حمام دم "عين أميناس" يعزل الجزائر وأسلوبها في إدارة ملف الرهائن
١٨ يناير ٢٠١٣تواجه السلطات الجزائر انتقادات واسعة لأسلوبها في إدارة أزمة الرهائن في عين أميناس فقد دعتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم (الجمعة 18 يناير/ كانون الثاني 2013) إلى توخي "أقصى درجات الحيطة" للحفاظ على حياة الرهائن الذين تحتجزهم مجموعة إسلامية مسلحة في جنوب شرق الجزائر، مؤكدة أن حياتهم "لا تزال في خطر" وأن الوضع "بالغ الصعوبة". وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الياباني فوميو كيشيدا إنها تحدثت عبر الهاتف مع رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال، وأضافت أنه سلال أكد لها و"بشكل واضح أن العملية (التي شنها الجيش الجزائري لتحرير الرهائن) لا تزال جارية والوضع لا يزال متقلبا والرهائن ما زالوا في خطر".
وعبرت كل من اليابان والنرويج وبريطانيا، وهي بلدان تعمل أعداد كبيرة من مواطنيها في مجال الغاز. وقد استدعت وزارة الخارجية اليابانية السفير الجزائري اعتراضا على الهجوم، حيث أعرب تجاهها السكرتير الاول لمجلس الوزراء الياباني يوشيهايد سوجا عن "أسفه العميق". من جانبه، قال وزير الخارجية النرويجي اسبن بارث ايدي للـ "بي بي سي" إن أوسلو "كانت تود لو تم إطلاعها مسبقا على العملية"، مرددا مضمون ما قاله متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ذكر أن بريطانيا "كانت تفضل أن يتم التشاور معها مسبقا".
,دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم (الجمعة 18 يناير/ كانون الثاني 2013) الجزائر إلى توخي "أقصى درجات الحيطة" للحفاظ على حياة الرهائن الذين تحتجزهم مجموعة إسلامية مسلحة في جنوب شرق الجزائر، مؤكدة أن حياتهم "لا تزال في خطر" وأن الوضع "بالغ الصعوبة". وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الياباني فوميو كيشيدا إنها تحدثت عبر الهاتف مع رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال،وأضافت أنه سلال أكد لها و"بشكل واضح أن العملية (التي شنها الجيش الجزائري لتحرير الرهائن) لا تزال جارية والوضع لا يزال متقلبا والرهائن ما زالوا في خطر".
وقالت الجزائر التي ارتأت أنها ليست بحاجة للاعتذار إن جيشها لم يكن أمامه أي خيار سوى التدخل بعد أن حاول مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة الابتعاد عن موقع احتجاز الرهائن وهم يقودون سيارات على متنها مجموعة من الرهائن متجهين بهم نحو الصحراء الكبرى. وذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية قائلة إن "الجيش الجزائري أظهر الخميس أنه لم يتغير". وأشارت إلى تقليد الرد على التهديد الإسلامي بالقوة الساحقة، قائلة إن ذلك يرجع تاريخه إلى تسعينيات القرن الماضي.
12قتيلا في حصيلة رسمية أولية
قال مصدر أمني جزائري إن 12 رهينة قتلوا منذ بدء هجوم الجيش الجزائري لموقع احتجازهم من قبل جماعة إسلامية مسلحة في حقل غاز جنوب الجزائر. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مصدر امني قوله الجمعة إن 12 رهينة قتلوا منذ ان بدأ الجيش الجزائري عملية ضد الخاطفين. وأضاف المصدر انه إضافة إلى الإرهابيين الـ 18 الذين قتلوا، فقد قتل كذلك 12 عاملا جزائريا وأجنبيا، مشيرا إلى أن هذه الحصيلة "مؤقتة". ولم يكشف المصدر عن مزيد من التفاصيل عن جنسيات او عدد القتلى الأجانب.
