خبير أمني - "نجاح الضربات الجوية لا يكاد يُرى"
٢٧ نوفمبر ٢٠١٥قررت الحكومة الألمانية إرسال طائرات تورنادو حربية لقتال تنظيم "داعش" في سوريا ودعم فرنسا هناك، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بدوره طالب مجلس العموم بمزيد من العمليات العسكرية ضد التنظيم الإرهابي.DWحاورت خبير الشؤون الأمنية نِك ويتني من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية حول ذلك.
DW: ما رأيك بهذه الإجراءات خاصة وأن الحرب ضد "داعش" مستمرة منذ فترة؟
نيك ويتني: من الناحية العملية: حتى لو زادت فرنسا وبريطانيا ضرباتها الجوية – وحظيت بدعم من طائرات استطلاع ألمانية – فإن هذا لن يكون له تأثير كبير في الواقع على الأرض.
الضربات الجوية متواصلة منذ ما قبل هجمات باريس، فهل حققت واحدا من أهدافها المرجوة؟
يشن الغرب هجمات جوية منذ سنة تقريبا في سوريا والنجاح الذي تم تحقيقه غير ملموس. وليس الأمر أن قوة نيران سلاح الجوي الأمريكي ضعيفة. ومن الصعب التصديق بأن بعض القنابل الفرنسية والبريطانية ستحدث الفرق الآن. وقد قال كاميرون فعلا إن هذه الحرب لا يمكن كسبها من الجو. إذن فنحن نحتاج إلى قوات برية مثلما حدث في العراق. وهذا وضع مختلف تماما. وفي هذه الحالة ستكون الضربات الجوية حاسمة، مثلما دعمت المقاتلات الأمريكية الأكراد في استعادة مدينة سنجار العراقية.
ماذا يجب أن يحدث إذن؟
هناك تصريح من هيلاري كلينتون عن هذه الموضوع وهو من أذكى التصريحات. كلينتون قالت إن كسب هذه الحرب ليست من مهامنا، وإنما يجب على العرب والأتراك تولي أمرها، وعليهم أخذ زمام المبادرة في أسرع وقت ممكن.
لكنني أخشى أن الغرب يقدم ذريعة للقوى الإقليمية (تركيا والسعودية وإيران وغيرها، التي أرادت التخلص من داعش نظريا) بأن لا تفعل شيئا بهذا الخصوص، حين يتدخل الغرب نفسه عسكريا دائما، قبل أن تقوم القوى الإقليمية المسلمة، والتي تمتلك سلطة تؤهلها للتوجه إلى المواطنين وتقول لهم: هذا يكفي ويجب القضاء على هذه العصابة المتطرفة.
ولإضفاء لمسة تفاؤلية على الموضوع، فإنّ مؤتمر فينا حول سوريا قبل أسبوعين لاح منه بريق أمل بأن وجهة النظر هذه قد تحدث.
ما هو التأثير المحتمل للتدخل العسكري الأوروبي في سوريا؟
أنا أرى خطورة بل و ربما نتائج عكسية من تزايد عدد الدول الأوروبية المتدخلة في الحرب بسوريا. هذا يؤجج أسطورة الجهادية ضد الحملة الصليبية الجديدة التي تأتي لتدمير الخلافة الإسلامية. ماذا فعلنا حين ألقى الرئيس السوري الأسد البراميل المتفجرة على المسلمين في حلب؟ لكننا الآن كلنا مستعدون لتوجيه ضربات جوية "للمؤمنين الحقيقيين" في مدينة الرقة. أعتقد أن هذا يصب في مصلحة "داعش" وهذا هو ما يُبقي التنظيم على قيد الحياة.
كما أخشى أن يزيد هذا من الخطر في شوارع بريطانيا، ولا أرى سببا يحول دون حدوث ذلك خاصة بعد هجمات سيناء وباريس. لقد كانت هجمات انتقامية وأنا قلق من أن يحدث الشيء نفسه في بريطانيا.
لكن في نهاية المطاف، يمكنني تفهّم لماذا تفعل حكوماتنا ذلك. فقد طلبت فرنسا التضامن، والدعم العسكري هو وسيلة لإظهار التضامن. وهذا أمر مهم، لكني أتمنى لو كنا اخترنا طرقا أكثر ذكاء لإظهار التضامن.
اهتمامنا بسوريا وهجمات باريس، هل يجري على حساب مشاكل أخرى في أوروبا؟
من الطبيعي أن يتركز اهتمامنا على سوريا، لكن أزمة اللاجئين كبيرة جدا ونصف اللاجئين يأتون من أفريقيا. وحتى ولو حُلت الأزمة السورية غدا، ستبقى أزمة اللاجئين في أوروبا. صحيح أنّ التركيز الآن هو على ألمانيا، لكن اللاجئين سيواصلون القدوم إلى إيطاليا عبر البحر المتوسط. وهذا قد يستغرق جيلا كاملا، إذا لم نعمل أكثر من أجل استقرار أفريقيا.
*نك ويتني خبير في الشؤون الأمنية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.