020709 Helem Libanon

بعد كفاح طويل نجح المثليون جنسيا في الدول الغربية في فرض وجودهم في المجتمع والحصول على الكثير من الحقوق حتى بات بإمكانهم اليوم الاحتفال عبر مسيرات حاشدة يعبرون من خلالها عن وجودهم في المجتمع. بيد أن الوضع الذي يعيشه هؤلاء، بعيد كل البعد عن وضع المثليين جنسيا في الدول العربية. فكثيرا ما يتم ملاحقة هؤلاء، وقد يعذبون وفي أحسن الأحوال قد يعيشون منبوذين في المجتمع، كما إن الكثير من القوانين تعاقب على العلاقات الجنسية المثلية.

وفيما قد تصل العقوبة إلى الحكم بالإعدام في بعض البلدان، كالسعودية مثلا فإنه يتم التساهل في بلدان أخرى مثل لبنان.

ففي هذا البلد أصبح للمثليين وجودا شبه معترف به من خلال وجود نوادي وجمعيات تعنى بشؤونهم. ومن أبرزها جمعية "حلم" التي أنشأت عام 2004، وأصبحت الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط والتي تعني بالمطالبة بالحقوق المدنية والاجتماعية والقانونية للمثليين، حسب الأهداف التي وضعتها الجمعية لنفسها.

"حلم " تمارس نشاطها وفقا للقانون

واستنادا إلى حرية إطلاق الجمعيات، حصلت جمعية "حلم" نهاية عام 2007 على رخصة رسمية من قبل وزارة الداخلية اللبنانية، وهي بهذا تعد أول جمعية من نوعها في العالم العربي.

وكشف أحد الشباب المثليين الذي اختار لنفسه إسم "كفاح" كإسم مستعار، أن جمعية "حلم" أصبحت ملاذا لجل المثليين داخل لبنان، كونها تقدم إليهم الدعم النفسي والمعنوي وتساعدهم على الحصول على بعض من حقوقهم المدنية، حسي تعبيره. وهو يحكي عن نفسه بالقول بأنه عانى الأَمرين في قريته التي ولد وترعرع فيها، لكنه تركها عام 2004 فور سماعه بخبر إنشاء جمعية "حلم" ، وبعدما كان قد طفح به الكيل من سوء معاملة ذويه، خصوصا وأنه ينتمي إلى الطائفة الدرزية التي تنظر إلى المثليين كمرضى يجب علاجهم حتى التوبة والإقلاع عما يقومون به.

الجوء إلى الخارج هو الحل الأخير أمام المثليين

وتقوم جمعية "حلم" بأنشطة متنوعة، فهي تقوم بحملات توعية للتصدي لانتشار مرض فقدان المناعة المكتسبة (آيدس)، كما أنها تدأب على حل الخلافات العائلية بين المثليين وذويهم وتقديم الاستشارات القانونية اللازمة لأعضائها.

وبهذا الخصوص كشف ربيع، وهو أحد المتطوعين الفاعلين داخل الجمعية، عن حالات تعرض المثليين إلى الضرب والحبس من قبل عائلاتهم، وعندها قامت الجمعية بالتدخل لتهدئة الوضع، مضيفا أن هناك حالات لا يجدي الحوار فيها بشيء، وقد يضطر الشخص إلى مغادرة البلاد باتجاه كندا أو أستراليا، لأن للجمعية فروعا في هذه البلدان وبالتالي بإمكانها كما يقول ربيع، مساعدة المعنيين بالأمر على تقديم طلبات اللجوء و مرافقتهم حتى يستطيعوا الاستقرار في هذه البلدان.

القانون اللبناني يُجَرم الممارسة الجنسية المثلية

ويبقى التحدي الأكبر أمام السحاقيات و المثليين، في إقناع أهاليهم لتقبل ميولهم الجنسية التي تكسر الأعراف المتبعة داخل مجتمعهم الشرقي، إلا أن يوسف، نجح يقول، في ذلك، مؤكدا أن علاقته اليوم بوالديه أصبحت جيدة. ورغم القبول التدريجي من المجتمع في بيروت لظاهرة المثلية الجنسية، إلا أن القانون اللبناني مازال يُجَرِم "الممارسة الجنسية المثلية" ويعاقب عليها ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر، لكن من الناحية الواقعية لم يتم الحكم بتهمة من هذا النوع على أي شخص منذ سنوات طويلة.

الكاتبة : أولريكه هومل /وفاق بنكيران