حتى لو أراد ترامب ـ استحالة تأجيل الانتخابات الأمريكية
٣١ يوليو ٢٠٢٠هل يستطيع دونالد ترامب تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من نوفمبر/ تشرين الأول 2020 إلى موعد لاحق؟
لا، فقد حدد الكونغرس الأمريكي عام 1845 بشكل واضح وجلي أن الرئيس يتم انتخابه كل أربع سنوات، يوم الثلاثاء الذي يلي أول يوم اثنين من شهر نوفمبر/ تشرين الأول. لتغيير القانون الانتخابي، يحتاج ترامب إلى دعم غرفتي الكونغرس. ومن غير المرجح أن يصوت الجمهوريون، الذين يملكون الأغلبية في مجلس الشيوخ، على مثل هذا التغيير. أما الديمقراطيون ذوي الأغلبية في مجلس النواب فمن المستبعد تماما أن يوافقوا على هذه الخطوة. وأكد جيمس غاردنر، أستاذ القانون في جامعة ولاية نيويورك في بافالو بهذا الصدد: "بما أن نظامنا غير ديكتاتوري ويعتمد فصل السلطات، فلا يمكن للرئيس تغيير القانون".
وماذا لو أعلن الرئيس ترامب حالة طوارئ وطنية؟
لإعلان "حالة الطوارئ" هناك قواعد خاصة. ولكن حتى في تلك الحالة، لن يتمكن ترامب من تغيير قانون الانتخابات بمفرده. لوائح الطوارئ تعالج في معظمها كيفية قيام الرئيس بتوزيع الأموال والمساعدات. لتأجيل الانتخابات سيكون في حاجة إلى موافقة الكونغرس حتى في ظل أقصى ظروف الطوارئ.
هل سبق وأن تم تأجيل الانتخابات الرئاسية في تاريخ الولايات المتحدة؟
لا. سواء كانت هناك الحروب أو أزمات اقتصاديةأو تفشي الإنفلونزا - لا شيء يمكن أن يبعد الأمريكيين عن صناديق الاقتراع. في عام 2004، قيل إن إدارة جورج دبليو بوش فكرت في تغيير القانون، وبأن هجومًا إرهابيًا قد يكون سببًا لتأجيل الانتخابات. لكن الفكرة رُفضت بسرعة. وقالت كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي في ذلك الوقت إن الولايات المتحدة أجرت انتخابات "عندما كانت البلاد في حالة حرب، حتى أثناء الحرب الأهلية. يجب أن تجرى انتخاباتنا في الوقت المحدد".
ولكن ماذا سيحدث إذا لم يكن هناك تصويت يوم في الثالث من نوفمبر؟ هل يمكن أن يبقى ترامب في منصبه إلى أجل غير مسمى؟
لا. تمّ تحديد نهاية الولاية الرئاسية في دستور الولايات المتحدة بشكل واضح. تنتهي فترة ترامب ونائبه مايك بنس في البيت الأبيض في الساعة 12 ظهرًا يوم 20 يناير/ كانون الثاني 2021. إذا لم يكن هناك، لسبب ما، رئيس غير قادر على الفوز بأصوات أكثر من 270 من الناخبين الكبار (مثلا، لأن بعض الولايات لم تصوت)، فإنه سيتم تحريك آلية خلافة الرئيس كما هو منصوص عليه في الدستور والتي ستعتبر الأمر مغادرة الرئيس لمنصبه بشكل غير متوقع. فبعد الرئيس ونائبه فإن الدور سيكون على زعيمة الأغلبية في مجلس النواب، الديمقراطية نانسي بيلوسي التي يكرهها ترامب.
ما مدى صحة المخاوف بشأن إمكانية عدم قبول ترامب الهزيمة وتمسك بمقعده؟
يفترض عدد من مراقبي ملف الانتخابات الأمريكية أن انتقاد ترامب المستمر لنظام التصويت البريدي يهدف إلى تشويه سمعة نتيجة الانتخابات مقدمًا. لذلك يمكنه عدم قبول الهزيمة على اعتبار أنها تزوير انتخابي يقول ج. مايلز كولمان من مركز السياسة في جامعة فيرجينيا "أعتقد أن ترامب قادر على فعل ذلك". غير أن فوزا واضحا لجو بايدن سيقطع الطريق على هذا السيناريو.
وما ذا لو افترضنا رفض ترامب مغادرة البيت الأبيض؟ بهذا الشأن قال غاردنر موضحا "آمل أن يلتزم ضباط الجيش والشرطة بالقانون وبالتالي عدم الاعتراف به كرئيس (..) من شأن ذلك أن يجعل ترامب منتحل صفة، غير معترف به، وتتم إزالته".
كلارا بلايكر/ ح.ز