خبير أمني ألماني: مهمة صواريخ باتريوت في تركيا رمزية
٨ يناير ٢٠١٣أشار ماركوس كايم، رئيس مجموعة أبحاث السياسة الأمنية التابعة للمعهد الألماني للسياسة الدولية والأمن في برلين (SWP)، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) الثلاثاء (الثامن من يناير/ كانون الثاني 2013)، إلى أنه يرى أن حلف الناتو يهدف من وراء نشر هذه الصواريخ للتعبير عن تضامنه مع العضو تركيا. وأضاف كايم أن ما يصور على أنه تهديد لتركيا ليس كذلك في الحقيقة "فصواريخ باتريوت تستخدم في الدفاع ضد الصواريخ طويلة المدى والغارات الجوية، ولم يكن أي من ذلك يمثل مشكلة خلال الأشهر الماضية. كما أن القيادة السورية لم تهدد تركيا بأي من ذلك، بل إنني يمكن أن أذهب إلى حد الزعم بأنه إذا أقدمت سوريا على ذلك فإنها ستقابل بانتقام هائل من قبل الناتو وربما كانت هذه هي نهاية النظام السوري".
ورأى الخبير الأمني الألماني أن هناك سببين لنشر هذه الصواريخ على حدود تركيا مع سوريا: أولهما أن الناتو يريد أن يبعث برسالة سياسية لتركيا مفادها ألا تتحرك ضد سوريا بدون تنسيق مع الحلف لأن هناك أصواتا في تركيا تطالب بإقامة منطقة عازلة على الأراضي السورية وذلك بسبب مشكلة اللاجئين السوريين. والسبب الثاني، حسب كايم، أن ألمانيا تريد أن تثبت تضامنها مع أعضاء حلف الناتو وذلك بعد أن رفضت المشاركة في مهمة الناتو في ليبيا وهو ما أدى آنذاك لاتهام برلين بعدم التضامن مع الحلف.
وذهب كايم إلى أن هذه المهمة لن تضر ألمانيا في شيء رغم أنها تكلفها نحو 25 مليون يورو. وقال إن الغطاء الأعلى الذي تستخدمه ألمانيا في هذه المهمة ليس حماية تركيا بل إنهاء القتل في سوريا الذي خلف نحو 60 ألف قتيل حتى الآن، حسب إحصائيات الأمم المتحدة. وأضاف: "هذه الصواريخ لا تقدم أي مساهمة على الإطلاق في احتواء الحرب في سوريا وفي التوصل لحل سياسي للنزاع، لذلك فأنا أرى أن هذه الصواريخ رمزية أكثر منها إستراتيجية".
وكان وزراء خارجية الناتو قد قرروا في الرابع من الشهر الماضي إرسال بطاريات باتريوت من الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا إلى تركيا بناء على طلبها. وجاء الطلب التركي على خلفية توتر العلاقات التركية السورية بسبب دعم أنقرة للمعارضين السوريين وقيام دمشق في حزيران/ يونيو الماضي بإسقاط طائرة حربية تركية وسقوط قذيفة سورية على جنوب شرق تركيا ما أسفر عن مقتل خمسة أتراك وقيام أنقرة بالرد ما أسفر عن مقتل وإصابة 20 سوريا. وأدت الهجمات الأخيرة بصواريخ سكود من قبل القوات النظامية في سورية ضد المعارضة المسلحة في شمالي البلاد، حسب مصادر الناتو، إلى زيادة الشعور بالقلق لدى تركيا، رغم أن الخارجية السورية نفت صحة هذه التقارير.
ف.ي/ أ.ح (د ب ا)