1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"حرب تموز" جديدة تلوح في الأفق بعد هجوم الجولان

٢٨ يوليو ٢٠٢٤

التهديدات الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين بعد التطورات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية تشي بأن هجوم مجدل الشمس بالجولان وما سيليه من تبعات سيشكل نقطة تحول دراماتيكية في الصراع بين إسرائيل وحزب الله. وإيران تحذر.

https://p.dw.com/p/4ipYs
وبحسب معلومات إسرائيلية، فقد أصاب صاروخ هذا الملعب الرياضي في مجدل الشمس - صورة بتاريخ 27 يوليو 2024
وبحسب معلومات إسرائيلية، فقد أصاب صاروخ هذا الملعب الرياضي في مجدل الشمسصورة من: Hassan Shams/AP/picture alliance

تتجه الأنظار نحو الحدود الإسرائيلية اللبنانية وسط توقعات بساعات ساخنة ربما تتحول إلى "حرب تموز" جديدة في ظل تهديدات إسرائيلية بالرد "بقوة" على  عملية مجدل شمس  في  مرتفعات الجولان.

فلم يكد يهدأ غبار الصاروخ الذي سقط على ملعب لكرة القدم في تلك القرية، حتى سارعت إسرائيل لتوجيه أصابع الاتهام إلى حزب الله اللبناني، محملة إياه المسؤولية ومتوعدة بتكبيده "ثمنا باهظا"، على الرغم من نفي الحزب نفيا قاطعا مسؤوليته عن الهجوم الذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

المعارضة تصطف وراء حكومة نتانياهو

وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي  بنيامين نتنياهو  اختصار زيارته لواشنطن وأجرى مشاورات أمنية لتقييم الوضع، ليتوعد بأن "حزب الله  سيدفع ثمناً باهظاً لم يدفع مثله حتى الآن" ، كما توالت التهديدات من قبل عدد من المسؤولين، على غرار وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي قال إنّ "(الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله تجاوز الخطوط الحمراء وسيلقى رداً مناسباً". وتابع: "نقترب من حرب شاملة ضد حزب الله... سنرد دون سقف... علينا الاستعداد لتكبد خسائر كبيرة في الجبهة الداخلية".

واصطفت المعارضة وراء الحكومة وتماهت تصريحات زعيمها يائير لابيد مع الموقف الرسمي، إذ رأى أن "حزب الله المدعوم من إيران قتل إسرائيليين أبرياء وعلينا مسؤولية الدفاع عن مواطنينا واستعادة الأمن. الوضع في الشمال لا يمكن أن يستمر على هذا النحو وعلى الحكومة الإسرائيلية وضع حدٍّ لهذه الفوضى وعلى العالم أن يقف إلى جانب إسرائيل في الدفاع عن نفسها". كما قال أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض إن "المسؤول عن مقتل العديد من الأطفال في مجدل شمس هو نصر الله وقد حان الوقت كي يدفع الثمن".

وحسب المسؤولين الإسرائيليين تجاوز حزب الله الخطوط الحمراء بـ "عدم الالتزام بقواعد الاشتباك بعدم استهداف المدنيين"، وطالب وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات الكابينت الأمني بـ "تغيير سياسته والانتقال من الاحتواء إلى الهجوم". وقال  بيني غانتس، عضو مجلس الحرب السابق وزير الدفاع السابق: "منذ أن كنا في الكابينت ونحن نقول إنه يجب التوصل إلى صفقة تبادل ونقل الحرب إلى جبهة الشمال".

ومن جهته، رأى وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، أنه يتعين على نتنياهو عقد جلسة فورية للكابينت "واتخاذ الخطوة...حرب الآن".

في ذات السياق، حثّ رئيس لجنة الأمن القومي في الكنيست تسفيكا فوغل القيادة السياسية على التصعيد، قائلا: "أريد أن أرى لبنان مغلقا وحزب الله يحترق... سيدي رئيس الوزراء كفى احتواء، حكم الجليل والجولان كحكم تل أبيب، هيا للهجوم".

