حقوقي ليتواني: المهاجرون وقعوا في فخ بيلاروسيا ولم نصل لأزمة
٨ سبتمبر ٢٠٢١فيتيس جوركونيس، محاضر في معهد العلاقات الدولية والعلوم السياسية في جامعة فيلنيوس. وهو رئيس مكتب منظمة حقوق الإنسان غير الربحية فيلنيوس التابع لفريدوم هاوس. في حوار مع مبعوث مهاجر نيوز، عباس الخشالي، رسم المتحدث صورة عن وضعية المهاجرين بين ليتوانيا وبيلاروسيا.
في قراءة له لوضع المهاجرين على الحدود بين ليتوانيا وبيلاروسيا، اعتبر فيتيس جوركونيس أن "الأمر معقد للغاية"، وأنه يمكن اعتباره إلى حدود الساعة "تحد"، "لا أريد أن أسميها "أزمة" ، لأن ما رأيناه قبل خمس أو ست سنوات في الجزء الجنوبي من الاتحاد الأوروبي، كان فعلا يمثل أزمة، لكن حالياً لم تصل الأرقام إلى ذلك المستوى، ولكن لا يزال هناك تحد يحتاج إلى حل بطريقة أو بأخرى".
إن سلوك النظام البيلاروسي "مزعج للغاية" حسب فيتيس، فهو "يدعو الناس للمجيء إلى بيلاروسيا، بينما يضع لهم في الواقع فخًا، إذ يعدهم بأشياء ويضللهم". ونبه المتحدث إلى أن "الأشخاص الذين دفعوا الكثير من المال يجدون أنفسهم ضحايا فخ، لا أحد ينتظرهم أو يساعدهم، بل العكس يتم إرجاعهم".
كما يرى أستاذ العلوم السياسية، أن "النظام البيلاروسي يستغل المهاجرين ويستخدمهم كسلاح"، وتساءل المتحدث عن ردود فعل المنظمات والمؤسسات الغائب، مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والصليب الأحمر، والمنظمة الدولية للهجرة، التي لها مقرات في بيلاروسيا. "هذا الوضع برمته يتحمل مسؤوليته النظام البيلاروسي، والمهاجرون هم ببساطة نتيجة لهجماته على ليتوانيا والاتحاد الأوروبي ككل"، يقول.
وعند سؤاله عن الجانب الإنساني، رد الحقوقي فيتيس جوركونيس بالقول إن "ليتوانيا كانت بالفعل تشهد تدفق المهاجرين لمدة عامين، في البداية كان البيلاروسيون يهربون من النظام. الآن، لا تسمح بيلاروسيا للشعب البيلاروسي بعبور الحدود، لكنها تسمح للمهاجرين القادمين من الشرق الأوسط بعبور الحدود".
واعتبر المتحدث أن هناك نقصًا حاداً في القدرة على معالجة الملفات، نظرًا لوجود آلاف الحالات والملفات المتراكمة بسبب الهجرة السابقة للمواطنين البيلاروسيين. والأهم من ذلك، أن "هناك نقصًا في البنية التحتية"، حسب قوله.
وأشار جوركونيس أن مخيمات المهاجرين وطالبي اللجوء كانت "مكتظة بالفعل قبل عامين عندما كنا نتحدث عن مئات الأشخاص، أما الآن فنتحدث عن الآلاف. لذلك هناك بالتأكيد نقص في الموارد المالية والبنية التحتية والموارد البشرية. لم يكن ذلك أبدًا أولوية بالنسبة للحكومة الليتوانية، لكن كان من الضروري معالجته".
وكان فريق مشترك لمهاجر نيوز ودويتشه فيله عربية زارا مخيما لهؤلاء المهاجرين، وووجدهم في وضع سيئ حقًا تم توثيقه عبر ريبورتاجات سابقة. لم يحصل العديد من المهاجرين على مواعيد مقابلات لجوء أو وثائق، ولم يلتق بهم أي مسؤول للتحدث معهم عن وضعهم.
وحسب جوركونيس، فقد دعا المدافعون عن حقوق الإنسان إلى تحسين ظروف العيش في المخيمات. "أنا متأكد أنه ستتم الاستجابةً لهذا المطلب وهذا التحدي وسيتم معالجة هذه الملفات. لكن الوضع الحالي سيء حقًا، مع العلم أن الطقس لا يزال جيداً لما قد يكون عليه خلال شهر أو شهرين. عندما يسوء الطقس، سيصبح الموقف خطيراً حقًاً".
وفي رده على سؤال عباس الخشالي، حول مدى تقبل المجتمع الليتواني باللاجئين، وهل يمكن أن يصل الأمر إلى الترحيب بهم كما حصل سنة 2015 في ألمانيا. رد الحقوقي الليتواني بالقول "أنا لا أستبعد ذلك، رغم أن لكل مجتمع خصوصياته. في ألمانيا رحب المجتمع بالمهاجرين لكن ارتفعت أصوات أخرى ضد المهاجرين. في ليتوانيا هناك جزء من السكان خائفين. إنهم ينجذبون للأصوات المعادية للمهاجرين".
وأشار جوركينوس إلى أنه بالموازاة مع وصول المهاجرين، هناك هجمات إعلامية يحركها الكرملين أو النظام البيلاروسي، لذلك أتفهم السلطات الليتوانية التي تعتبر ذلك هجومًا.
"أعتقد أنه يجب علينا أن نعمل أكثر فيما يتعلق بالمواطنين، أعلم أن هناك متطوعين في المخيمات، كما أن بعض المهاجرين البيلاروسيين يساعدون كمتطوعين هناك. هناك مجموعات معينة من السكان على استعداد للمساعدة، ولكن في الوقت نفسه نحتاج إلى فهم أن السلطات الليتوانية وحدها لا يمكنها حاليًا التعامل مع كل هذه الأعداد من المهاجرين، لأنه حالياً بلغ العدد عشرة أضعاف عدد المهاجرين المعتاد"، يقول المتحدث.
ترجمة: ماجدة بوعزة، المصدر: مهاجر نيوز