حمد بن جاسم: المراقبون العرب لا يمكن أن يبقوا في سوريا لإضاعة الوقت

وسط تشكيك المعارضة السورية بمهمة المراقبين ومطالبتها بإحالة الملف السوري على مجلس الأمن، تجتمع اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري، الأحد (8 كانون الثاني/ يناير) في القاهرة، للإطلاع على تقرير أولي لرئيس بعثة المراقبين العرب. وقال الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء قطر، الجمعة، إن سوريا لا تنفذ اتفاقية أبرمت مع الجامعة العربية بهدف وقف العنف في البلاد وأضاف إن مراقبي الجامعة العربية لا يمكن أن يبقوا هناك "لإضاعة الوقت". وقال الشيخ حمد إن الجيش السوري الملزم بالانسحاب من المدن السورية وفقا للاتفاق لم ينسحب. وأضاف إن عمليات القتل لم تتوقف خلال العشرة أيام التي قضاها المراقبون العرب في سوريا. وقال الشيخ جاسم لقناة الجزيرة القطرية "الأخبار ليست طيبة للأسف الشديد".

ومن المقرر أن تجتمع لجنة تابعة للجامعة العربية، يوم الأحد، لمناقشة تقرير أولي للمراقبين العرب المكلفين بالتحقق من مدى التزام سوريا بالخطة العربية الرامية لوقف حملة الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه المستمرة منذ نحو عشرة أشهر. وقال الشيخ حمد "سنستمع لتقرير البعثة ومن ثم اللجنة العربية التي ستقرر ماذا نعمل لأنه لا يمكن أن نكون هناك لإضاعة الوقت أو البعثة لإضاعة الوقت والقتل مستمر إذا لم يتوقف القتل فورا فانا اعتقد أن وجود البعثة وعدم وجودها واحد، بل نحن نكون طرفا فيما يجرى في سوريا، ونحن لا نريد أن نكون طرفا عربيا يساعد في هذه القضية، وهذه القضية نحتاج إلى تقييمها بالجامعة العربية".

وقد أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي بشدة اليوم السبت التفجير "الإرهابي" الذي هز وسط العاصمة السورية دمشق أمس الجمعة، مؤكدا ضرورة معاقبة مدبريه ومنفذيه. وأعرب الأمين العام للجامعة عن قلقه البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف في سورية، داعيا إلى وقف كافة أشكال العنف على الفور ومن أي مصدر كان، متوجها بخالص تعازيه ومواساته إلى أسر الضحايا الابرياء.

ومن جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن "قلقه العميق" إثر الاعتداء الانتحاري الذي وقع في دمشق الجمعة، مشددا على ضرورة أن "يتوقف العنف بكل أشكاله فورا". وقال بان "أنا مازلت شديد القلق إزاء الوضع المتدهور في سوريا حيث قتل الآلاف منذ آذار/ مارس الماضي وحيث يقتل المزيد في كل يوم". وأضاف "أكرر القول بأن كل أشكال العنف مرفوضة ويجب أن تتوقف في الحال".

وأدى هجوم انتحاري الجمعة في حي الميدان التاريخي في وسط دمشق، نسبته السلطات إلى إرهابيين ومعارضين، إلى سقوط 26 قتيلا على الأقل معظمهم من المدنيين، في حين اتهمت المعارضة السورية نظام الرئيس بشار الأسد "بالوقوف وراء منفذي" الهجوم، كما نفى العقيد رياض الأسعد، قائد الجيش السوري الحر، مسؤولية قواته عن الهجوم، متهما النظام السوري بتدبير الانفجار. كما شهد يوم أمس أيضا، مقتل 36 مدنيا، على الأقل، برصاص قوات الأمن السورية في أنحاء مختلفة من البلاد، وفق ما أعلنت لجان التنسيق المحلية. حيث تظاهر عشرات آلاف الأشخاص مطالبين الأمم المتحدة بالتدخل لإنهاء القمع الدامي للانتفاضة الشعبية المناهضة لنظام الأسد.

منظمة التحرير تنتقد تدخل مشعل

وفي الشأن السوري أيضا، اعتبرت منظمة التحرير الفلسطينية، مساء الجمعة، أنه "ليس من حق" رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل القيام بوساطة لدى الجامعة العربية لمصلحة النظام السوري. وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه لفرانس برس "ليس من حق رئيس حركة حماس خالد مشعل الدخول في وساطة لصالح أي نظام إن كان سوريا أو غيرها"، متهما مشعل بأنه "يتدخل بالشؤون الداخلية لسوريا وهذا ليس من حقه". وجاء كلامه ردا على تأكيد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في وقت سابق الجمعة، الدور "الكبير" الذي اضطلع به رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في توقيع السلطات السورية لبروتوكول إرسال المراقبين العرب الذي يندرج ضمن مبادرة الجامعة لإنهاء الأزمة في سوريا. وقال العربي في مؤتمر صحافي مشترك مع مشعل اثر محادثات آجراها الجانبان في مقر الجامعة العربية في القاهرة "كان لمشعل دور كبير في تقديم النصيحة للجانب السوري للتوقيع على الوثيقة إلى أن بدأ عمل المراقبين في سوريا، وأنا حملته رسالة للسلطات السورية بأنه من الضروري العمل بكل أمانة وشفافية ومصداقية لوقف ما يدور من عنف في سوريا".

(ف. ي/ د ب ا، رويترز، أ ف ب)

مراجعة: منصف السليمي