خبراء الإدمان في ألمانيا يدعون لوقف إعلانات المشروبات الكحولية
١٦ يونيو ٢٠٠٩طالب خبراء الإدمان في ألمانيا بحظر إعلانات المشروبات الكحولية وباعتماد برنامج وطني شامل لحماية الشباب ضد مخاطر الإدمان. وفي مقابلة أدلى بها إلى وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) قال فولكر فايسينجر المدير التنفيذي لاتحاد الجمعيات الألمانية لمكافحة الإدمان، إن هناك حاجة ماسة لحظر عام للكحوليات في مناسبات معينة، كما هو الحال عند إقامة مباريات كرة القدم في الملاعب.
وحظي مقترح إتحاد الجمعيات هذا بتأييد كبير من قبل الغرفة الألمانية للأطباء. إذ رأى فريدر هيسناور من غرفة الأطباء الألمانية أن فرض حظر عام على إعلانات الكحوليات أصبح ضروريا منذ فترة طويلة من أجل الحد من تناول الكحوليات بشكل مفرط.
مقترحات عدة والهدف واحد: الحد من ظاهرة الإدمان
من جهتها عرضت زابينه بيتسينج مفوضة الحكومة الألمانية لمكافحة الإدمان مقترحا جديدا يرمي إلى الكشف عن المحلات التي تبيع المشروبات الكحولية للقاصرين، وذلك من خلال تشغيل عدد من الشباب متخصصين في شراء الكحوليات . معتبرة أنها وسيلة ناجحة جدا للكشف عن المخالفات القانونية فيما يتعلق ببيع الكحوليات لصغار السن.
وتتزامن تصريحات بيتسينج هذه، مع بدأ الحملة الألمانية لمكافحة الكحوليات، والتي انطلقت يوم الإثنين (15 يونيو/حزيران). موازاة لذلك، طالب فايسينجر بفرض ضرائب عالية بشكل إضافي على الكحوليات وقال إن الضرائب المفروضة في ألمانيا على المشروبات الكحولية ليست مرتفعة قياسا للضرائب في أوروبا بل إن البيرة أرخص في ألمانيا منها في الكثير من الدول الأوروبية.
ارتفاع مقلق لأعداد المدمنين الشباب
وحسب غرفة الأطباء الألمانية فإن نحو 9.5 ملايين ألماني "يتعاطون الكحول بشكل يهدد صحتهم" وأن قرابة 1.3 ألماني يُعتبرون مدمنين للكحوليات. فيما انخفض متوسط سن اللجوء لشرب الكحوليات بشكل منتظم في ألمانيا من 15 إلى 12 عاما منذ عام 1970. وكشف فريدر هيسناور من غرفة الأطباء لوكالة الأنباء الأمانية (د. ب. آ ) أن ما يعادل 23 ألف مراهق ألماني تناولوا عام 2007 الكحول بشكل مفرط، ما استدعى نقل بعضهم مغميا عليه إلى المستشفى لتلقي الإسعاف. وأشار هيسناور أن هذه الفئة بالذات من الشباب، تتأثر بسهولة بالـ"إعلانات المغرية للكحوليات".
الإدمان بين الأرقام والحقائق
ورأى فولكر فايسنجر أن الحد من تداعيات تعاطي الكحوليات بين الشباب في ألمانيا لن يصبح ممكنا إلا عندما يضع صناع القرار السياسي الاعتبارات الصحية فوق الاعتبارات الاقتصادية لدى تعاملهم مع هذه القضية. وقال إنه ليس هناك تناسبا بين حجم المخصصات المالية التي تنفق على الحملات المخصصة لمنع اتساع دائرة المتعاطين للكحوليات والنفقات التي ترصدها شركات صناعة الكحوليات على إعلاناتها. إذ أن حجم إعلانات صناعة المشروبات الكحولية بلغ عام 2007 مايفوق عن 557 مليون يورو، فضلا عن 600 مليون يورو دُفعت على شكل دعم مالي من قبل قطاع صناعة المشروبات الكحولية إلى بعض النوادي الرياضية والشركات الخاصة، لكي تقوم هذه الأخيرة بالترويج للمنتوجات الكحولية. في حين يقول فايسنجر "إن النفقات التي رصدت للتوعية ضد الإدمان لم تزد عن 6.7 مليون يورو في العام نفسه".
(و.ب/د.ب.آ/آ.ف.ب)
تحرير: هيثم عبد العظيم