.
وكتب كلوني في مقال الرأي "من المؤلم أن أقول ذلك لكن جو بايدن الذي كنت معه قبل ثلاثة أسابيع في حفل التبرعات لم يكن 'الشخصية القوية' ذاتها التي كان عليها في عام 2010، ولم يكن حتى الرجل الذي نعرفه في عام 2020. لقد كان الرجل الذي شاهدناه في المناظرة".
وأضاف "هل كان متعبا؟ نعم. نزلة برد مثلا؟ ربما... أيا يكن، يجب على قادة حزبنا أن يتوقفوا عن إخبارنا بأن 51 مليون شخص لم يروا ما رأيناه". وأضاف "لن نفوز في نوفمبر مع هذا الرئيس، ولن نفوز بمجلس النواب، وسنخسر مجلس الشيوخ". وتابع قائلا "هذا ليس رأيي الشخصي، بل رأي كل عضو في مجلسي الشيوخ والنواب وحكام الولايات الذين تحدثت معهم على انفراد... بغض النظر عما يقولونه علنا".
ومع ذلك، فإنه في الوقت نفسه، احتشد كبار مسؤولي الحزب للدفاع عن بايدن- أو على الأقل التزموا الصمت بشأن هذه القضية. والنتيجة هي أنه أصبحت هناك درجة من التوترات داخل الحزب، حيث هناك خلاف بشأن سؤال أساسي كان ينبغي الإجابة عليه منذ وقت طويل في هذه المرحلة من دورة الانتخابات الرئاسية وهو: هل نرى أن مرشحنا ينبغي أن يكون مرشحنا؟
وفي الختام يقول كاس إنه حتى إذا ما ظل بايدن مرشحا، وهو من المرجح أن يفعله الثمانيني المعروف بعناده، تبدو فرص فوزه في الانتخابات أمام ترامب ضئيلة. ويدرك مقدمو التبرعات ذلك ولا يتوقون لتمويل جهد يبدو أنه محكوم عليه بالفشل.
ع.ج/ ح.ز (د ب أ، رويترز)