جونسون يرضخ للضغوط ويستقيل من رئاسة حزب المحافظين
٧ يوليو ٢٠٢٢
أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الخميس (السابع من يوليو/تموز 2022) استقالته من منصبه مستجيبا لدعوات من أفراد الحكومة وأعضاء مجلس العموم من حزب المحافظين.
وقال جونسون أمام مقر الحكومة "يتعين أن تبدأ عملية اختيار زعيم جديد الآن". وأضاف "اليوم قمت بتعيين حكومة قائمة بالأعمال وسأواصل عملي لحين انتخاب زعيم جديد".
وقال جاستن توملينسون نائب رئيس حزب المحافظين على تويتر "استقالته كانت حتمية. علينا في الحزب أن نتحد بسرعة ونركز على
الأمور المهمة. هذه أوقات صعبة على جبهات متعددة".
وسيتعين على المحافظين الآن انتخاب زعيم جديد، وهي عملية قد تستغرق أسابيع أو شهورا. وأظهر استطلاع سريع أجرته يوجوف أن وزير الدفاع بن والاس هو الاختيار المفضل لدى أعضاء حزب المحافظين لخلافة جونسون تليه وزيرة الدولة للتجارة بيني موردنت ثم وزير المالية السابق ريشي سوناك.
وبعد أيام من القتال للحفاظ على منصبه، تخلى معظم حلفاء جونسون عنه باستثناء قلة قليلة بعد أن جاءت أحدث فضيحة في سلسلة من الفضائح التي شابت فترته لتكون القشة الأخيرة لداعميه. ,أعلن نحو 60 من أعضاء الحكومة استقالتهم منذ الثلاثاء وبينهم خمسة وزراء، في حركة جماعية غير مسبوقة في التاريخ السياسي البريطاني فيما يتصاعد الغضب منذ أشهر بسبب فضيحة الحفلات في داونينغ ستريت أثناء الحجر الصحي. وفتحت استقالة وزيري المالية والصحة الباب أمام استقالة مزيد من وزراء ومسؤولي الدولة.
وحتى وزيرة التربية البريطانية الجديدة ميشيل دونيلان أعلنت اليوم استقالتها من حكومة جونسون، بعد يومين على تعيينها. وكتبت دونيلان في رسالة إلى جونسون "وضعتنا في موقف مستحيل".
وقبل ذلك طالب وزير الخزانة البريطاني الجديد ناظم الزهاوي جونسون بالاستقالة، وذلك بعد يوم واحد فقط من توليه المنصب. وكتب الزهاوي، على موقع تويتر، :"عليك أن تفعل الشيء الصحيح وتذهب الآن"، ما يزيد الضغوط على جونسون. وأضاف:"الأمر لا يمكن أن يستمر كذلك، وسيزداد سوءا"، وفقا لما نقلته لوكالة الأنباء البريطانية "بي إيه ميديا".
من جانبه قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن عليه التزام بالحفاظ على أمن البلاد ولا يمكنه ترك "المنصب شاغرا"، لكنه حث زملاءه في الحزب على إجبار رئيس الوزراء بوريس جونسون على الرحيل عن الحكومة. وقال في تغريدة على تويتر "الحزب لديه آلية لتغيير القادة وهذه هي الآلية التي أنصح زملائي باتباعها".
وصل جونسون إلى السلطة قبل نحو ثلاث سنوات، ووعد بتحقيق انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وإنقاذها من المشاحنات المريرة التي أعقبت الاستفتاء على خروجها من التكتل عام 2016. ومنذ ذلك الحين، دعم بعض المحافظين بحماس الصحفي السابق ورئيس بلدية لندن بينما أيده آخرون، رغم وجود تحفظات، لأنه كان قادرا على استمالة قطاعات من الناخبين الذين كانوا يرفضون حزبهم عادة.
وتأكد ذلك في انتخابات ديسمبر كانون الأول 2019. لكن نهج إدارته القتالي والفوضوي في الحكم في كثير من الأحيان وسلسلة من الفضائح استنفدت رضا العديد من نوابه، بينما تُظهر استطلاعات الرأي أنه لم يعد يحظى بشعبية لدى عامة الشعب.
وبالإضافة إلى الفضائح، كانت هناك أيضا تحولات في السياسة، ودفاعا عن مشرع انتهك قواعد جماعات الضغط، وانتقادات بأنه لم يبذل جهدا كافيا لمعالجة التضخم حيث يكافح العديد من البريطانيين للتعامل مع ارتفاع أسعار الوقود والغذاء.
ع.أ.ج/ ع ج م (رويترز،أ ف ب)