حلف الناتو يسعى إلى زيادة قواته في أفغانستان لمواجهة هجمات طالبان
٨ فبراير ٢٠٠٧حث أمين عام حلف الناتو، ياب ديهوب شيفر، الدول الاعضاء بالحلف على توفير عدد كاف من القوات لمواجهة هجوم متوقع من مسلحي حركة طالبان في أفغانستان خلال الربيع المقبل. وشدد شيفر قبيل اجتماع لوزراء دفاع الدول الست والعشرين الاعضاء بالناتو على أن التطوير وبناء الدولة الأفغانية مطلوبان لإرساء الاستقرار في أفغانستان. وأوضح شيفر أنه "ليس هناك حل عسكري نهائي في أفغانستان"، إلا أنه أكد في الوقت ذاته على أن الانتشار العسكري الفاعل أمر حيوي لتهيئة بيئة آمنة لعملية إعادة بناء أفغانستان.
لا تحديد لأعداد معينة للقوات المطلوبة
ولم يحدد أمين عام الناتو عدد القوات الإضافية المطلوب نشرها في أفغانستان، مكتفيا بالقول إنه يجب أن يحصل القادة الميدانيون لقوات التحالف على القوات الضرورية لإتمام عملياتهم. وأكد أمين عام حلف الناتو أن اجتماع وزراء دفاع الناتو لا يهدف إلى الحصول على تعهدات بإرسال المزيد من الجنود إلى أفغانستان. ومن المقرر أن يستمر الاجتماع الذي بدأ اليوم في مدينة إشبيليه في جنوبي أسبانيا لمدة يومين. ويتوقع أن يطلب القائد الأعلى لقوات الناتو، الجنرال جون كراكدوك، خلال الاجتماع من جميع الدول المشاركة في الحلف أن تزيد من مستوى مشاركتها العسكرية في أفغانستان، غير أن معظم دول الحلف متحفظة في هذا الشأن. أما الولايات المتحدة فيتوقع أن تعلن على لسان وزير دفاعها الجديد، روبرت غيتس، عن استعدادها لإرسال 3000 جندي أمريكي إضافي إلى أفغانستان.
وكان ممثلون عن الولايات المتحدة وبريطانيا قد أعربوا في السابق عن إحباطهم من المشاركة القليلة -من وجهة نظرهم- للدول الأخرى في العمليات العسكرية في أفغانستان. أما ألمانيا ودول أخرى في الحلف فتصر على ضرورة تدعيم العلاقة بين عمليات إعادة البناء والعمليات العسكرية. وترى هذه الدول أن هذا سيجعل سكان أفغانستان يؤيدون السلطات الحكومية الأفغانية بشكل أكبر.
ألمانيا ترسل طائرات استطلاع بدلا من المشاركة البرية
وسيقدم وزير الدفاع الألماني، فرانس يوزيف يونغ، للمجتمعين تفاصيل القرار الذي اتخذته الحكومة الألمانية بإرسال ست طائرات استطلاع من نوع تورنادو إلى أفغانستان بناء على طلب من الحلف. وتحاول ألمانيا من خلال إرسال طائرات التورنادو الألمانية التخفيف من الضغط الواقع عليها من قبل حلف الناتو لزيادة عدد قواتها البرية للمشاركة في العمليات العسكرية جنوب أفغانستان. ويذكر أن لدى ألمانيا 2900 جندي في أفغانستان يتمركزون بشكل أساسي في الشمال الذي يسوده الهدوء الأمني نسبيا. وكان أمين عام حلف الناتو قد رحب بقرار الحكومة الألمانية هذا وأوضح أنه في حال موافقة البرلمان أيضا على هذا القرار فإن الحلف سيكون قادرا على دعم مهمته في أفغانستان بقوة جوية استطلاعية.
المعارضة الألمانية: إرسال الطائرات خرق للقانون الدولي
وعلى الصعيد السياسي الداخلي في ألمانيا بدأت النقاشات تدور حول المخاطر المحتملة لإرسال هذه الطائرات. وتوقع راينهولد روبيه، مفوض شؤون الدفاع بالبرلمان الألماني، أن تتضمن مهمة هذه الطائرات بعض المخاطر غير المحسوبة. وقال في تصريحات نشرتها صحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" الألمانية اليوم: "هذه المهمة ليست نزهة لتناول القهوة".
وعلى الرغم من تأكيد وزير الدفاع الألماني أن مشاركة ألمانيا بطائرات استطلاع في أفغانستان ليست "مهمة ذات طابع قتالي" إلا أن بيتر شتروك، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، قال في تصريحات لصحيفة "جنيرال انتسايغر" الألمانية إن كل من سيصوت على هذه المهمة في البرلمان يجب أن يعرف أنها "مهمة قتالية". ومن ناحية أخرى قال أوسكار لافونتين، رئيس حزب اليسار المعارض، إنه يرى أن إرسال طائرات استطلاع لأفغانستان يعد "مهمة قتالية وخرقا للقانون الدولي". وأعرب لافونتين عن مخاوفه من أن "تجلب ألمانيا الإرهاب إليها" من خلال مشاركتها في هذه المهمة. ومن المنتظر أن يصوت البرلمان على المهمة خلال شهر مارس المقبل.