حواديت البنات : ورشة بوح لهموم المصريات
٢٥ يناير ٢٠١٤أدرك محمد عبد الفتاح مدرب التمثيل والحوار أهمية الحوار في تكوين الشخصية المصرية فأنشأ ومهتمون آخرون بالموضوع بيت الحواديت ضمن فرقة حالة. تضمنت الورشة عدة صفوف لفن الحوار "الحكى" كان أبرزها ورشة للبنات روت خلالها مجموعة من الشابات على مدى 8 أشهر همومهن ابتداء من التحرش و الختان وصولا إلى أحلامهن في الحب والزواج . فأصبحن – وهن الراويات – يعتبرن الورشة وسيلة للفضفضة الحرة وتسريب مشاعرهن خلال القصص التي كان كثير منها حقيقيا والبعض يتخللها الخيال.
عبد الفتاح في لقائه مع DW كشف أن البنات يمتلكن خيالا واسعا و حكاياتهن مؤثرة حزنا أو فرحا ما جعله يحضر الورشة ليس فقط كمدرب وإنما لأنه يستمتع ويشعر بأنها ورشة عمل مضادة للاكتئاب ، كما أنها أثمرت عن مجموعة كبيرة من الحكايات ذات الطابع المشترك والتي تعبر عن هموم وأزمات تواجهها البنت المصرية والتي سيتم استخدامها في كتاب يحمل عنوان كتاب البنات .
حكاية ودعم نفسي
تتخذ الفتيات مكاناً بسيطاً للتدرب على فن الحوار و فيه فرصة للبوح بالإحزان ومشاركة الأفراح في جانبه الآخر .
تقول رنا حسين "تقدمت إلى الورشة وليس لي أية تجارب في الكتابة أو الحكي ولكني لم أستطع أن أتوقف عن الحوار لفترة بسبب انشغالي لأنني أحسست أن الحواديت مع البنات ومشاركة الهموم تجعلني أتخلص من مشكلاتي بسهولة و أعتبرها ورشة للعلاج النفسي وليست فقط للتدرب علي فنون الحكي والارتجال . "
و توافقها إسراء صالح قائلة في حوارها مع DW إن الحكي مع البنات عن مشكلات تخصهن مثل التحرش يختلف عن الكلام أمام الأسرة أو الأصدقاء، ففي الورشة تتجنب البنات اللوم من المجتمع فهن يخترن ما يخرجنه من صناديق أسرارهن في قالب فني ممتع ويمتزج الواقع فيه بالخيال وتقول " لا يستطيع أحد أن يلومني على "حدوتة " حتى وإن كانت واقعية فستظل مجرد حكاية."
وفي نفس السياق تضيف أسما جلال إحدى المشاركات في ورشة حواديت البنات مشيرة إلى أنها حكت تجربتها مع الختان . وساعدها الحوار مع بنات الورشة على أن تشعر بدعم نفسي وأن تتخذ قراراتها حسبما يرضيها مؤكدة " أشعر أن الورشة مثل بيتي ولا أفكر مرتين قبل أن أحكي ما أريد ".
وبشكل مختلف تعبر منار حازم إحدى المشاركات في الورشة عن مشكلة التحرش فتصورها على أنها مباراة "تحرشية " يومية بين المتحرش و بين البنت و تقوم منار فيها بدور معلق المباراة و تفوز في تلك المباراة البنت بهدف تحرزه في مرمى المتحرشين حينما تصل إلى وجهتها آمنة .
الحدوتة وكتاب حواديت البنات
تقول القاصة عزة أبو الأنوار وهي من المشاركات في الورشة إن الكتابة تحتاج إلى زخم تفاصيل وبراعة في الوصف ، مشيرة إلى أن جمهور القصة جمهور قارئ وغالبا مدرك لأي تلميحات أما جمهور الحواديت ، فيحتاج لتوصيل الإحساس في لحظة الحوار "الحكي" للتأثير علي المستمع بطريقة غير مباشرة . تقول عزة أبو الأنوار في حوارها مع DW "إن اللغة الفصحى في كتابة القصة تساعد على صقل الموضوع أما الحدوتة فهي بالعامية فلا توجد أدوات تساعدني على تقوية الحدوتة غير الحدوتة نفسها "
وتشير عزة إلى أن ورشة البنات هي الوحيدة التي منحتها فرصة الحضور وسط بنات من نفس مجتمعها وهي تعرف أن لديهن نفس الأوجاع و يبتهجن لنفس الأفراح الصغيرة.
وفي نفس السياق تقول نغم صالح مساعدة التدريب في الورشة أنها ممثلة مسرح منذ الصغر لكن الحكي يضيف قوة إلى الشخصية ، حيث أنه يخرج ما بداخل الإنسان من أوجاع وأفراح وأحلام
الكاتب باسم شرف ، يسعى لنشر كتاب يضم كل حواديت البنات ، ويقول إن فن الحكي يشبه فن الراوية والقصة ، لكنه يختلف في طريقة الكتابة ، لأن النصوص باللهجة العامية ، كما يختلف عن الحكي الشفاهي للحدوتة في طريقة الصياغة ويشير إلى أن دار ميريت للنشر تحمّست لنشر هذا الكتاب لإبراز حكايات البنات داخل المجتمع المصري والذي وصفه شرف بأنه ذكوري إلى حد ما ولا يقف إلى جانب المرأة.
ويوضح شرف أن مجموعة كتب البنات ستتضمن أيضا كتاب "مريم " والذي يتناول حكايات أخرى للمرأة المصرية ، مشيرا إلى أن مشروع الحواديت سيكون متكاملا حيث ستحول تلك الحواديت إلى أعمال مسرحية وبرامج تلفزيونية.
وفاء البدري