جودة الطرق السريعة الألمانية: ميزة مهددة بالضياع؟
١٣ سبتمبر ٢٠١٦تنتشر في كثير من الدول حكايات عديدة عن جودة الشوارع والطرق السريعة في ألمانيا، فهناك من يتباهى بقيادة السيارة بسرعة 350 كيلومترا في الساعة على أحد الطرق السريعة، وهناك من يشيد بانسيابية المرور على الطرقات حتى في أوقات الذروة.
لكن هذه الحكايات الإيجابية تخفي خلفها حقائق صادمة فعدد الإصلاحات على الطرقات في زيادة مستمرة، مما يتسبب في زحام شديد على بعض الطرق السريعة التي تنتشر عليها الحفر خاصة بعد فصل الشتاء البارد.
ينتقد البروفيسور هارتموت بيكدال، الأستاذ بجامعة فوبرتال والمتخصص في تصميم الطرقات، تقاعس الحكومة عن الاهتمام بهذه المشكلة رغم أنها معروفة منذ فترة طويلة. ويوضح بيكدال أن كل متر مربع من الطرقات يحتاج لاستثمار يورو و30 سنتاً، لكن المخصصات المتاحة حالياً هي نصف هذا المبلغ فقط. وخلص تقرير أعدته لجنة من الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات إلى الحاجة إلى نحو 7.2 مليار يورو إضافية سنوياً للحفاظ على الطرق.
ويوضح بيكدال في حوار مع DW أن عدم وجود المخصصات المالية الكافية يعني تدهور الطرقات ويؤدي أيضاً إلى استخدام مواد رخيصة لإصلاح الحفر على الطرقات، بدلاً من استخدام مواد يستمر تأثيرها لفترة طويلة.
وتتحمل الولايات في ألمانيا الجزء الأكبر من مسؤولية الاهتمام بالطرقات وتحديد المخصصات المالية اللازمة لهذا الهدف. ونظراً لأن معظم المدن والبلديات تعاني من الديون، فإن حجم هذه المخصصات لا يتناسب عادة مع حجم الإصلاحات المطلوبة.
ولتسديد هذا العجز اقترح تورستن ألبيش، رئيس حكومة ولاية شليزفيغ هولشتاين، فرض ضريبة خاصة على سائقي السيارات تقدر بـ100 يورو سنوياً، يُستخدم عائدها لعلاج الحفر على الطرقات. لكن الخبير بيكدال شكك في جدوى هذا الاقتراح الذي سيشكل عبئاً إضافياً على السائقين، وقال:"أشك أيضاً أن المال سيذهب إلى حيث يجب أن يذهب أصلاً".
ويرجع السبب وراء السمعة الطيبة للطرقات الألمانية إلى مرحلة الانتعاش الاقتصادي التي شهدتها البلاد خلال ستينات القرن الماضي وسبعيناته، والتي تم خلالها تحديث شبكة الطرق بالكامل في الشطر الغربي من ألمانيا. ويرى البروفيسور بيكدال أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات بشأن مشكلات الطرق، حتى تستطيع ألمانيا الحفاظ على سمعتها الطيبة في هذا المجال.