حُمَى الاحتجاجات الطلابية في مصر تنتقل إلى الجامعات الخاصة
٥ مارس ٢٠١٢تشهد الجامعات المصرية منذ ثورة 25يناير غليانا ملحوظا، فالطلاب كانوا في صدارة شباب الثورة الذين نزلوا إلى ميدان التحرير، بيد أن تحركاتهم في الجامعة في الآونة الأخيرة باتت تركز على سلسلة من المطالب من قبيل تغيير القوانين واللوائح التى تنظم النشاط الطلابي داخل الجامعة بهدف رفع سقف الحرية داخل الحرم الجامعي.
وقد اشتدت حدة التوتر في الأيام الأخيرة بين الطلاب وإدارة الجامعة الألمانية في القاهرة، وتتباين نظرة الطرفين للأسلوب الذي يتعين أن تعالج به عدد من القضايا ذات الطابع التنظيمي والأكاديمي في المؤسسة.ويواصل عدد من طلاب الجامعة الألمانية اعتصامهم، كما دخل بعضهم في إضراب مفتوح عن الطعام منهم الطالب محمد داود الذي نُقل مؤخراً إلى المستشفي لانهياره بعد إضراب لأكثر من 50ساعة عن الطعام.ويبدو أن دخول أعداد من الطلاب الوافدين من جامعات أخرى على خط الاحتجاجات داخل الجامعة الألمانية قد ساهم في تعقيد المشكل.
ويرى خبراء أن الأزمة الحالية بالجامعة الألمانية بالقاهرة ليس بمعزل عن الأزمة التي ورثتها الجامعات في مصر من عهد الرئيس السابق حسني مبارك، الذي كان يفرض المنع لممارسة العمل السياسي داخل الجامعات.
حمى الإحتجاجات داخل الجامعة
ويوضح عمرو عبد الوهاب الرئيس السابق لاتحاد طلاب الجامعة الألمانية بداية الأزمة مع إدارة الجامعة حيث يقول: "في العام الماضي سعينا في الاتحاد إلى تغيير لائحة العمل الطلابي داخل الجامعة.وكان مبدؤنا أن هذه اللائحة يجب إعدادها بعيداً عن تدخل إدارة الجامعة بصفتها شأناً طلابياً كما حدث في العديد من الجامعات المصرية الآخرى وحصلنا على وعد من رئاسة الجامعة بأن إعداد اللائحة الجديدة مسؤولية الاتحاد".وأعرب عبد الوهاب عن أسفه لرفض إدارة الجامعة و"محاولتها الإلتفاف على هذا الوعد من خلال عزل اتحاد الطلبة وتنظيم انتخابات شكلية لم تتعد نسبة مشاركة الطلبة فيها حاجز الـ 5% وبالرغم من أن وزير التعليم العالى كان قد أصدر قراراً بتأجيل الانتخابات الطلابية في الجامعات المصرية إلا أن الجامعة لم تلتزم بهذا القرار".
ومن جهتهم قام عدد من الطلاب ومنهم أعضاء الاتحاد القديم بتنظيم وقفات احتجاجية داخل مقر الجامعة للاحتجاج على قرارات الإدارة.وشهدت الوقفات الاحتجاجية داخل الجامعة تزايدا ملحوظا بعد أحداث بورسعيد التي توفي خلالها أحد طلاب الجامعة (في بورسعيد)، ورغب زملائه في تنظيم وقفة للمطالبة بالقصاص له شملت عدداً من الفعاليات السياسية منهم عرض سلسلة من الأفلام الوثائقية من حملة "كاذبون"التى تكشف انتهاكات المجلس العسكري.
الجامعة تؤكد على حيادها
وبينما كان الطلاب يستعدون لشن مزيد من الاحتجاجات، أصدرت الإدارة قراراً بتحويل الطلبة المنظمين لهذه الفعاليات إلى مجلس تأديب.نتج عنه مجموعة من القرارات منها فصل طالبين بشكل نهائي وإيقاف عدد آخر من الطلبة عن الدراسة لمدة أسبوعين.وحسبما ورد في بيان رسمي للجامعة الألمانية، فإن سبب الفصل "التعدي بالقول والسب علي أعضاء لجنة تأديب الجامعة والتشهير بهم بطريقة لا تليق بطالب جامعي – وليس له أي علاقة بأي توجهات سياسية للطلاب ذاتهم –حيث أن جميع أسباب وبواعث القرارات السابقة جاءت ببواعث وأسباب تعليمية وإدارية صريحة وليس له أي صلة بأسباب سياسية علي الإطلاق."
كما شدد بيان الجامعة الألمانية على أن التزام الجامعة "بالحيادية والاستقلال كمحراب للعلم المبني علي القيم والاحترام المتبادل بين كل فئات الجامعة –أساتذة وعاملين وطلاب -وكذلك فيما بين كل فئة منها بغض النظر عن أي توجه سياسي أو ديني أو ايدولوجيا -وذلك في إطار الأعراف الجامعية المتعارف والمستقر عليها عالمياً ومحلياً".
"مشكلات الجامعة تحل داخل حرمها"
لكن يبدو أن قرار الجامعة بفصل الطلاب نتج عنها حالة غضب بين زملائهم في الجامعة، حيث سبق لإدارة الجامعة أن فصلت عدداً منهم العام الماضي في أحداث مشابهه لكن تراجعت أمام ضغط الطلاب والإعلام.وتكرار نفس أسلوب "الفصل" في التعامل معهم استفز الكثير من الطلاب ودفعهم إلى الاعتصام أمام مقر الجامعة، كما يقول بعض الطلاب.ونفي عمرو عبد الوهاب أحد الطلاب المفصولين بدعوى تعديهم بالسب والقذف قيامه بالتعدى على أى من أعضاء اللجنة قائلاً:"البينة على من أدعى، ولو عند إدارة الجامعة أى دليل على أنني تعديت بالسب على أعضاء لجنة التأديب فليقدموه وسوف أعتذر".وأضاف" هتفنا ضد إبراهيم الدميري -أحد الأساتذة في الجامعة-بأنه الوزير المسؤول عن حريق قطار الصعيد وهذه حقيقة وليس شتما".
ويرفع الطلاب المعتصمون أربعة مطالب أساسية وهى "عودة جميع الطلاب المفصولين، وعودة المعيد وأعضاء هيئة التدريس الذي تضامنوا مع الطلاب وتم فصلهم، وإقالة إبراهيم الدميري الذي سبق أن أصدر قرارات العام الماضي بفصل طلبة آخرين. وأخيراً إقرار اللائحة الطلابية الجديدة دون تدخل من إدارة الجامعة".
وفي رده، قال محمود هاشم رئيس الجامعة الألمانية في تصريحات صحافية إن عودة الطلاب المفصولين يستلزم تقديمهم التماسا لمجلس أمناء الجامعة للبت فيه، واذا عاد اليه الأمر لن يقف في طريقهم. وحول مسألة تسييس قضايا الجامعة عبر حلول أمنية، أوضح هاشم إن مشكلات الجمعة تحل داخل الحرم الجامعي وان هناك طلاب من عدد من الجامعات المصرية يتظاهرون داخل الجامعة، وبعضهم يعتصم داخلها وهي جامعة خاصة".
أحمد ناجي - القاهرة
مراجعة: منصف السليمي