حسناء المانية بالزى العسكري في عقر دار طالبان
٢١ يوليو ٢٠١٢مازالت شانسيه البالغة من العمر 26 عاما تتذكر اللحظة التي ارتدت فيها للمرة الأولى الزى العسكري الألماني قبل خمسة أعوام.ولا تجد الشابة الألمانية أفضل من كلمة "فخورة" لوصف شعورها في تلك اللحظة التي حرصت بالطبع على تخليدها من خلال التقاط العديد من الصور التذكارية.
اختارت شانسيه طواعية الالتحاق بالجيش بعد أن كانت تشارك في فعاليات ما يعرف باسم "يوم الباب المفتوح" الذي يتمكن فيه المواطنون من متابعة العمل داخل العديد من المؤسسات الألمانية المهمة.
ورغم مرور أكثر من عقد من الزمان على اقتحام المرأة في ألألمانية لمختلف أنواع الأعمال بجيش بلادها، إلا أن شانسيه تلاحظ نظرات الاندهاش عندما تدخل بزيها الرسمي لشراء شيء من متجر أو في محطات التزود بالوقود خاصة الموجودة في أماكن لا توجد بها منشآت تابعة للجيش.
إظهار القوة مطلوب أمام الرجال المتعجرفين
بعض الرجال داخل الجيش لا يعتقدون بإمكانية أن تكون الأنثى في نفس كفاءتهم. وهنا يتعين على المجندة بحسب شانسيه أن "تظهر العين الحمراء" وتوضح لهذا النوع من الرجال أنها قادرة على أداء نفس العمل الذي يؤديه هو. لكن من الناحية الأخرى لا تنكر شانسيه أنها كانت تتلقى الدعم من الكثير من زملائها الرجال خاصة وأن الجنديات يؤدين نفس التدريبات التي يخوضها الرجال.
أفغانستان..تجربة لا تنسى
شابة شقراء بشعر طويل داخل الزى العسكري، صورة غريبة على العين الأفغانية وهو أمر لمسته شانسيه التي قضت أربعة أشهر في أفغانستان داخل معسكر الجيش الألماني في قندز. وتقول شانسيه:"رغم أني لا أفهم اللغة إلا أني كنت ألمح نظرات الاستغراب في عيون الرجال الأفغان عندما يدركون أن بداخل هذا الزى العسكري امرأة وليس رجلا".
وتقوم القوات الألمانية العاملة في أفغانستان بتدريب عناصر أفغانية، ورغم أن التعليمات للمجندين والمجندات العاملين في أفغانستان كانت واضحة بضرورة أن تتعامل المجندة مع العناصر الأفغانية مثل المجند تماما إلا أن الأمر كان مختلفا على أرض الواقع إذ تقول شانسيه:"كنت ألاحظ أنهم يتعاملون بجدية أكثر مع الجنود مقارنة بالمجندات".
ولمست الجندية الشابة في أفغانستان أكثر نظرات اندهاش على زيها العسكري عندما خرجت مع زملائها في دورية بأحد الأماكن النائية والتي لم تذهب إليها قوات دولية منذ فترة طويلة. وعندما أدركت الفتيات والنساء اللاتي كن ينظرن للدورية من خلف الأبواب، وجود امرأة وسط الجنود دعوها للدخول. وتقول شانسيه "طلبن مني الدخول لفناء المنزل ولكن بالطبع دون زملائي الذكور، كانت هذه أول مرة تقريبا يرين امرأة ترتدي الزى العسكري لذلك كن مندهشات بشدة وكن يتحسسن ملابسي العسكرية باستغراب".
ورغم أنه لا يمكن وصف الأوضاع الأمنية في أفغانستان بالمثالية إلا أن شانسيه لم تشعر بالخوف مطلقا وتوضح أسباب ذلك قائلة:"في أي مكان كنت أتحرك فيه سواء داخل المعسكر أو في الدوريات كنت على يقين تام بوجود زملاء كل مهمتهم هو تأميننا". لكن هذا لم يمنع أن بعض أفراد أسرة الجندية الشابة انتابهم الفزع لمجرد فكرة سفرها لأفغانستان لاسيما جدها وجدتها.
العمل بالجيش لا يتعارض مع تكوين الأسرة
ويتوازى حلم شانسيه بتكوين أسرة مع حلمها بالبقاء في الجيش لأطول فترة ممكنة وتقول:"لا أرى تعارضا بين الأمرين خاصة أن هناك إجراءات لتسهيل الأمر على الجنديات..لا أعتقد أني سأواجه مشكلة لاسيما وأن خطيبي أيضا يعمل في الجيش".
ورغم أن الجندية قد تكون أقل في القدرات من الجندي من الناحية الجسمانية إلا أن شانسيه وزميلاتها في الجيش الألماني يرين أن الجندية تتمتع بمزايا غير موجودة عند الرجل مثل قدرتها الخاصة على التواصل مع النساء والأطفال لاسيما من الثقافات المختلفة.
وعن هذا الأمر تقول شانسيه:"هناك بعض المواقف خاصة في المهام الخارجية، تكون فيها الحاجة ملحة لوجود امرأة ففي أفغانستان مثلا لا يمكن لجندي أجنبي أن يتحدث مع امرأة لأسباب متعلقة بالثقافة السائدة هناك، لذلك فوجود المجندات يحل الكثير من المواقف".
ابتسام فوزي
مراجعة: عبده جميل المخلافي