الجيش الإسرائيلي يستعد "للمرحلة التالية"

من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ على مجدل شمس كان مجهزا برأس حربي، يزن أكثر من 50 كيلوغراما.
وذكر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي،الليفتانينت جنرال  هرتسي هاليفي أن الجيش يزيد استعداده "للمرحلة التالية" من القتال" في الشمال، في أعقاب 
هذا التطور. 
وأضاف هاليفي، في بيان بالفيديو من الموقع "نعرف تحديدا من أين تم إطلاق الصاروخ. إنه صاروخ من حزب الله. ومن يطلق مثل هذا الصاروخ على منطقة حضرية، يريد قتل مدنيين ويريد قتل أطفال"، حسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الأحد (28 يوليو/ تموز 2024). وتابع "لقد فحصنا بقايا الصاروخ هنا على جدار ملعب كرة القدم. نعرف أنه صاروخ فلق مزود برأس حربي يزن 53 كيلوغراما".
وتابع "نحن نعطي القوة للمجتمع الدرزي، شريكنا الكامل الشجاع، مع باقي مواطني إسرائيل". وأضاف "إننا نزيد بشكل كبير من استعدادنا للمرحلة التالية من القتال في الشمال، حيث أننا نقاتل في آن واحد في غزة. نحن نعرف كيف نهاجم حتى من مسافة بعيدة جدا من دولة إسرائيل. ستكون هناك المزيد من التحديات، إننا نزيد من استعدادنا"

إلى ذلك نقلت  صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أيضا قيام الجيش الإسرائيلي بقصف سلسلة من الأهداف، التابعة لحزب الله في لبنان الليلة الماضية. وأضافت أن الأهداف شملت مستودعات أسلحة وبنية تحتية أخرى في بلدة "شبريحا" ومدينة "برج الشمالي"، بالقرب من مدينة "صور" وسهل البقاع وبلدات كفر كلا ورب الثلاثين والخيام وطير حرفا في جنوب لبنان.

تباين في تحديد مصدر الصاروخ

وبينما يؤكد الجيش الإسرائيلي أنه "من تحليل الأنظمة العملياتية في جيش الدفاع يتبين أن إطلاق القذيفة الصاروخية باتجاه وسط مجدل شمس تمّ من منطقة تقع شمال قرية شبعا في جنوب لبنان"، ذهبت تقديرات أخرى إلى أن الصاروخ ربما يكون إسرائيلياً وأنه كان أحد الصواريخ التي أطلقتها  القبة الحديدية  لاعتراض صواريخ أطلقها حزب الله على أهداف عسكرية، مستندين إلى أن حزب الله لا يخفي عملياته التي بدأها في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر، إسنادا لحركة حماس في الحرب التي أعلنتها عليها إسرائيل. وقال رئيس المبادرة الدرزية غالب سيف إن "الصواريخ التي تسقط على القرى الدرزية والجليل هي صواريخ اعتراضية إسرائيلية، ودائما تتسبب في أضرار فادحة في الأماكن والأرواح".

مروحية إسرائيلية تحلق على مرتفعات الجولان - صورة بتاريخ 27 يوليو 2024
أثناء العمليات في الجولان: مروحية إسرائيلية بالقرب من مجدل الشمسصورة من: Ayal Margolin/JINI via XinHua/dpa/picture alliance

واستنادا إلى رواية الجيش الإسرائيلي بشأن إطلاق الصاروخ من جنوب  لبنان، أُثيرت تساؤلات بشأن عدم قدرة الدفاع الجوي الإسرائيلي على رصده واعتراضه، لتطرح علامات استفهام جديدة بشأن كفاءة منظومات الدفاع الجوي التي أخفقت مؤخرا في رصد واعتراض العديد من الصواريخ والمسيرات التي يطلقها ما يسمى بـ "محور المقاومة" على إسرائيل، سواء كانت من قبل حزب الله في لبنان أو جماعة الحوثيين في اليمن.

