خبراء يضعون سيناريوهات بعضها "كابوسي" لضربة أمريكية لسوريا
١٠ أبريل ٢٠١٨تسود حالة من الترقب الأجواء الدولية عقب تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرد على ما قيل إنه استهداف لمدنيين سوريين بأسلحة كيميائية في مدينة دوما السورية، أسفرت عن مصرع العشرات أغلبهم من الأطفال. الهجوم المزعوم تسبب في حالة من الغضب الدولي، خصوصاً بعد ظهور مشاهد مؤلمة نشرتها وسائل الإعلام الدولية لأطفال، قال مسعفون إنهم لفظوا أنفاسهم الأخيرة بسبب الاختناق بالغاز السام.
أهداف محتملة
وفي لقاء لــ DW عربية قال فيكتور ليتوفكين، المحلل العسكري الروسي بوكالة تاس الروسية، إن الرد الأميركي، في حال وقوعه يمكن أن يشمل عدداً من الأهداف، من ضمنها مقر هيئة الأركان العامة السورية، إضافة إلى قواعد ومطارات عسكرية، ولم يستبعد تعرض قصور الرئيس السوري نفسها للقصف.
أما الدكتور دانيال سيروير، الأستاذ بكلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة والباحث بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن فقد أضاف إلى هذه الأهداف، إمكانية التدمير الشامل للقوة العسكرية للجيش السوري، مبدياً خشيته من احتمال مقتل الرئيس السوري نفسه، إذا ما تم استهداف أحد القصور الرئاسية بشكل مفاجئ ودون تحذيره مسبقاً وهو ما رأى أنه سيؤدي إلى أزمة كبرى قد لا تستطيع الولايات المتحدة التعامل مع آثارها.
مخاوف من طبيعة الرد الروسي
واتفق الخبيران على أن روسيا ستقوم بالرد إذا ما قصفت الولايات المتحدة أهدافاً في سوريا واختلفا حول طبيعة الرد. فيكتور ليتوفكين، المحلل العسكري الروسي قال إن رئيس هيئة الأركان في الجيش الروسي، فاليري غيراسيموف حذر الولايات المتحدة من تعرض مواطنين روس للقصف الأمريكي، وفي حال تعرضهم لأذى فسيقوم الجيش الروسي باعتراض هذه الصواريخ وقصف مصادرها، مشيراً إلى أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة جداً. واعتبر أن تعرض قاعدة حميميم للقصف سيُعد إعلان للحرب على روسيا ما قد يسبب اندلاع حرب عالمية ثالثة.
ولا يمكن التنبؤ بمستوى التصعيد، كما يرى الدكتور دانيال سيروير الباحث بمعهد الشرق الأوسط. وأضاف أنه لا يمكن التنبؤ بشكل كامل حول طبيعة المواجهة التي قد تحدث بين الولايات المتحدة وروسيا، مشيراً إلى أن طبيعة الرد الروسي ستعتمد على حجم الضربة العسكرية الأمريكية واحتمالات سقوط ضحايا من العسكريين الروس. وأكد على أن وجود خطط واستراتيجيات عسكرية دون وجود استراتيجيات سياسية لإنهاء الحرب سيكون أمراً سخيفاً.
تغير في موازين القوى
وفيما يتعلق، بما يمكن أن تسفر عنه الضربة الأمريكية المتوقعة على سوريا ومدى إمكانية تغيير موازين القوى على الأرض كنتيجة لها، أوضح الخبير الروسي فيكتور ليتوفكين أنه لا يتوقع أن تؤثر الضربة - لو وقعت - على توازن القوى في سوريا، لأن المعارضة السورية مشتتة ولا تملك أي قوة على الأرض تقريباً، وفي حال نشوب الحرب بين روسيا وأمريكا، فإن دور اللاعبين الإقليميين سيقتصر فقط على المشاهدة والأمل على عدم الانجرار إليها.
بدوره يرى الخبير الأمريكي الدكتور دانيال سيروير أن الأمر سيختلف بحسب قوة الضربة وطبيعة الأهداف، وتوقع ألا يتغير المشهد كثيرا إذا ما كانت الضربة العسكرية محدودة التأثير، أما أن كانت الضربة قوية ولأهداف حساسة، فإنه يعتقد أن توازن القوى على الأرض سيتغير وكذا المساحات التي يتحكم فيها كل طرف، لكنه ربط كل النتائج بقوة الضربة وحجمها ومدى تأثيرها الموجع.
ع. ح/ س.آ/ ع.خ