خبير: آخر العائلات المسيحية غادرت الموصل على الأرجح
٢٦ يونيو ٢٠١٤DW: ماذا يعني تقدم العناصر السنية المتطرفة في العراق بالنسبة للمسيحيين هناك؟
كمال سيدو: أوضاع المسيحيين في العراق كانت ومازالت سيئة للغاية. عانى المسيحيون في جنوب ووسط العراق وأيضا في المناطق الشيعية والسنية من العراق حتى قبل أحداث الأسابيع الأخيرة عدا في المناطق الكردية شمال العراق. تقدم العناصر المتطرفة من سوريا زاد من سوء الوضع بشكل واضح. سبق أن قلنا عام 2007 إن عمليات تهجير المسيحيين من العراق انتهت، غير أننا كنا مخطئين من حسن الحظ. بعض المسيحيين بقوا في جنوب ووسط العراق وفي مدينة الموصل وبغداد أيضا. من المرجح أن يكون آخر المسيحيين قد غادروا الموصل بعد دخول العناصر المتطرفة للمدينة. الموصل هي موطن الآشوريين والكلدانيين والسريان. وتشير المعلومات المتوافرة لدي إلى أن آخر 250 عائلة مسيحية فرت من المدينة إلى سهل نينوى. وتتولى عناصر أمنية كردية بدعم من ميليشيات مسيحية حماية هذه المنطقة منذ عام 2003. ويعيش في هذه المنطقة العديد من اللاجئين والآن يقوم اللاجئون في الفترة ما بين 2003 حتى 2007 بمهمة رعاية لاجئي عام 2014.
كم يبلغ عدد المسيحيين الذين يعيشون الآن في العراق؟
يعيش معظم المسيحيين في كردستان العراق. نقدر عددهم بنحو 350 ألف شخص. يعيش معظم هؤلاء في شمال العراق وسهل نينوى وأربيل. وبعضهم يعيش في بغداد، ربما يقل عددهم عن مائة ألف شخص.
ما هو موقف المسيحيين من المواجهات بين السنة والشيعة؟
وجد المسيحيون أنفسهم بين جبهتين. فهم يريدون العيش في سلام وليست لهم علاقة بالخلاف القائم بين السنة والشيعة والممتد إلى عدة عقود مضت. بالرغم من ذلك تم إدخالهم للنزاع. فعندما تقع اشتباكات في الموصل على سبيل المثال، يكونون مضطرين للهرب. المسيحيون يتضررون حتى وإن لم يشاركوا في مواجهات مسلحة. التشدد السني أمر سيئ للغاية ولكن الميلشيات الشيعية أيضا لا تأبه بحماية المسيحيين. قد يمكن التنبؤ بردود أفعال إسلاميين من الشيعة وقد يمكن الحديث معهم، على خلاف الإسلاميين السنة. وثمة آلاف المجموعات التي تريد الحديث باسم السنة، مما يزيد الوضع تعقيدا، حي لا يمكن معرفة من يلزم الحديث معه.
ما هي معلوماتك عن أنشطة منظمات الإغاثة المسيحية؟
هناك سلسلة من منظمات الإغاثة العاملة على الأرض والتي نقلت أنشطتها مؤخرا لسوريا لكنها تعود الآن للعراق. نطلب من الكنائس الألمانية تقديم المساعدة في موقع الأحداث، وهو أمر ممكن إذ من المتاح السفر بالطائرة من مدينة دوسلدورف الألمانية إلى أربيل، عاصمة كردستان العراق وتقديم المساعدة مباشرة للاجئين. هذا أفضل من المساعدة عبر المنظمات الحكومية التابعة للدولة.
ولد الدكتور كمال سيدو في سوريا عام 1961 ودرس التاريخ والعلوم الشرقية في موسكو. يعمل الدكتور سيدو حاليا كمسؤول عن قضايا الشرق الأوسط في جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة في مدينة توبنغن.