حملة مطاردة واسعة للعثور على منفذ اعتداء برلين
٢١ ديسمبر ٢٠١٦اضطر المحققون الألمان إلى الإفراج عن المشتبه به الوحيد الذي أوقفوه في حادث الاعتداء الدامي على سوق لعيد الميلاد في برلين، وهو طالب لجوء باكستاني، بسبب عدم وجود أدلة، بينما لا يزال منفذ الاعتداء فارا كما يبدو بعد أكثر من 24 ساعة على المأساة.
ولم تتحدث الشرطة عن أي فرضية جديدة. والباكستاني البالغ من العمر 23 عاما وصل إلى ألمانيا عام 2015 وكان معروفا لدى الشرطة بسبب أعمال إجرامية وأوقف سريعا بعد الهجوم. لكن الشرطة ونيابة مكافحة الإرهاب أقرتا بأن المهاجم الفعلي لا يزال فارا بدون شك. وقال قائد شرطة برلين كلاوس "لدينا على الأرجح مجرم خطير لا يزال فارا، وبالتأكيد هذا يثير قلق السكان". ويشير الإفراج عن المشتبه بهم أيضا إلى أن "شخصا أو أكثر" مسؤولون عن الاعتداء وهم "فارون ومعهم سلاح" وهو بدون شك الذي استخدم لقتل السائق البولندي الذي عثر عليه ميتا في الشاحنة التي سرقت منه.
وغضون ذلك أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" تبنيه الاعتداء. ونقلت وسيلة دعاية التنظيم "أعماق" أن "منفذ عملية الدهس في مدينة برلين الألمانية" هو من عناصر التنظيم المتطرف. بيد أن النيابة الألمانية المتخصصة في قضايا الإرهاب قالت إن السلطات لم تتأكد من صحة التبني لكن "الهدف المختار وطريقة التنفيذ توحي" بهجوم إسلاموي. لكن الارتباك لا يزال سيد الموقف وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في برلين.
ونقلت صحيفة "باساور نيوى برسه" اليوم الأربعاء (21 ديسمبر/ كانون الأول 2016) عن كلاوس بويلون، رئيس مجموعة وزراء داخلية الولايات الألمانية الاتحادية الستة عشرة، قوله إن هناك حاجة لإجراءات أمنية أكثر صرامة. وقال بويلون للصحيفة "نريد زيادة تواجد الشرطة وتعزيز حماية
أسواق عيد الميلاد. سنقوم بدوريات أكثر. الضباط سيحملون بنادق آلية. ونريد تصعيب الدخول للأسواق عن طريق صف المركبات حولها."
بالموازاة مع ذلك يتزايد الضغط السياسي على المستشارة ميركل وعلى سياستها المنفتحة في مجال الهجرة. وكتب ماركوس بريتسل، أحد المسؤولين في حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي على تويتر "إنهم ضحايا ميركل"، في حين رأت القيادية في الحزب فراوكي بيتري أن "ألمانيا لم تعد آمنة" بمواجهة "إرهاب الإسلام المتطرف". ونددت بقرار المستشارة فتح أبواب ألمانيا عام 2015 لنحو 900 ألف لاجئ ومهاجر فروا من الحرب والفقر من دول تشهد نزاعات. كما وصل قرابة 300 ألف آخرين عام 2016.
وندد وزير الداخلية الألماني توماس دي مزيير بهذه الاتهامات باعتبارها "شنيعة" كما ورد على موقع صحيفة "بيلد" الشعبية. ويذكر أن ألمانيا ظلت حتى الآن بمنأى من اعتداءات "جهادية" ضخمة، لكنها شهدت مؤخرا عدة اعتداءات متفرقة نفذها أشخاص بخلفيات إسلامية. وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" في تموز/ يوليو اعتداءين منفصلين نفذهما سوري في الـ27 من العمر وطالب لجوء في الـ17 يرجح أنه أفغاني، أحدهما بواسطة قنبلة والآخر بالسلاح الأبيض، وأوقعا عدة جرحى.
ح.ز/ ص.ش (أ.ف.ب)