حلف الأطلسي يشن هجوماً واسعاً على طالبان يمثل اختباراً لقدراته
١٣ فبراير ٢٠١٠في محاولة لبسط سلطة الحكومة الأفغانية على كل أنحاء أفغانستان شنت القوات الأمريكية والبريطانية والأفغانية الهجوم الكبير الذي طال انتظاره في وقت مبكر من صباح السبت (13 فبراير/ شباط 2010) في وسط إقليم هلمند، معقل حركة طالبان. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن قوة تتألف من حوالي 6000 من عناصر مشاة البحرية والجنود بدأت قبل الفجر الهجوم سيراً على الأقدام وفي شاحنات وعن طريق الجو، مستهدفة مدينة مارجا، معقل طالبان.
وخلال مؤتمر صحفي أعلن غلاب مانجال، حاكم هلمند، أن "المرحلة الأولى من العملية تسير بنجاح. لقد زرعت حركة طالبان شراكا خداعية بكثافة في المنطقة. لكن لم يندلع قتال شرس بعد." وأضاف حاكم هلمند "سيطرنا على 11 موقعا رئيسيا في المنطقة وتراجعت مقاومة المتمردين." ولا يمكن التحقق من الأخبار التي تقدمها السلطات الأفغانية وحلف شمال الأطلسي لأن الصحافيين منعوا من دخول المنطقة حاليا.
"معاً" لتحقيق الاستقرار
ويشارك في العملية 15 ألف جندي بينهم 2500 أفغاني، وأطلق عليها اسم "معاً" للتأكيد على ما يبدو على مدى إصرار قوات حلف شمال الأطلسي والقوات الأفغانية على العمل معا لتحقيق الاستقرار في أفغانستان. وقال حلف شمال الأطلسي في بيان إن ثلاثة جنود أمريكيين قتلوا السبت في انفجار قنبلة مزروعة على الطريق في جنوب أفغانستان. وتواجه القوات الأمريكية، شأنها شأن سكان المنطقة البالغ عددهم 100 ألف نسمة، خطر التعرض للتفجير من جراء الشراك الخداعية التي يعتقد أن حركة طالبان نصبتها.
ويشكل هذا الهجوم أول اختبار للإستراتيجية الجديدة التي وضعها الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال قائد ايساف. وكانت حركة التمرد التي تقوم بها طالبان قد تصاعدت في السنتين الأخيرتين وامتدت إلى كل البلاد تقريبا بينما ضاعف المتمردون هجماتهم في قلب كابول نفسها. ومنذ مطلع 2010 قتل 66 جندياً أجنبياً. وقد شهد عام 2009 سقوط أكبر عدد من القتلى خلال أعوام الحرب الثمانية، إذ بلغ عددهم 520 قتيلاً. وقال مسئولون من إيساف إن الهجوم يركز بدرجة كبيرة على المشاركة الأفغانية من أجل توسيع سلطة حكومة كابول في المنطقة، وهي المركز الرئيسي لزراعة الخشخاش غير المشروعة. وتعتبر أفغانستان أول منتج في العالم للأفيون الذي يستفيد طالبان من جزء كبير من عائداته.
هجوم متوقع
وعلى عكس ما هو معتاد عسكرياً فقد كان الهجوم متوقعاً، إذ أعلن قادة قوة المساعدة الأمنية الدولية عن الهجوم قبل شنه من أجل تحذير السكان الأفغان، وحث مقاتلين على إلقاء سلاحهم أو الهروب مما يقلل من الخسائر البشرية في نهاية الأمر. وربما تكون سلامة المدنيين هي القضية المهمة لحلف شمال الأطلسي في واحدة من أكبر الهجمات في تلك الحرب الدائرة منذ ثماني سنوات ضد حركة طالبان التي عادت مرة أخرى للظهور كقوة قتالية قوية بعد أن أطاح بها غزو قادته الولايات المتحدة عام 2001 .
ونصحت قوات حلف الأطلسي المدنيين بعدم مغادرة منازلهم على الرغم من قولها إنها لا تعرف ما إذا كان الهجوم سيؤدي إلى قتال عنيف. وبقى معظم سكان تلك المنطقة الذي يقدر عددهم بما يصل إلى 100 ألف نسمة في منازلهم فيما توجه آخرون إلى لشكركاه عاصمة الإقليم على بعد 30 كيلومترا شرقا.
من ناحيته حذر الرئيس الأفغاني حميد كرزاي السبت من احتمال سقوط خسائر مدنية خلال العملية العسكرية، وأوصى كرزاي في بيان "القوات الأفغانية والدولية بتوخي أكبر قدر من الحذر لتفادي إصابة مدنيين". كما دعا مقاتلي طالبان في إحدى المدن الجنوبية إلي إلقاء السلاح بعد ساعات من بدء الهجوم على مارجا.
(س ج / د ب أ، أ ف ب، رويترز)
مراجعة: طارق أنكاي