حاسوب المستقبل يدخل مجال الصحافة وينافس أصحاب مهنة المتاعب
١٧ سبتمبر ٢٠١١شكلت الثورة التكنولوجية الكبيرة في وسائل الاتصالات والإنترنت تحدياً كبيراً لوسائل الإعلام التقليدية، التي بدأت تفقد جزءا من بريقها لصالح الوسائل الجديدة. ويبدو أن التطور الهائل الذي يشهده قطاع صناعة الحواسيب، ومع قدوم كمبيوترات أكثر ذكاء، فإن تحدياً جديداً قادماً قد يشكل ضربة قاصمة للصحافة التقليدية.
ويتمثل التحدي الجديد في تطوير برامج قادرة على الكتابة بنفسها، دون حاجة إلى أن يفكر الإنسان في الصياغة. ورغم أن هذه الفكرة التقليدية كانت حلماً بعيد المنال في وقت مضى، إلا أن مؤسسة "ناراتيف ساينس" الأميركية تمكنت من تطوير حواسيب قادرة فعلاً على الكتابة لوحدها كما البشر، وفقاً لما نشرته صحيفة نيويورك تايمز.
مبدئياً لا خطر، ولكن..
وأكد القائمون على المؤسسة بأن هدفهم من تطوير هذه البرمجيات الذكية كان ينحصر في تحسين الذكاء الصناعي في قطاع الصحافة، وأن باستطاعة هذه البرمجيات الجديدة أن تقوم بصياغة مقالات صحفية جيدة، بمجرد تزويدها مثلاً بنتائج رياضية أو أرقام اقتصادية أو معطيات أخرى. وبحسب الشركة فإن القارئ لن يتمكن من ملاحظة أي فارق بين ما تكتبه البرمجيات وبين المقالات التقليدية التي يكتبها الصحفيون.
ولكن لا يجب على الصحفيين أن يخافوا على وظائفهم، فقد أكد مطورو هذه البرمجيات أنهم يريدون التركيز باختراعهم هذا على المجالات التي لا تتناولها وسائل الإعلام، كما صرح بذلك ستيوارت فرانكل، المدير التنفيذي لشركة "ناراتيف ساينس". ورغم هذه التطمينات، إلا أن النقاش سيكون جدياً حول مستقبل الصحافة والنشر.
وربما لن يكون بعيداً ذلك الزمن، الذي تتولى فيه الكمبيوترات مهمة الكتابة والتحرير. وقال كريس هاموند، أحد مدراء شركة "ناراتيف ساينس"، بأنه في "غضون خمس سنوات سيكون بإمكان الحواسيب أن تتفوق على الناشرين في الكتابة"، وأكد بكل ثقة على أن تقنيات شركته هي التي ستحقق ذلك.
فلاح الياس
مراجعة: عماد غانم