حيرة وقلق في أوساط الصحافة الدولية بعد الإنتخابات الألمانية
تسود الحيرة أوساط صناع القرار السياسي في عواصم العالم المختلفة فالانتخابات الألمانية المبكرة لم تأت بتكليف واضح بتشكيل حكومة قوية تتمتع بأغلبية برلمانية مقنعة، فقد أبي الناخبون الألمان اتخاذ وجهة محددة، لأن المجتمع الألماني لا يزال منقسم على نفسه بين معسكرين سياسيين متناقضين. وفي هذه الخانة تصب ردود الفعل الدولية.
يقول مراسل الصحيفة الأمريكية المحافظة "واشنطن تايمز": كانت نتائج الانتخابات مفاجئة. لقد توقعت أن يفوز الاتحاد المسيحي الديمقراطي، والآن لا يحظ أي حزب بالأغلبية. لقد أثبتت الانتخابات أن شرودر نجح مجددا في تخويف الناس. نرى يوميا أن الخوف يخيم على الألمان. الخوف من أن تتعرض بوابة "براندنبورغ" لانفجار أو الخوف من رفع الضرائب. في الانتخابات الأخيرة خاف الناس من عواقب الحرب على العراق وفي هذه المرة، قاد الاتحاد المسيحي الديمقراطي حملة انتخابية سيئة، في حين استطاع الحزب الاشتراكي الديمقراطي توجيه ضربات انتخابية ارتدادية. ما يقوله شرودر للألمان ليس له علاقة بالواقع، ولكنهم رغم ذلك يصدقونه دائما.
روسيا
يقول مراسل قناة التلفزيون الروسية "إم تي في" ديميتري بوغروشيلسكي: حصل الاتحاد المسيحي الديمقراطي على نتائج سيئة. في الحقيقة أن الليبراليين هم الذين فازوا في هذه الانتخابات، ولكنهم أضروا بأنفسهم عندما رفضوا منذ البداية التحالف مع الاشتراكيين والخضر. ولكن يمكن القول أيضا إن اليساريين من أكبر الأحزاب التي فازت في هذه الانتخابات.
بريطانيا
يقول روجر بويز مراسل الصحيفة البريطانية "تايمز": الوضع غامض. يمكنني القول هذه الانتخابات جاءت نتيجة خوف الناس من أن يصبحوا ضحايا إصلاحات جذرية. لقد فضلوا شرودر على كيرشهوف(خبير ميركل الاقتصادي في الحملة الانتخابية). لقد كان كيرشهوف في المقدمة، بينما وقفت ميركل دائما خلفه.
فرنسا
أنطوني ياكوب مراسل صحيفة "لي موند" الفرنسية يقول: لقد فوجئت أنا أيضا من نتائج الانتخابات. هذه الانتخابات ذكرتني بالجمهورية الرابعة في فرنسا ( 1946 ـ 1956). في نهاية اليوم الانتخابي لم يعرف الفرنسيون كذلك من الذي سيحكمهم. إذا تم في ألمانيا تكوين حكومة وحدة وطنية، فإنه يمكن تشبيه الوضع بالتحالف الذي حصل في فرنسا بين اليساري جوسبان والرئيس المحافظ شيراك (1997 ـ 2002). أعتقد أن حالة المستشار شرودر تشبه حالة المستشار الألماني الأسبق هيلموت شميت الذي كان أقرب من الليبراليين أكثر من اليساريين.
تركيا
يغمور أتزيز مراسل الصحيفة التركية المحافظة "توركمان" يقول: إن تدني شعبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي في استطلاعات الرأي جاءت نتيجة خوف الناس من الإصلاحات الليبرالية. اعتقد الناس أنهم سيتضررون من هذه الإصلاحات. ومع مرور الوقت تأكد الناس من أنهم سيتضررون أكثر من إصلاحات المعارضة. وكصحافي تركي أريد أن أقول شيئا عن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي: إذا استطاعت تركيا الوفاء بتعهداتها بشأن بدء محادثات الانضمام، فإنها ستدخل الاتحاد الأوروبي. لو فازت ميركل في الانتخابات، لما تغير شيء على هذا الصعيد.
دويتشه فيله