"أوروبا قد تُجبر على التدخل عسكريا في ليبيا"
١١ فبراير ٢٠١٦DW: مؤتمر الأمن الدولي بميونيخ يُعقد هذا العام في أوقات مضطربة للغاية. ما هو أهم موضوع، حسب رأيكم سيناقشه المشاركون في العاصمة البافارية؟
فولفغانغ إيشنغر: تجاوز النزاعات لجغرافية الدول هو الموضوع المركزي. الحرب في سوريا التي تحولت إلى نزاع إقليمي، وأزمة اللاجئين، والهجمات الإلكترونية والإرهاب هي كلها تحديات تتجاوز حدود الدول. ونحن لم ننجح بعد في معالجتها بشكل فعال. ويبدو أن بعض الدول تبحث عن حلول وطنية، وهي غير موجودة.
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي شتولتنبيرغ دعا مؤخرا إلى استئناف اجتماعات مجلس الناتو وروسيا. وأنتم دعمتم مقترحه، وروسيا لم ترد إلى حد الآن على ذلك. هل تعتقدون أن موسكو ستوافق رغم أن ألمانيا تعتزم مضاعفة نفقاتها الدفاعية والولايات المتحدة تريد الرفع من نفقاتها للدفاع عن أوروبا؟
ما الذي سيجعل روسيا لا توافق على ذلك؟ هذا لا يفاجئ أحدا في موسكو عندما يعتزم الغرب مجددا الاستثمار في قدراته العسكرية. وهذا أمر متأخر.
أزمة اللاجئين في أوروبا لم يتم حلها إلى غاية اللحظة فحسب، بل وإن دول الاتحاد الأوروبي لازالت منقسمة فيما بينها حول الموضوع. ما هو الحل حسب وجهة نظركم؟
أولا يجب على أوروبا أن تجد حلا وسطا بشأن توزيع اللاجئين. ثانيا نحن بحاجة ماسة لإستراتيجية شاملة لوقف الحرب في سوريا. وهذا لن يتأتى بدون تفاهم مبدئي مع موسكو والرياض وطهران. وهنا يمكن لأوروبا التحرك دبلوماسيا بشكل أكبر. ثالثا، نحن بحاجة إلى مساعدات أكبر للاجئين في عين المكان بالمنطقة.
يبدو أن تنظيم "الدولة الإسلامية" خسر بعض معاقله في سوريا والعراق، إلا أنه تمكن في الوقت نفسه من تقوية تأثيره في ليبيا وأماكن أخرى. ما مدى خطورة التنظيم على المنطقة وخارجها؟
تنظيم "داعش" كان ناجحا في ملئ فراغ السلطة في أجزاء واسعة في الشرق الأوسط. هذا التنظيم أقوى من القاعدة، لاسيما بشبكته في أوروبا وبعملياته في التجنيد والدعاية عبر الانترنت. "داعش" سيبقى لفترة طويلة مشكلة كبيرة بالنسبة إلى أوروبا. وفي ليبيا مثلا قد لا يفلت الاتحاد الأوروبي من التدخل عسكريا، إذا استمر "داعش" في التوسع هناك. وهذا فقط واحد من بين مجموعة من الأسباب التي تجعل أوروبا بحاجة إلى القدرات الضرورية لتطوير سياسة أمنية ودفاعية مشتركة ذات مصداقية.
فولفغانغ إيشنغر رئيس مؤتمر أمن ميونيخ ودبلوماسي ألماني ذو تجربة طويلة.