حتى البلاستيك .. جعل منه كورونا مادة نادرة!
١١ أبريل ٢٠٢١كشفت جائحة كورونا عن مستوى هشاشة نظام سلاسل التوريد على النطاق العالمي. الجائحة تسببت في مشاكل حتى على مستوى أغلفة البلاستيك التي تغلف الجبنة واللحوم في المتاجر ، إذ حتى توفير هذه المواد البسيطة يخضع لمدى التبادل التجاري بين الدول.
من أجل إنتاج هذه الأغلفة تحتاج الشركات الألمانية إلى مواد أولية ضرورية مثل النفثا المستخرج من النفط في المصافي. شركات ومصانع البتروكيمياويات تنتج مثل هذه المواد، في السعودية والولايات المتحدة والصين وأوروبا.
سلسلة مهتزة
تقول مارا هانكر المتحدثة باسم اتحاد صناعات مواد التغليف: "صناعة التغليف متشابكة عالميا بشكل كبير وتعتمد جدا على مجالات الاستخدام والطلب، وعليه فهي حساسة جدا في حصول عطل في مكان ما".
وحاليا "تعطّل" العمل في أماكن مختلفة حول العالم. حتى أن أكثر من سبعين بالمئة من شركات استطلع الاتحاد آراءها بداية شهر آذار/ مارس الماضي ، تشتكي من أن إمداداتها من المواد الأولية كانت ضعيفة أو سيئة للغاية. نحو 80 بالمئة منها تذهب إلى أنها لن تتمكن من الحصول على طلباتها، كما أن كثير منها على يقين أن الوضع سيزداد سوءا في الأسابيع القادمة.
لقد مضي شهر على الاستطلاع ولم تتحسن النتائج، حتى أن مارا غير متفائلة بالنتائج :"مازال من الصعب جدا الحصول على المواد الأولية، وحيث يمكن للمرء الحصول عليها، تكون باهضة الثمن جدا"، توضح مارا لـDW.
ارتفاع الأسعار
خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، ارتفعت أسعار المواد البلاستيكية في صناعة التعبئة والتغليف بشكل كبير، والبولي إيثيلين بأكثر من 35 في المائة، كما غدت أنواع البلاستيك الأخرى مثل البولي يوريثين (PUR) أكثر تكلفة بنسبة 50 في المائة في الأشهر الستة الماضية.
هذا الأمر يزيد الضغط على الشركات المصنعة للبلاستيك "بالتأكيد، الكثيرون سيكونون سعداء في الحصول على المواد التي يحتاجونها، كي يتمكنوا من تزويد عملائهم".
النقص في المواد الخام دفع مصانع إلى تخفيض سرعة الإنتاج. فيما تفكر مصانع أخرى بتحوير صناعتها إلى صناعة نوعيات أخرى من المواد، إلا أن هذا أمر صعب تحقيقه ليس فقط بسبب الصعوبات التقنية، بل لأنها مرتبطة بصناعات مختلفة.
إنتاج قليل وطلب مرتفع
من أين جاء النقص؟ السبب الرئيس هو جائحة كورونا التي تسببت في توقف الاقتصاد العالمي وقطع في سلسلة إنتاج المواد الخام وغيرها، حسبما تقول مارا هانكر. وعلى سبيل المثال ما حصل في قطاع نقل السفن، في البداية توقفت السفن في الموانئ من دون عمل، لترتفع بعدها بشكل كبير أسعار نقل الحاويات.
كثير من القطاعات الصناعية قررت وقف مصانعها عن العمل بسبب الجائحة، وقررت "إيقاف العمل مثلا مدة ستة أشهر". لكن التوقف دام لمدة طويلة. تضيف مارا "لا يمكن إيقاف إنتاج ما والعودة إلى الإنتاج مرة بسرعة، الأمر يتطلب وقت".
بالإضافة إلى عوامل أخرى، مثل العواصف الثلجية التي ضربت الولايات المتحدة . في التجارة الدولية يطلق على مثل هذا العامل :القوة القاهرة. حتى أن 80 بالمئة من الشركات الألمانية أعلنت في شهر مارس / آذار تأثرها بهذا العامل، ومع بداية شهر نيسان/ أبريل تراجعت نسبة الشركات المتأثرة إلى 65 بالمئة.
حتى الازدحام فيقناة السويس بسبب جنوح السفينة" Ever Given" يدخل ضمن نطاق هذه القوة القاهرة التي تتسبب في انقطاع سلاسل التوريد العالمية.
هل تأثر توريد مواد اللقاح؟
أكثر ما تأثر حتى الآن هو إنتاج مواد التغليف البلاستيكية، لكن المجال الطبيعي عانى هو الآخر من الندرة في المواد أيضا. تقول هانكر "شركاتنا تعاني من صعوبات في الحصول على مادة البوليستيرول، وهي مادة تستعمل في تبريد لقاحات كورونا خلال عملية النقل". هذه المادة يجب تحضيرها قبل انتاج اللقاحات. سلاسل التوريد تعتمد على بعضها البعض، ويتوقع الخبراء أن تعود الأمور إلى نصابها تدريجيا مع بداية الخريف القادم، حسبما تقول مارا هانكر المتحدثة باسم اتحاد صناعات مواد التغليف.
أندرياس بيكر/ ع.خ