خبير ألماني يحذر من تطور السلفية بألمانيا إلى اتجاه جهادي
١٢ مايو ٢٠١٢DW: سيد مولر، السلفية هي مصطلح واسع، يفهم المرء تحته حاليا كل ما يدور من أحداث عنف على الساحة الإسلامية. ما الذي يختبئ تحت هذا المصطلح؟
هربرت مولر: السلفيون هم أناس يعتقدون بأنهم يجب أن يعيشوا كما عاش "أسلافهم الورعون"، أي السلف. وهم يريدون اتباع طريقة العيش التي كانت سائدة في عهد النبي والأجيال الثلاثة التي تلته.
هل يمكن وصف السلفية بأنها نواة "الإرهاب الجهادي"؟
إذا نظرنا إلى تنظيم القاعدة وما حوله، فيمكن للمرء أن يقول: نعم، السلفية في نهاية المطاف هي نواة ما نسميه الآن الإرهاب الإسلامي. ولكن هناك بعض التداخل أيضا. ينبغي أن لا ننسى: فهناك رائد الحركة الجهادية المصرية، سيد قطب، وكذلك الاتجاهات في جماعة الإخوان المسلمين والوهابيين، أي الاتجاه الديني الرسمي في المملكة العربية السعودية. إذن يمكننا القول إننا نتعامل هنا مع حركة ليست بالحديثة أبدا، يتم الجمع فيها بين الإسلام السياسي والنزعة المتشددة.
ألا نظلم بعض السلفيين، عندما نصنفهم جميعا على أنهم متطرفون؟
بالطبع، لابد من التفريق بين (السلفيين) المتطرفين، وأولئك غير المتطرفين. بلا شك يوجد مراقبون يقولون إن هناك سلفية غير سياسية. وأعتقد أنه بالنظر إلى جوهر الوهابية أو السلفية فمن الصعب القول إنه لا توجد ارتباطات سياسية، وإن الأمر يتعلق بحركة روحية فقط. لأن السلفية تستهدف المجتمع ككل.
كم عدد أتباع التيار السلفي في ألمانيا، في الوقت الراهن – وكم من هؤلاء تم تصنيفهم على أنهم خطرين؟
دائما، الحديث عن الأرقام يعتبر شائكا قليلا. ولا يمكن للمرء سوى أن يقدر العدد، اعتمادا على عدد المشاركين في الفعاليات التي يتم تنظيمها. والحديث هنا ليس عن جمعيات مرخصة وفق القانون الألماني، وإنما هي تجمعات من مجموعات مختلفة. نحن نقدر العدد بما يتراوح بين 3800 و 5000 شخص. أما عدد من ينتمي من هؤلاء إلى الجناح الجهادي، فهو أمر لا يمكن تقديره بدقة. لقد لاحظنا في الماضي أن أتباع هذا الاتجاه يعملون، إلى حد بعيد، على جعل الأمر "تدرجا مهنيا" لهم: فموقفهم يتطور بسرعة من فكر إيديولوجي، لا يتبنى العمل المسلح، لينتقل إلى الفكر الجهادي - والعكس بالعكس.
هل فوجئت، شخصيا، عندما تطورت الأمور إلى بعض أعمال عنف، خلال مظاهرات أتباع اليمين المتطرف في زولنغن وبون؟
بعد مراقبة طويلة لهذه المجموعات فإنه لا يمكن الحديث عن مفاجأة. دائما يشددون من لهجتهم وتصرفاتهم. ومن الواضح، أنه حان الوقت الآن بالنسبة لهم، ليظهروا قوتهم.
كيف سيكون وضع السلفيين في الأشهر القليلة المقبلة برأيك؟ هل يتراجعون قليلا؟ أم أن الأمور ستتطور إلى مزيد من التصعيد والعنف؟ هل هم قادرون ربما على شن هجمات إرهابية كبرى؟
بحكم التجربة لا بد من القول إن الأشخاص البارزين على الساحة الآن، والذين تسلط عليهم الأضواء، ليسوا هم عادة من يخططون لهجمات إرهابية أو ينفذونها. ولكن ما يجب أن نضعه في اعتبارنا هو أن السلفيين يظهرون صراحة في تجمعاتهم راية الحرب، أي الراية السوداء. وهي لديها قيمة رمزية عالية. وهذا العلم الأسود هو رمز لتنظيم القاعدة أيضا. ولذلك ينبغي أن ينتبه المرء، وحتى الشرطة يجب أن تنتبه، إلى أنه من المهم أن نعرف مع من نتعامل هنا.
من هنا ينبغي علينا أن يأخذ بعين الاعتبار، ما قاله بيير فوغل، السلفي الألماني الذي اعتنق الإسلام، وأنا أقتبس هنا: "لو كان هناك دولة إسلامية، وتعرض النبي لإهانة في بلد آخر، فلابد من إعلان الحرب". من الواضح أن الأمر ليس مسألة بسيطة، وأن هناك تهديداً للدولة الألمانية. وهناك أيضا متحدثون في مواقع الإنترنت، هددوا الحكومة الألمانية، أي المستشارة ميركل ووزراءها وكذلك المواطنين الألمان في الخارج.
هل يجب إذن رفع مستوى الجاهزية الأمنية في ألمانيا؟
إلى أي مدى ينبغي أن ترفع؟ ما أراه هو أن كل السلطات الأمنية في حالة تأهب. وآخر ما نحتاجه الآن هو التحرك الفعلي، وبدلا من ذلك يجب أن نواصل مراقبة الساحة بتركيز كامل، حتى لا تفلت الأمور من أيدينا.
هربرت مولر، خبير شؤون الجماعات الإسلامية في هيئة حماية الدستور في شتوتغارت.
أجرى الحوار: كلاوس داهمان
ترجمة: فلاح آل ياس
مراجعة: أحمد حسو