خبير ألماني: سياسة اللجوء لحزب البديل مجرد دعاية انتخابية
٢٦ أغسطس ٢٠١٧يطالب حزب البديل من أجل ألمانيا في مشروعه المعروض في برلين حول اللجوء بإقامة "مراكز لجوء في دول شمال إفريقيا التي تنعم باستقرار كاف". ويتطلع الحزب في هذا الإطار إلى التعاون مع وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. إلى أي مدى يمكن اعتبار هذا الموقف تطورا جديدا في سياسة هذا الحزب؟
في الصميم هذا ليس شيئا جديدا. فحزب البديل من أجل ألمانيا طالب دوما بوقف تدفق اللاجئين على أوروبا وألمانيا أو على الأقل التخفيف منه. وبما أن ضغط الهجرة في إفريقيا سيزداد في السنوات المقبلة بقوة نظرا للتطورات المرتقبة، هناك حاجة إلى مؤسسات وسيطة لاستقبال اللاجئين إذا لم نرغب في وصولهم أولا إلى أوروبا. وعلى هذا النحو يكون حزب البديل من أجل ألمانيا قد عرض فقط تجسيدا لرغبته المبدئية. وأن يتم إقحام وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في اللعبة، فهذا مرجح، لأن هذه الوكالة مسؤولة عن اللاجئين، ومشكل الهجرة لا يمكن حله إلا في إطار الأمم المتحدة.
الباحثة في شؤون حماية الحدود أريزو ملكوتي من المنظمة الدولية للهجرة تعتبر هذا النوع من المراكز الخاصة باللاجئين في شمال إفريقيا غير واقعي. إلى أي مدى يثير حزب البديل من أجل ألمانيا مخططات لا يمكن تنفيذها؟
الناس الذين لهم تجربة سياسية يدلون بتصريحات ذات دلالات تكتيكية. على المدى البعيد لا يمكن تجاوز أزمات الهجرة الدولية بدون مشاركة الأمم المتحدة، وعليه فإن وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تدخل حتميا في اللعبة. حزب البديل من أجل ألمانيا يربط هنا التعليل التكتيكي بطريقة عمل عقلانية.
حزب البديل من أجل ألمانيا يسعى إلى إغلاق طريق البحر المتوسط ابتداء من الأول من أيلول/ سبتمبر. هل هذا ممكن عمليا وحتى قانونيا؟
أُذكر هنا بالنقاش الذي دار في 2015 حول مسألة ما إذا كان بالإمكان إغلاق طريق البلقان. وهذا تم نفيه بقوة. لكن الطريق أغلق فعلا ولم يعد الطريق الرئيسي للهجرة نحو أوروبا. وما يشبه ذلك يظهر حاليا بالنسبة إلى طريق ليبيا. فمنذ منع المنظمات غير الحكومية من إنقاذ أشخاص عالقين وسط البحر سُجل تراجع واضح لتدفق اللاجئين نحو إيطاليا. وقد يتوقف ذلك التدفق كليا عندما تنجح الحكومة الليبية في التعاون مع البحرية الإيطالية في وقف عمل منظمات المهربين. موعد الأول من أيلو/ سبتمبر ما هو إلا فقاعة فارغة.
حزب البديل من أجل ألمانيا يريد توجيه طالبي اللجوء إلى مركز اللجوء الأول المفتوح في شمال إفريقيا. ولا يوجد إلى حد الآن أي مركز رغم أن سياسيين ألمان آخرين طالبوا بذلك منذ مدة؟
حزبا الخضر واليسار يرفضان بشكل قطعي إخضاع اللاجئين خارج أوروبا لأية إجراءات لا تحترم القوانين الألمانية. والحزب الاشتراكي الديمقراطي يعبر عن قلق رغم أنه لا يرفض مبدئيا هذا الاقتراح. وداخل الحزب المسيحي الديمقراطي يوجد الكثيرون الذين يعتبرون فكرة حزب البديل من أجل ألمانيا معقولة. وهم ينتظرون إبداء الموافقة حتى تثير المستشارة الموضوع وتقدم مقترحا لها. وهذا يجعل من حزب البديل من أجل ألمانيا الحزب الوحيد الذي يتحدث في هذا الموضوع. وحقيقة أن طلب إرجاع اللاجئين إلى معسكرات هي غير موجودة في الأصل يبقى فقاعة. ولكن ليس من المستبعد أن يتحول ذلك إلى موضوع يطغى في السنوات المقبلة على جدول عمل الاتحاد الأوروبي.
كيف تقيمون حاليا تصورات اللجوء بصفة عامة لحزب البديل من أجل ألمانيا؟
تصريحات حزب البديل من أجل ألمانيا بهذا الخصوص لا تعدو أن تكون ضمن الحملة الانتخابية، لأن إبعاد اللاجئين عن أوروبا هو موضوع التعبئة الرئيسي لحزب البديل من أجل ألمانيا. وقوة تأثيره تعلمها قيادة الحزب.
إلى أي مدى يمكن أن ينطبق ذلك على برنامج حزب البديل من أجل ألمانيا وإلغاء قانون اللجوء الحالي؟ سيشكل ذلك تغييرا قويا للقانون الأساسي وسيعني تغييرا كليا للسياسة الألمانية...
هذا لا يتعدى أن يكون نفحة عطر إضافية معروفة قد تزكي الحملة الانتخابية الجافة إلى حد الآن لحزب البديل من أجل ألمانيا. إنه إعلان لا يمكن تحقيقه في المستقبل المنظور من الناحية البرلمانية.
*فيرنير باتسيلت أستاذ علوم السياسة المقارنة بجامعة دريسدن يهتم بسياسة حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي.
أجرى المقابلة فولفغانغ ديك