نذر حرب في الشمال

و التهديدات الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين تشي بأن حادث مجدل الشمس وما سيليه من تبعات سيشكل نقطة تحول دراماتيكية في الصراع بين إسرائيل وحزب الله، حسب مراقبين. فصحيفة يديعوت أحرونوت ذهبت إلى مقارنة اعتمدت فيها الرواية الإسرائيلية بشأن ضلوع حزب الله في الهجوم. وقالت إن "في حرب (تموز/ يوليو) عام 2006 هاجمت إسرائيل أهدافاً في قرية قانا وقتلت بالخطأ مدنيين بينهم 21 طفلاً. هذا الحادث، بطرق عدة، نقطة تحول في الحرب، حيث قررت الحكومة الأمريكية الضغط على إسرائيل لإنهاءها بسرعة بعد سقوط ضحايا مدنيين".

إلا أن حادث مجدل شمس، بحسب الصحيفة، الذي راح ضحيته أيضا أطفال وشباب "سيكون له تأثير معاكس... فمن المرجح أن يؤجج الصراع القائم منذ تسعة أشهر على الحدود الشمالية... هذا الحادث المأساوي يقربنا من شفا مواجهة واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله".

ووسط نذر حرب مفتوحة يخشى من تبعاتها على استقرار المنطقة برمتها، نقل موقع أكسيوس الإخباري عن مسؤولين أمريكيين أن إدارة الرئيس جو بايدن "تشعر بقلق عميق من أن يؤدي هجوم مجدل شمس لحرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، وقد يكون الشرارة التي كنا نخشاها ونحاول تجنبها منذ 10 أشهر".

إيران "تحذر" إسرائيل

في غضون ذلك، أصدرت الحكومة اللبنانية بيانا أعربت فيه عن إدانتها "كل أعمال العنف والاعتداءات ضد جميع المدنيين"، ودعوتها إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية على كل الجبهات". وشدد البيان على أن "استهداف المدنيين يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ويتعارض مع مبادئ الإنسانية".

وفي اتصال هاتفي مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين بلاسخارت، أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن "لبنان ومقاومته ملتزمون بالقرار 1701 وبقواعد الاشتباك بعدم استهداف المدنيين"، واعتبر أن نفي حزب الله المسؤولية عن ما حدث في مجدل شمس "يؤكد بشكل قاطع هذا الالتزام وعدم مسؤوليته ومسؤولية لبنان عن ما حصل".

وفي أول تعليق على التطورات، وصفت إيران الرواية الإسرائيلية بأنها "مسرحية افتعلها النظام الصهيوني". وقال سفير إيران لدى بيروت مجتبي أماني في تغريدة :"لا تزال اللاءات الثلاث تختصر موقفنا إزاء التهديدات بتوسيع الحرب على لبنان والمنطقة". وقلل من احتمالات ذهاب إسرائيل لهذا السيناريو، قائلا: "لا نتوقع شنّها ونعتبر أن فرصها ضئيلة جدا بسبب معادلات القوة المفروضة".

حركة نزوح كبيرة جراء الاشتباكات في جنوب لبنان

وأضاف أماني: "لا نريدها لأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائما ما تسعى للتخفيف من حدة التوترات في المنطقة"، مؤكدا في الوقت نفسه "لا نخافها بكل ما للكلمة من معنى ولأعدائنا أن يتخيلوا ماذا بإمكاننا أن نفعل بما لدينا من قوة واقتدار ودفاع عن المقاومة".

وفي وقت لاحق حذر متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية  إسرائيل  من أي "مجازفة" جديدة في لبنان بشأن واقعة الجولان.

يُذكر أن دولا عدة تعتبر حزب الله، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول في جامعة الدول العربية. ويشار إلى أنّ ألمانيا حظرت نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته "منظمة إرهابية".

ع.غ/ و.ب (رويترز، آ ف ب، د ب أ)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد