حجابات ألمانية "عصرية" للمرأة المسلمة
٢٨ يوليو ٢٠١٢الحجاب قطعة من القماش فقط، لكنه يثير مخاوف كثير من الألمان، لأنهم يرون فيه اضطهاداً للمرأة.، لكن للمصمم الألماني كارستن غولنيك يعتبره "من إكسسوارات الموضة" لذلك يقدم في هامبورغ تصاميم ألمانية جديدة للحجاب "العملي".
يرفع كارستن غولنيك قطعة من القماش الأرجواني مع حجاب شبه شفافة ولامع: "لف الشعر أولاً والآن نرفع الغطاء ونثبته على الجبين، ونسحب الشعر لينسدل من الخلف. والآن نضع قطعة القماش في الوسط ونلفها لتستقر برخاوة على الرأس. والآن أصبح حجاباً رائعاًً".
لا يستغرق الأمر برمته أكثر من 15 ثانية، حتى يُغطى شعر أسلي البني. الحلاقة البالغة من العمر 29 عاماً تنظر برضا قائلة: "إذا لم يكن لدينا الوقت في الصباح، فإن هذا الحل يعتبر عملياً جداً".
أكثر عملية مما يفعله الكثير من النساء التركيات، كما يرى المصمم غولنيك قائلاً: "يضعن ما يشبه القلنسوة، وهو غطاء للرأس بأكمله. ثم يضعن قطعة قماش أخرى تُربط بدبابيس بصعوبة بهذه القلنسوة". لكن في حجاب غولنيك سريع التثبيت تُختصر الخطوتان بخطوة واحدة.
موديلات "عصرية" وليست دينية
غولنيك البالغ من العمر 47 عاماً يعد من مصممي الأزياء الناجحين في عالم السينما. ونشأ اهتمامه بتصميم حجاب، حين أراد تصميم ملابس لإمرأة مسلمة. واكتشف فيما بعد في فرنسا تنوع الأقمشة والألوان وجمعها بحماس وبدأ الآن بتصميم جميع الموديلات بنفسه. ونشأ عن فكرته ثلاثون حجاباً مختلفاً من موديل Grace Kellyمن الحرير إلى الموديل الأكثر محافظة والمسمى "مسلمة"، مروراً بـ Girlie المصنوع من قماش النيكي الياباني. وفي موديل "مسلمة" لا تظهر سوى خصلة واحدة صغيرة من الشعر.
لا يرى غولنيك في الحجاب رمزاً لاضطهاد المرأة. "إنه من إكسسوارات الموضة، ويجب علينا أن نتخلى عن خوفنا تجاهه". ويقول إنه يصمم موديلات "حضارية" وليست دينية.
مصنوع في فيدل
بشكل مقصود افتتح غولنيك مشغله في فيديل، وهو أحد الضواحي الجنوبية من حاضرة الإلبه هامبورغ، حيث تكثر فيها نسبة المهاجرين من ذوي الدخول المنخفضة في المتوسط. الكثير من سكان هامبورغ يتجنبون هذه المنطقة، فقد شاعت عنها سمعة سيئة، على الرغم من أن أعداد متزايدة من الطلبة بدأت تستقر فيها تدريجياً لانخفاض إيجارات السكن فيها.
المصمم كارستن غولنيك يريد أن يظهر أن شيئاً ما يحدث في هذه الضاحية. وجميع المشتركين في مشروعه يقطنون في فيدل. وأسلي هي الوجه الممثل لحملته، والتي تعلق صورها مرتدية الحجاب في كل أرجاء هامبورغ.
بالنسبة إلى الحلاقة البالغة من العمر 29 عاماً كان الأمر محرجاً بعض الشيء في البدء، لكنها اليوم فخورة برؤية وجهها في كل مكان. ولا تضع أسلي الحجاب إلا لزيارة المسجد. وتجد أنه من الجيد أن يعمل شخص ألماني بالتحديد على تصميم موديلات جديدة من الحجاب. وهو ما لم تعرفه من قبل.
حجاب لكل امرأة
من جميع أنحاء المدينة جاءت نسوة لمشاهدة عرض حجابات غولنيك، مثل كيرستن ماير. وقررت اقتناء حجاباً مخططاً باللونين الأزرق والبرتقالي. عن ذلك تقول ماير: "يمكنني وضعه حين أذهب للتنزه عند السد ويكون الجو عاصفاً، كي لا يفسد الريح تسريحة شعري".
إيرانية شابة تقول إنها لم تر من قبل مثل هذا التنوع الذي وجدته لدى غولنيك في ألمانيا. "الكثيرون –حين يفكرون بالحجاب- يتوارد إليهم البرقع، لكن هنا يمكننا رؤية أن الأمر يختلف تماماً. وهكذا يمكننا أن نظهر أن المرأة لا تُضطهد بل تضع ما تحب".
أحد سكان الحي يلحظ الحركة أمام مشغل غولنيك، وهو ألماني ويتذكر أمه مبتسماً: "كانت دائماً ما تضع حجاباً، وكانت تبدو أجمل بكثير".
كاترين إيردمان/ عماد غانم
مراجعة: عبده جميل المخلافي