حضور عربي متواضع في معرض سيبت ومحاولات لدخول سوق تصدير المعلوماتية
٦ مارس ٢٠٠٨بينما اختفت بعض البلدان العربية، التي كانت تشارك بشكل ما في الأعوام السابقة في معرض سيبت كالمملكة العربية السعودية والمغرب على سبيل المثال، تضاءل حضور البعض الآخر، وقل عدد الشركات المشاركة من بلدان مثل الإمارات العربية المتحدة. واكتفت تونس، التي كانت تشارك بجناح مشترك منذ عدة سنوات، بحضور المؤسسات الرسمية فقط في الجناح، وهي مركز النهوض بالصادرات ومركز الغزالة لتكنولوجيا المعلومات ووكالة نظم الاستثمار الخارجي.
وعن سبب هذا التراجع، يقول عبد العزيز شيحة ممثل الوكالة بألمانيا إن الكثير من الشركات التونسية فضلت المشاركة كشركات زائرة وليس كشركات عارضة، لخفض التكاليف، مؤكداً أن حضور الشركات في هذا الإطار لا يقل أهمية عن المشاركة في العرض، إذ أنها تتمكن في كل الأحوال من القيام بمقابلات وصفقات عن طريق هذه المشاركة، مضيفاً أن هناك 14 شركة تونسية شاركت في هذا الإطار.
"تطور الجناح المصري ناتج عن تراكم الخبرات في التنظيم"
وتعتبر تونس واحدة من البلدان العربية، التي تسعى منذ سنوات إلى دخول عالم تصدير تكنولوجيا المعلومات، ويشاركها في ذلك عدة دول أخرى على رأسها مصر، التي تقدم الجناح الخاص بها في معرض سيبت، للعام الثالث على التوالي. ويرجع ماهر أبوستيت، المدير المالي والإداري لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، المسؤولة عن تنظيم الجناح المصري في المعرض، يرجع هذا التصميم على المشاركة في معرض سيبت وغيره من المعارض العالمية في هذا المجال، تأكيداً على سعي مصر الجاد في دخول عالم تصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات.
من ناحية أخرى يجد أبوستيت أن هذه المشاركة المتكررة تساعدهم على اكتساب المزيد من الخبرات في التنظيم، بالإضافة إلى التعريف بهذا المجال على المستوى الدولي، وفي هذا الإطار يقول أبوستيت: "لقد جاءتنا زيارة أثناء المعرض من أحد العاملين في شركة سي.بي.أي الهولندية التي تدعم الشركات العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات من الدول النامية، وقد أبدى إعجابه بعملنا وقال إنه يتمنى أن يرى دولاً أخرى تفعل ما نقوم به". الجدير بالذكر، أن هناك 14 شركة مصرية عارضة بالإضافة إلى 12 شركة زائرة في معرض سيبت، وهي تعمل في المجالات المختلفة من برمجيات وأنظمة أمن الكمبيوتر، كما كان هناك تواجداً لشركة مصنعة.
الأردن تشارك بجناح مشترك صغير وتتمنى الوصول لوحدة تكنولوجية عربية
ويبدو أن الأردن أيضاً تسعى إلى توحيد جهودها لاقتحام عالم تصدير تكنولوجيا المعلومات، وقد شاركت خمس شركات أردنية في جناح موحد، تدعمه المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية، وهي مؤسسة حكومية تهدف إلى تطوير الصناعات الأردنية وترويجها بالخارج كما يؤكد محمد خليل، ويضيف أن المؤسسة تتكفل بثمانين بالمائة من تكاليف مشاركة الشركات الأردنية في المعرض.
ويرى خالد غربية من شركة جافنا الأردنية أن الفرصة كبيرة أمام الشركات العربية لاقتحام سوق تكنولوجيا المعلومات، ويوافقه الرأي زميله بالشركة سامي تفاحة، وإن كان يرى أن العالم العربي يحتاج إلى مزيد من التنسيق والتعاون حتى يتمكن من المنافسة في هذا المجال على المستوى العالمي، ويقول في هذا الإطار: "الحقيقة أن هناك كفاءات كثيرة في الدول العربية أفضل من تلك الموجودة بالهند أو بغيرها من الدول المشهورة بتصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات، وللأسف لا يوجد تعاون لإقامة قطاع كبير لتصدير شركات المعلومات، وليست هناك أية شركة عربية قادرة وحدها على المنافسة العالمية".
الأوضاع السياسية تمنع شركة فلسطينية من المشاركة
وبالإضافة إلى الشركات التي شاركت في إطار جناح موحد، شاركت بعض الشركات الأخرى من مصر والإمارات والسودان بشكل منفرد، وإن كانت مشاركتها ضئيلة بالمقارنة بحجم المعرض. كما شاركت شركتان أردنيتان وأخرى فلسطينية في إطار البرنامج السويسري لدعم الاستيراد، والذي يدعم الشركات الصغيرة في الدول النامية، ويوفر لها جناح خاص لعرض منتجاتها. أما شركة الطريق الفلسطينية، والتي كان من المفترض أن تشارك في إطار البرنامج نفسه، فلم تتمكن من المشاركة بسبب الأوضاع السياسية، إذ لم يتمكن مسؤولوها من مغادرة البلاد.