من جهتها نقلت وكالة أنباء موريتانية خاصة مساء الجمعة عن زعيم مجموعة الخاطفين ان هذه المجموعة لا تزال تحتجز "سبع رهائن غربيين"، بعد مقتل 16 من الخاطفين و35 رهينة خلال هجوم للجيش الخميس. وقالت وكالة نواكشوط للانباء (ونا) ان "الخاطفين بقيادة عبد الرحمن النيجري ما زالوا يحتجزون سبع رهائن غربيين"، هم ثلاثة بلجيكيين واميركيان وبريطاني وياباني. ونقلت الوكالة عن النيجري قوله انه الخميس و"أثناء محاولة نقل المجموعة المحتجزة في المجمع السكني إلى المصنع، تعرضت سياراتها لقصف المروحيات الجزائرية، فقتل حوالي 16 من الخاطفين، و35 من الرهائن".
وأكد اليوم الجمعة لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي أن فرنسيا لقي حتفه في الغارة التي شنتها القوات الجزائرية لتحرير الرهائن في منشاة "عين أميناس" للغاز في الجزائر. وقال الوزير إن ثلاثة من الفرنسيين نجوا من هذه المأساة. وتعرضت الجزائر لانتقادات من عواصم غربية بشأن إدارتها لأزمة الرهائن، واحتجت اليابان على طريقة معالجة الأزمة.
تفاصيل عن عملية اختطاف الرهائن
وبحسب "ونا" فان "المسلحين التابعين لكتيبة "الموقعون بالدماء"، تسللوا إلى الأراضي الجزائرية عبر الحدود مع النيجر، وقد تمكنوا من اقتحام مجمع الغاز، حيث احتجزوا عددا من الرهائن في المجمع السكني، وعددا آخر في المصنع". وأضافت أن المهاجمين انقسموا إلى مجموعتين: الأولى احتجزت الرهائن في المجمع السكني ويقودها "أبو البراء" الجزائري الذي قتل الخميس خلال هجوم للجيش الجزائري، في حين احتجزت المجموعة الثانية القسم الثاني من الرهائن في المصنع يقودها عبد الرحمن النيجري "وهو الأمير على المجموعتين".
رهينة فرنسي اختبأ 40 ساعة في منشأة الغاز
وروى موظف في شركة تغذية فرنسية نجا من عملية الاختطاف، تفاصيل عن قضائه يومين مختبئا، ونقلت وكالة رويترز عن ألكسندر بيرسو قوله اليوم الجمعة إنه أمضى 40 ساعة مختبئا بمفرده تحت سريره خشية أن يقتل بعدما استولى متشددون إسلاميون على منشأة للغاز في عين أميناس في الجزائر حيث يعمل. وقال ألكسندر بيرسو لراديو أوروبا 1 إنه نجا بالبقاء في غرفته بعيدا عن الأجانب الآخرين مختبئا خلف حاجز من الألواح الخشبية وكان زملاؤه الجزائريون يزودونه بالطعام والمياه خلسة.
وأنقذ جنود جزائريون اقتحموا الموقع بيرسو مع أجانب آخرين مساء أمس الخميس. وكان بيرسو يرتعد من أن يكتشف أمره لدرجة أنه لم يكن يفتح باب غرفة نومه إلا إذا ذكر من يطرق الباب كلمة سر. وقال في مقابلة إذاعية من القاعدة العسكرية التي نقله إليها الجيش الجزائري مع رهائن آخرين جرى تحريرهم "كنت معزولا تماما...كنت خائفا. كنت اتصور بالفعل أنه سينتهي بي المطاف في تابوت."
وقال بيرسو إنه اقتصد في استهلاك ما لديه من طعام بمجرد أن وصله نبأ استيلاء عناصر القاعدة على الموقع من خلال زملائه الجزائريين الذين كانوا يتحركون بحرية لأنه لم يكن يعرف كم من الوقت سيظل محبوسا. وتابع "بالأمس عندما جاء الجنود الجزائريون الذين أشعر بالامتنان لهم لإخراجي .. لم أكن أعلم حتى أن الأمر انتهى. توقعت أن أمضي ليلة أخرى هناك." وأضاف "كان معهم بعض زملائي وإلا لما فتحت لهم الباب."
م.س / ح.ز ( أ ف ب، رويترز، د ب أ)