حصول ناشطين إيرانيين "غيابياً" على جائزة ساخاروف
١٢ ديسمبر ٢٠١٢منح البرلمان الأوروبي جائزة ساخاروف لحرية الفكر "غيابياً" للناشطين الحقوقيين الإيرانيين نسرين سوتوده وجعفر باناهي اليوم الأربعاء (12 ديسمبر/ كانون الأول 2012). وقال رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتس إن الجائزة تمثل اعترافاً بـ"الجهود غير العادية التي قامت بها السيدة سوتوده والسيد باناهي في الحرب من أجل كرامة الإنسان والحقوق الأساسية ومن أجل التغيير السياسي في إيران". يشار إلى أن نسرين سوتوده محامية تقضي عقوبة بالسجن 11 عاماً بتهمة الدعاية ضد المؤسسة الإسلامية، وتمثل العديد من المعارضين الإيرانيين، كما أنها شخصية رئيسية في قضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة.
أما المخرج السينمائي جعفر باناهي فقد فاز بالعديد من الجوائز العالمية منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، بينها جوائز نالها في مهرجانات "كان" و"فينيسيا" و"برلين". وحكم عليه بالسجن ست سنوات ومنعه من العمل لمدة 20 عاماً، نظراً لأن القضاة الإيرانيين يعتبرون أفلامه وسيناريوهاته ومقابلاته تهديداً أمنياً وطنياً.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن سوتوده قولها إن الجائزة تمثل "مصدراً كبيراً للفخر" وتشجيعاً على مواصلة كفاحها، وذلك في كلمة تلتها ناشطة حقوق الإنسان الإيرانية والحائزة على جائزة نوبل شيرين عبادي. وأضافت سوتوده "لدي حلم واحد فقط وهو حلم تحقيق العدالة وأعتقد أن هذا الحلم سيتحقق في بلادي من خلال استقلال القضاء".
وقرأ المخرج الفرنسي كوستا غافراس خطاباً كتبه باناهي الذي قال إنه كان أمامه خيار "الهرب أو العيش وهناك سيف مسلط على رقبته" لكنه قرر البقاء. وقال متحدثاً عن محنته: "عدم إخراج أفلام يعد دائماً الموت البطيء لأي مخرج"، مضيفاً إن "سلطات بلادي أصبحت متعصبة جداً لدرجة أنها لا تستطيع تحمل أي صحفي أو مخرج مستقل".
من جانبه قال رئيس البرلمان الأوروبي شولتس إن الجائزة أيضاً تكريم للشعب الإيراني على "مجتمعه المدني الحيوي المبدع". وأضاف شولتس: "الوضع في إيران خطير. جذور الشر المتنوع التي تعذب هذا الشعب الأبي تحركها دوافع سياسية ونظام قضائي متطرف". ويمنح البرلمان الجائزة التي تحمل اسم المعارض السوفيتي أندري ساخاروف منذ عام 1988. وكان الزعيم ورئيس جنوب إفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا أول من منح الجائزة.
ع.غ/ أ.ح (آ ف ب، د ب أ)