حين تتحول مخلفات البلاستيك إلى زورق زاهي الألوان
في الوقت الذي بدأت في المحيطات تختنق تحت وطأة المخلفات البلاستيكية قامت مجموعة من سكان إحدى جزر كينيا بصناعة زورق من هذه المخلفات وأسموه "فليب فلوبي" ليمخر عباب البحر بألوانه الزاهية.
يعد "فليب فلوبي" أول زورق في العالم يُصنع من مخلفات البلاستيك، وأُستخدم في صناعته نحو 30 ألف نعل والمخلفات البلاستيكية الأخرى التي كانت تقاذفها الأمواج على شاطئ جزيرة لامو الكينية.
يقول المشاركون في مبادرة "فليب فلوبي" إنها تهدف إلى توجيه رسالة مفادها "يمكن للبلاستيك أن ينعم بحياة أخرى". ويؤكد المسؤول عن المبادرة علي سكاندا: "كان هدفنا بناء هذا الزورق من مخلفات البلاستيك. العالم يعاني من مخلفات البلاستيك. والإنسان مسؤول عن ذلك".
تقدر الإحصائيات العالمية أن 8 ملايين طن من المخلفات البلاستيكية ينتهي بها المطاف في البحار والمحيطات لتُجرف بعدها إلى الشواطئ ومنها شواطئ كينيا، وهو ما حاول الناشطون المساهمون في مبادرة "فليب فلوبي" تغييره بجمع هذه المخلفات والمال لبناء الزورق.
صُنع المركب البالغ طوله عشرة أمتار على الطريقة التقليدية في لامو الكينية، وأُنزل للمرة الأولى إلى البحر الأسبوع الماضي حيث تلألأ بألوان المخلفات البلاستيكية الحمراء والخضراء والزرقاء والصفراء
يهدف سكان الجزيرة بهذه المبادرة إلى التحذير من المخاطر المتزايدة التي تسببها المخلفات البلاستيكية في البحار والمحيطات، حيث ينتهي بها المطاف إلى داخل أمعاء الأسماك والدلافين والحيتان والسلاحف وإلى اختناق الطيور البحرية بها، لكنها سرعان ما تعود لتلوث غذاء الإنسان نفسه.
تعد كينيا أحد الدول القليلة التي أعلنت الحرب على البلاستيك، فقد منعت منذ العام الماضي استخدام الأكياس والحقائب البلاستيكية وفرضت غرامات كبيرة على بائعيها، وقد تصل العقوبة إلى السجن لمدة أربع سنوات.
من جانبه أشاد وزير السياحة الكيني بهذه المبادرة. وتقع جزيرة لامو في شمال البلاد وهي مدرجة على لائحة التراث العالمي ويُقبل عليها عدد كبير من السائحين الأجانب، إذ تعد السياحة من الموارد المهمة في هذا البلد الإفريقي. ع.غ