خبير ألماني: "الدولة الإسلامية" ستفقد قوتها عاجلاً أو آجلاً
٢ أكتوبر ٢٠١٤DW: التنظيم الإرهابي "الدولة الإسلامية" ينشط في سوريا والعراق بالإضافة إلى وجود فروع مختلفة لتنظيم القاعدة في عدة دول على غرار "جبهة النصرة" في سوريا و"أبو سياف" في الفليبين، هل تعتقد بأن هذه التنظيمات قد تتحد وتشكل تحالفا واسعا؟
أودو شتاينباخ: لن تكون هناك شبكة بالمفهوم الشكلي، ولكنها طبعا شبكة من أصحاب الفكر المشترك. فهم يتقاسمون الأيديلوجية نفسها والمرجعية الجهادية ذاتها. هؤلاء هم عبارة عن أناس انسلخوا عن مجتمعاتهم. يعيشون في مناطق تهيمن عليها الحاجة والفقر. وبالتالي لدينا مناخ تنمو فيه هذه النباتات المستنقعية. لديهم استراتيجية تتشابه فيما بينها ومسلطة ضد مجتمعاتهم – ولكن أيضا ضد الغرب.
هل خلق زعيم تنظيم "الدولة لإسلامية"أبو بكر البغدادي لدى الجماعات الإرهابية المختلفة شعورا بالتضامن؟
من المستبعد جدا العمل سويّا. ذلك أن المناطق التي تنشط فيها مختلف الجماعات الإرهابية شديدة الاختلاف فيما بينها. كما أن هناك الكثير من الاحتكاكات فيما بينهم. لقد رأينا ذلك بين "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية" في سوريا. ففي البداية تعاونا مع بعضهما البعض ثم أصبحا يتقاتلان. وإذا ما سلطنا الضوء على هذه المنظمات الإسلامية المتطرفة خلال العقود الثلاثة الماضية، لوصلنا إلى نتيجة مفادها أنها كانت دائما تعيد تنظيم نفسها تحت مسميات مختلفة وباستمرار. المواقف الإيديولوجية هي ذاتها، ولكن هناك تنافس كبير بينها وخاصة بين زعمائها.
هل حل تنظيم "الدولة الإسلامية" محل القاعدة في الشعبية؟
نعم، يمكن رؤية ذلك. القاعدة لم تعد تمثل نموذجا ناجحا. ما فعله ولا يزال يفعله البغدادي يبدو بأنه واعد جدا. لقد خلق لنفسه أنصارا من خلال تطرفه الشديد ووحشيته المفرطة.
هل تعتقد بأن استراتيجية تنظيم "الدولة الإسلامية" ستبقى محدودة جغرافيا؟
سوف نشهد بأن نفوذ وتأثير تنظيم "الدولة الإسلامية" سيتراجع بقوة وبسرعة كبيرة إذا لم يتم تشكيل تحالف مع سكان المنطقة. والأغلبية العظمى من الناس هناك ترفض تنظيم "الدولة الإسلامية" وتطرفها. وإذا ما تعاون الناس وتضامنوا فيما بينهم ونظموا أنفسهم عسكريا بشكل أفضل، فسوف نرى كيف تتكبد مثل هذه المنظمات هزائم عسكرية ثقيلة.
ولكن هذا لا يعني بأن إيديولوجيتهم ستفقد أهميتها، كما لا يعني بأن الإرهاب العالمي الذي تروج له هذه المنظمات سينتهي. ولكنها لن تكون "منظمة عظمى" ولن تكون دولة مركزية، ولكن ستكون هناك باقة من منظمات منفصلة عن بعضها البعض تنشط في المناطق التي توفر لهم الفرصة لذلك. وهذه ظروف مختلفة. وبالتالي هناك أيضا حدود لتطوير هياكل عامة.
التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" جاء متأخرا. كما أنه يركز عملياته على توجيه ضربات جوية ضد أهداف تابعة لهذا التنظيم. هل هذه الاستراتيجية الصحيحة لمحاربة الدولة الإسلامية؟
الجميع في واشنطن وأنقرة وباريس وكذلك في هولندا، التي قررت بدورها الانضمام إلى التحالف ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، يعرفون أن ذلك لا يكفي. الضربات الجوية لا يمكن أن يكون لها سوى دور داعم للعمليات البرية. هذه القوات ستقدمها في نهاية المطاف الدول التي عششت فيها "الدولة الإسلامية".
برأيك من يجدر به أن يتولى العمليات البرية: قوات نظام الأسد أم القوات العراقية؟
البداية بالأكراد الذين حققوا إنجازات لا بأس بها حتى الآن، خاصة وأنه قد تمت تقوية شوكتهم للحيلولة دون حصول الأسوأ. كما أننا نشهد في الوقت الحالي إعطاء اعتبار للمعارضة السورية التي من المنتظر تدريبها في السعودية والأردن. وإذا ما دخلت تركيا بثقلها العسكري، فستشكل قوة عسكرية لا يمكن لا لـ"الدولة الإسلامية" ولا ل"جبهة النصرة" في سوريا أن تضاهيها. الضربات الجوية ليست إلا مجرد إجراء وقتي لوقف زحف التنظيم الإرهابي ولربح مزيد من الوقت إلى حين تقوية التحالف الدولي ضد "الدولة الإسلامية".
إذن يتعين على العدوين اللدودين السعودية وإيران التقارب فيما بينهما لمكافحة "الدولة الإسلامية" بشكل أنجع؟
أعتقد أن ذلك حصل فعلا. فلهجة وزير الخارجية الإيراني ظريف تصالحية، بيد أن ذلك لم يُفهم بعد بالشكل الصحيح في السعودية. لكنها تعرف ضرورة دعم العراق ضد "الدولة الإسلامية". وإذا ما دخلت إيران اللعبة، خاصة وأن القيادة في بغداد شيعية، فإن السعودية ستدخل فيها أيضا.
**البروفسور أودو شتاينباخ الخبير في شؤون الشرق الأوسط. كما أنه رئيس لمركز الحوكمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع لمعهد هومبولت-فيادرينا للحوكمة في برلين. وقبلها كان أستاذا للدراسات الشرق أوسطية في جامعة ماربورغ الألمانية.