"حملة شكرا ألمانيا تقدير لموقفها وللحصول على دعم أكبر"
٢ سبتمبر ٢٠١٥كرد فعل على مواقف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المتجهة نحو تسهيل حصول اللاجئين السوريين على حق الإقامة في ألمانيا وتصريحاتها الداعية إلى التضامن معهم، بالإضافة إلى مبادرات قام بها مواطنون ألمان ترحيبا باللاجئين في محطات قطارات مدن ألمانية وتقديم مساعدات كبيرة لهم، يريد لاجئون سوريون في ألمانيا التعبير عن امتنانهم للألمان من خلال حملة تحت شعار "شكرا ألمانيا" وتقديرهم لكل ما قامت به ألمانيا سلطة وشعبا من أجلهم، كما تهدف المبادرة بحسب المشرف عليها المدون السوري ومؤسس البيت السوري في ألمانيا مؤنس بخاري، إلى محاولة تغيير مواقف الألمان الرافضين لاستقبال اللاجئين. مؤنس قال في مقابلة معDW عربية إن هذه المبادرة تتضمن العديد من الفعاليات وسيساهم فيها سوريون لاجئون وآخرون مقيمون في ألمانيا.
DWعربية: ما هي الأهداف الرئيسية لهذه الحملة؟
مؤنس بخاري:أولا شكر الشعب الألماني الذي يتعاطف مع اللاجئين السوريين ويقدم لهم كل الدعم والمساعدة، وأملنا من هذا الشكر أيضا أن نحصل على تعاطف ودعم أكبر.
هل هي حملة تشمل مختلف المدن الألمانية أم مناطق بعينها؟
من سيقوم بهذه المبادرة هم سوريون وبالتالي أينما وجد سوريون في ألمانيا سيكون هناك صدى لهذه الحملة حتى وإن كان عددهم قليلا ويقطنون في بلدة أو مدينة صغيرة.
هل تقصد السوريين اللاجئين فقط ام السوريين بشكل عام؟
السوريون بشكل عام. حسب الإحصائيات يشكل اللاجئون السوريون حوالي 40 بالمائة من عدد السوريين المقيمين في ألمانيا أي أن عدد اللاجئين يبقى أقل من أولئك الذين يقيمون منذ مدة طويلة في ألمانيا. والسوريون بشكل عام يريدون شكر ألمانيا على ما قدمته لأبناء سوريا.
ما هي الأشكال التي ستتخذها هذه المبادرة؟
المبادرة ستكون على عدة مراحل وأشكال: أولا ستكون عملية توزيع ورود يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول، إذ سيقوم كل شخص سوري بتقديم وردة لألماني يقابله في محطة القطار الرئيسية في كل مدينة، وسعر هذه الورود يدفعها اللاجئون بأنفسهم أي أنه لا توجد جهة ما تمول هذا النشاط. بالإضافة إلى ذلك بعض الشباب الموسيقيين عرضوا أن يعزفوا أيضا في محطات القطار وفي الشوارع للألمان. أما المرحلة الثالثة فستحمل تنفيذ مشروع من تمويل فيسبوك وهو عبارة عن معرض وكتاب فوتوغرافي لمصورين سوريين مقيمين هنا سيشكرون الشعب الألماني من خلال تصوير جمال الطبيعة والحياة الاجتماعية هنا وبعدها ستنفذ مقاطع فيديو لألمان يفسرون أسباب مساعدتهم للاجئين وكل ما قدموه لهم.
هل يشارك السوريون فقط في هذه المبادرة أم أن فيها أيضا عربا وألمانا؟
هناك مساعدة قدمها بعض الألمان ومعظمهم إعلاميون وفنانون لكن لا دور حقيقي لهم في المبادرة أي أنهم غير مكلفين بمهام معينة في هذه المبادرة لأننا نريدها مبادرة سورية خالصة.
ماذا عن الهيئات العربية والإسلامية في ألمانيا، هل ستساهم في هذه المبادرة؟
لحد الآن لا توجد ولا جمعية عربية أو إسلامية أبدت استعدادها للتعاون. لحد الآن كل المساعدة والمساندة التي نتلقاها هي من جهات ألمانية، أما الجمعيات التي تقول عن نفسها إنها خاصة بالعرب والمسلمين فلم نر منها حتى الآن أي تفاعل إيجابي.
وهل من ردود أفعال ألمانية حتى الآن على هذه المبادرة؟
المبادرة أعلنا عنها قبل يومين فقط ولحد الآن ردود الأفعال التي نراها على فيسبوك تشكرنا أساسا على مشاعرنا وهناك رسائل من ألمان يؤكدون أنهم مستعدون للعطاء أكثر والكثيرون يسألوننا عن ما يمكن أن يقدموه لنا من مساعدة. وصباح اليوم (الثاني من أيلول/ سبتمبر) أجرت معي إذاعة ألمانية حوارا لتُعرف بالمبادرة وغاياتها لدى الجمهور الألماني.
هل تتوقع أن تساهم مثل هذه المبادرات في تغيير مواقف الرافضين لاستقبال ألمانيا للاجئين؟
بصراحة هذا طموحنا وأملنا. نحن في مؤسسة "البيت السوري" في ألمانيا إلى جانب اهتمامنا بالاندماج، نحاول أيضا من خلال مبادرتنا أن ندعو للاندماج بصيغة معكوسة أي أن نسعى نحن ليتقبلنا الألمان وخاصة الفئة الرافضة لنا منهم. نأمل من خلال هذه الخطوة الإيجابية أن يكون رد فعلهم أيضا إيجابيا وخاصة جماعة "بيغيدا".
مجموعة البيت السوري في ألمانيا وغيرها من المبادرات الخاصة بالسوريين، هل تساهم بالفعل في تسهيل حياة اللاجئين هنا؟
طبعا فأكبر مشكلة تواجه اللاجئين السوريين هنا هي نقص المعلومات. لديهم جهل بالنظام والقوانين والقواعد المتبعة هنا. مجموعة البيت السوري على فيسبوك مثلا تحاول خلق التواصل بين السوريين القدماء في ألمانيا والوافدين الجدد ليستفيد هؤلاء من خبرة من سبقوهم إلى ألمانيا في المعاملات القانونية بالخصوص.
بالمقابل ظهرت حملة موازية تحت شعار "استضافة لاجئ سوري واجب خليجي" وأنت مساهم فيها. كيف تنظر لمواقف الدول العربية من أزمة اللاجئين السوريين؟
بصراحة أنا كسوري أشعر بالخذلان من مواقف الدول الخليجية، فهي نفسها الدول التي تمول الحرب في سوريا وتمد في عمرها. تبعث السلاح لسوريا وفي الوقت ذاته ترفض استقبال ضحايا هذه الحرب. حتى أني سمعت أن السعودية صارت تفرض مؤخرا مبلغا ماليا شهريا على كل سوري يريد الإقامة على أراضيها، وذلك لتقليص عدد الوافدين إليها. وفي الإمارات أصبحت الإقامة لا تعطى سوى للسوريين المستثمرين ممن معهم أموال طائلة، أما السوريون العاديون فلم تعد تجدد إقاماتهم حتى الذين لديهم عمل هناك.