GB: HisHistorische Niederlage für Labour-Partei
٣ مايو ٢٠٠٨كُللت هزيمة حزب العمال البريطاني في الانتخابات المحلية بفقدان الحزب أيضا لمنصب عمدة لندن، حيث فاز بوريس جونسون مرشح حزب المحافظين المعارض رئيسا لبلدية العاصمة البريطانية متغلبا على رئيس بلدية لندن العمالي الحالي كين ليفينجستون. جاء ذلك في يوم انتخابي مفجع وصفعة إضافية لحزب العمال البريطاني ورئيسه، رئيس الوزراء، جوردون براون.
وقد أظهرت النتائج التي أعلنت في وقت متأخر من مساء الجمعة أن جونسون السياسي والصحفي قد فاز بتأييد 1.16 مليون من سكان لندن في الانتخابات التي أجريت أول أمس الخميس، مقابل 1.02 مليون صوتوا لصالح السياسي المخضر ليفنجستون الذي أصبح أول عمدة للمدينة عام 2000. وقد أظهرت النتائج أن رقما قياسيا من سكان لندن بلغ 2.5 مليون شخص قد أدلى بصوته في الانتخابات التي أجريت الخميس مقارنة بـ 2 مليون شخص أدلوا بأصواتهم في آخر انتخابات لاختيار عمدة المدينة. ويعد جونسون (43 عاما أول عمدة المحافظين للعاصمة البريطانية التي تتسم بالتنوع الثقافي والعرقي ويبلغ عدد سكانها 7 ملايين شخص. كما أن جونسون، العضو المحافظ بالبرلمان يعتبر شخصية نابضة بالحيوية وغريبة وفي تناقض كامل مع ليفنجستون.
الحزب الحاكم يحل ثالثا
ويعد فوز جونسون بمثابة ضربة مزدوجة لبراون و لتدعيم الاتجاه المعاكس لحزب العمال الذي تعرض لهزيمة كبيرة على يد المحافظين في الانتخابات المحلية التي جرت يوم الخميس الماضي في انكلترا وويلز، حيث سجل الحزب أسوأ نتائج له منذ 40 عاما.
وأفادت تقديرات هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن حزب العمال سيحتل المرتبة الثالثة في هذه الانتخابات بحصوله على 24 في المائة فقط من الأصوات، بعد الليبراليين الديمقراطيين (25 في المائة) وبفارق عشرين نقطة عن المحافظين (44 في المائة).
ولم يكن أمام رئيس الوزراء البريطاني، الذي بلغ هو الأخر أدنى المستويات في استطلاعات الرأي منذ أسابيع، سوى الإقرار بخيبة أمله حيال النتائج "السيئة والمحبطة" التي حققها حزبه، قائلا في مؤتمر صحفي ليلة أمس الجمعة إنها "كانت بالفعل ليلة سيئة ومخيبة للآمال". وقال براون إن الرسالة وصلت، في إشارة إلى العقاب الجماعي الذي لقنه الناخب البريطاني لحزب العمال، مؤكدا أن الحزب سيتعلم من الدروس المستفادة من الهزيمة. وألقى براون باللوم في الأداء الضعيف للحزب على الظروف الاقتصادية الصعبة و ارتفاع تكلفة المعيشة في البلاد. وأضاف معزيا نفسه وحزبه إن "اختبار القيادة لا يحدث في فترة نجاح وإنما يحدث في ظروف صعبة".
عودة المحافظين وبداية تحول في المشهد السياسي البريطاني
ويرى المراقبون أنه و وفي مواجهة اضطرابات اقتصادية عالمية وصراع داخلي في الحزب فان براون سيواجه الآن مهمة عسيرة ضد المحافظين الذين بدأوا يستعيدون شعبيتهم في الانتخابات البرلمانية القادمة المقررة عام 2010. ويقول محللون إن هذه النتائج تمثل حكما مدمرا لفترة الشهور العشرة التي قضاها براون في السلطة والتي اتهم خلالها بالتردد وضعف القيادة.
أما الصحف البريطانية الصادرة اليوم السبت فقد اعتبرت أن هذه الهزيمة الانتخابية الكبيرة التي مني بها العمال تشكل تحولا في الحياة السياسية البريطانية. وعنونت الاندبندنت "مجزرة الأول من أيار/مايو"، في حين كتبت صحيفة الغارديان عن "الجمعة الطويل والدامي لبراون". وتطرقت التايمز في افتتاحيتها إلى التحول الحاصل في المشهد السياسي البريطاني بعد عشرة أشهر فقط على وصول براون إلى رئاسة الحكومة خلفا لتوني بلير، وقبل الانتخابات العامة المقررة بعد سنتين.