خبراء: مهمة القوات الدولية في أفغانستان باتت مهددة بالفشل
٥ أكتوبر ٢٠٠٩أعلنت وزارة الدفاع الألمانية اليوم الاثنين (5 أكتوبر/تشرين الأول) عن مقتل جندي ألماني متأثرا بجروح أُصيب بها العام الماضي في أفغانستان في انفجار عبوة. وبهذا يرتفع عدد القتلى في صفوف القوات الألمانية العاملة في أفغانستان إلى 36 فردا منذ ثمانية أعوام. وكان المظلي، البالغ 24 عاما، قد اُصيب مع اثنين من رفاقه في 6 آب/أغسطس عام 2008 أثناء دورية قرب قندوز. يذكر أن ألمانيا تنشر حاليا نحو 4200 جندي في أفغانستان في إطار القوة الدّولية للمساعدة على إحلال السلام (إيساف) التّابعة لحلف شمال الأطلسي.
وتزامن ذلك مع احتدام النقاش في ألمانيا حول مشاركة القوات الألمانية في تلك المهمة، حيث تزايدت الأصوات الداعية إلى الانسحاب، خاصة مع ارتفاع الخسائر البشرية التي تكبدها الجيش الألماني وعدم استقرار الوضع الأمني في أفغانستان.
كما سلط مقتل ثمانية جنود أميركيين يوم السبت الماضي في معارك شرسة مع طالبان في شرق أفغانستان الأضواء على المأزق الذي يواجهه الحلف الأطلسي، عما إذا كانت الأولوية لنشر قوات الحلف في المناطق الريفية أو تكليفها بالدفاع عن المدن في وجه المتمردين. وطلب الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الأمريكية والدولية في أفغانستان إرسال تعزيزات يصل عديدها إلى 40 ألف جندي، بحسب الصحف الأميركية, كما دعا إلى التركيز على محاربة التمرد في المدن.
"رفع عدد القوات والتركيز أكثر على عملية إعادة الإعمار"
إن مهمة القوات الدولية في أفغانستان باتت ـ في نظر بعض الخبراء وعلى ضوء تحذيرات القادة الميدانيين ـ مهددة بالفشل. في هذا السياق يقول يان تيخاو، خبير في الشؤون الأمنية لدى المؤسسة الألمانية للسياسة الخارجية، ، بأن مهمة هذه القوات أضحت خلال السنة ونصف السنة الماضيين "صعبة"، مشيرا إلى أن الوضع في أفغانستان ازداد سوء، ذلك أن طالبان استعادت قوتهم وحضورهم في كل أنحاء البلاد تقريبا. ويتابع الخبير الألماني بالقول بأن مهمّة إيساف قد تزداد صعوبة إذا لم يتم رفع عدد القوات العاملة في أفغانستان. ويرى تاخوا بأنه ينبغي رفع عدد المكلّفين بأعمال إعادة الإعمار وكذلك إشراك المزيد من المدنيين الذين يساهمون في برامج لإعادة الإعمار وبناء أفغانستان، مشدّدا بالقول "إن عدم إشراك القوى المدنية في عمليّة إعادة الإعمار يجعل كل نجاح عسكري محكوم عليه بالفشل."
"الانسحاب أمر لا مفر منه"
على صعيد آخر، يرى الخبير في العلوم السياسية هانفريد مونكلير ضرورة أن يضع الغرب أهدافا واقعية نصب عينيه، لافتا إلى أن الأهداف التي كان وقد ضعها في البداية، مثل تعزيز الديمقراطية في البلاد والإقرار بحقوق الإنسان وضمان حق البنات في التعليم هي أهداف صعبة المنال في الوقت الرّاهن، وبالتالي ينبغي على الغرب بأن يكرّس جهوده لنشر الأمن والسّلام في البلاد. في حين يرى ماتن باراكي، وهو متخصّص في العلوم السياسية في جامعة ماربورغ الألمانية، أن انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان أمرا لا مفرّ منه، مذَكِّرا بفشل البريطانيين في فرض سيطرتهم على البلاد في القرن التاسع عشر، والهزيمة الذريعة التي مُني بها السوفييت عام 1980. كما أعرب براكي عن اعتقاده بأنه لا يمكن إخماد المقاومة في أفغانستان إلاّ إذا تمّ تحسين الوضعية الاقتصادية للشعب في أفغانستان وتوفير فرص عمل له، مشيرا في الوقت نفسه إلى ضرورة سحب قوات الناتو من البلاد واستبدالها بقوات من الدّول الأعضاء في المؤتمر الإسلامي أو من دول عدم الانحياز.
الكاتب: دانيال شاشكيفتس / شمس العياري
مراجعة: عبده جميل المخلافي