حتى الرجال يصابون أيضاً بسرطان الثدي!
١٢ يوليو ٢٠١٢"كانت صدمتي قوية، ولم تعد رجليَّ قادرة على حمل جسدي. كان علي أولا أن أتعامل مع هذا الوضع"، هكذا يقول كونو ماير مسترجعا الأوقات العصيبة التي مر بها بعد تشخيص إصابته بمرض سرطان الثدي عام 2007. ولم يكن ماير، الموظف السابق بسلك الشرطة، يعرف آنذاك أن سرطان الثدي يمكن أن يصيب الرجال أيضا، وهو ما ضاعف حدة صدمته بعد سماعه للتشخيص الذي لم يكن ينتظره.
كونو ماير، الذي يبلغ الآن من العمر 62 عاما، لاحظ حينها تكون عقدة في منطقة الصدر. فذهب مباشرة إلى الطبيب. وقد تبين خلال وقت سريع نسبيا أن ما يعاني منه ماير هو سرطان الثدي. بعدها مباشرة قام بعملية جراحية، وخضع لست جلسات للعلاج الكيميائي و28 حصة للعلاج بالأشعة، لأن العقد اللمفاوية كانت هي الأخرى مصابة.
فرص العلاج تتضاءل في حالة التشخيص المتأخر
هل يصيب سرطان الثدي الرجال؟ هذا ليس ممكنا، كما يعتقد البعض وكما هو شائع بين الناس. لذلك كان من الصعب على أولئك الذين أصابهم هذا المرض تصديق الأمر. بل كان تخوفهم من تبعاته كبير جدا، كما هو الشأن بالنسبة للنساء المصابات بالمرض. الفحوص الوقائية للكشف عن السرطان عند الرجال كانت تقتصر فقط على البروستاتا أو الأمعاء. وبحسب تجربة البروفيسور كريستوف زون، من مركز السرطان التابع لجامعة هايدلبرغ، فإن "الرجال عادة ما يذهبون متأخرين إلى الطبيب".
وأول شيء يجب القيام به عند ملاحظة تغير ما في منطقة الصدر هو زيارة الطبيب. لكن هناك كثير من الأطباء ليست لديهم الخبرة الكافية للتعامل مع سرطان الثدي عند الرجال. وغالبا ما "يطلب من المرضى مراجعة الطبيب بعد ستة أو ثمانية أسابيع" يقول البروفيسور زون، الذي يتابع قائلا: "وبعدها يتم وصف مرهم لعلاج ذلك، ويتم بعدها وصف مرهم آخر دون أن تختفي العقدة في منطقة الصدر". وبالطبع، لا يعرف الرجال بالضرورة أن هناك مراكز للعلاج متخصصة في سرطان الثدي عند النساء والرجال أيضا.
إزالة الثدي
أكثر أنواع أمراض السرطان التي تصيب النساء هو سرطان الثدي. إذ يٌقدر عدد حالات الإصابة، لدى النساء بهذا المرض، حوالي 70 ألف سنويا. وقد أصبحت فرص العلاج منه جيدة، شريطة أن يتم تشخيص المرض في وقت مبكر. لكن تبقى الجراحة في غالب الأحوال هي العلاج المناسب. ويحاول الجراحون ما أمكن خلال العمليات الجراحية، التي تجرى للنساء، عدم بثر الثدي. لكن هذا الأمر يبقى غير ذي جدوى بالنسبة للرجال، كما يوضح ذلك البروفيسور زون: "عند الرجال يتم في العادة إزالة غدة الثدي وأيضا الحلمة، لأن الورم في ثدي صغير الحجم يأخذ حجما مختلفا مقارنة مع أنسجة غدد الثدي".
وفي حالة إصابة العقد اللمفاوية، يكون من الضروري في أغلب الحالات، الخضوع للعلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة، كما هو في حالات الإصابة بهذا المرض لدى النساء. ويعتبر سرطان الثدي الذي يصيب الرجال أخطر من ذلك الذي يصيب النساء، لأن الكشف عن المرض لا يتم بصفة مبكرة، وفي أسوأ الحالات يكون قد انتشر، الشيء الذي يصعب معه العلاج.
وعند النساء، غالبا ما تتم إعادة بناء الثدي، لأسباب تجميلية، بعد استئصاله خلال العملية الجراحية. لكن الرجال يعانون أيضا من آثار عملية استئصال الثدي. ويكون ذلك مثلا في حال حدوث انبعاج ما، يوضح البروفيسور كريستوف زون الذي يقول "مثل هذه الحالة تسبب الانزعاج للرجال أيضا". وعن الحلول لتقويم ذلك يقترح البروفيسور زون أنه " يمكن نفخ الأنسجة أو حقنها، كما يمكن إعادة بناء الحلمة بزرع قطعة من جلد الجسم أو اللجوء إلى الوشم لإخفاء عيوب المنطقة.
تزايد الاهتمام بإصابة الرجال بالمرض
وترى كلاوديا شوماخر، كبيرة الأطباء في مستشفى كولونيا هوهنليند، أن الاهتمام بهذا المرض أصبح يتزايد مؤخرا. وتقول شوماخر "إنه يتم التفكير بجدية إن كان فعلا من المجدي، أن يخضع الرجال والنساء المصابين بسرطان الثدي لنفس نوعية العلاج". وتضيف "لقد أصبحت إصابات الرجال بمرض سرطان الثدي توثق في مركز بيانات خاص، لكن سنكون في حاجة لكثير من الوقت حتى نتمكن من الحصول على معلومات موثوقة".
وبإجرائه لحوالي سبعمائة عملية جراحية أولية، يكون مستشفى كولونيا هوهنهيلد هو أكبر مراكز علاج سرطان الثدي في ألمانيا سواء ذلك الذي يصيب النساء أو الرجال. ومع ذلك ترى كلاوديا شوماخر أن الإصابة بمرض سرطان الثدي تبقى أمر محرج بالنسبة للرجال باعتباره نوع من السرطان منتشر أكثر عند النساء.
غودرون هايزه / عادل الشروعات
مراجعة: عبده جميل المخلافي