جوجل يمهد لدخول سوق الاتصالات الهاتفية

تداولت وسائل الإعلام خلال الأسابيع الماضية أخباراً عن استعداد شركة جوجل صاحبة أكبر آلة بحث على شبكة الإنترنت لتقديم خدمات هاتفية عبر الشبكة. واتسع نطاق هذه الأخبار بعد إدراج الشركة في البورصة مؤخراً. وفي هذا السياق نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية يوم الاثنين الماضي خبراً عن قيام جوجل بالتحضير لمواجهة التحدي الجديد الذي ينتظرها والمتمثل في دخولها سوق الاتصالات الهاتفية عبر الإنترنت وتعزيز موقعها فيه. ويبدو أن الأخبار المتداولة لم تُصدق بسرعة على ضوء اعتبار الأمر على أنه إشاعات تروجها الشركة لتحقيق مكاسب لأسهم مستثمريها في البورصة. وعزز من الشكوك أن الصحيفة البريطانية لم تذكر مصادر معلوماتها. غير أن الكثيرين يرون أن الأخبار المتداولة عن الخدمة الجديدة تتجاوز كونها مجرد إشاعة. وإذا صدق خبر التايمز فان كل التوقعات تشير إلى إمكانية قيام جوجل باكتساح السوق الجديد ومنافسة شركات الاتصال العالمية. وبذلك يمكن لعملاء ومستخدمي آلة البحث الخاصة بها الاتصال عبر الإنترنت „Voice over Iternet protocol“ مجاناً.

بوادر الاستعداد للتحدي القادم

هناك نقاش دار في أوساط المراقبين حول صحة خبر خدمة الاتصالات الهاتفية التي تنوي شركة جوجل تقديمها عبر الإنترنت. ويرى الكثيرون أن خلفية نشره تعود إلى الشركة نفسها، فوفقاً لوكالة أنباء لايت ريدينغ Light Reading أعلنت جوجل مؤخراً أنها تبحث عن مدير يقوم بشراء أكبر كمية متوفرة في الأسواق من خدمات موصلات الألياف الزجاجية Dark fibres. ويرى المراقبون أن اهتمامها بهذا الكم من الموصلات يكشف عن نيتها الاستثمار في مجال الاتصالات الهاتفية عبر الإنترنت. ومن المعروف أن تكنولوجيا هذه الاتصالات تطورت بشكل ملحوظ خلال السنوات العشر الأخيرة. ومن أهم البرامج التي ساهمت في تطويرها برنامج سكايب Skype الذي يستخدمه الآن أكثر من 54 مليون شخص. ويزداد عدد مستخدميه بشكل كبير يوميا، لا سيما وأنه يتيح الاتصال الهاتفي عبر الإنترنت. غير أن الاستخدام مرهون بتوفر نفس البرنامج لدى الأشخاص الذين يتواصلون مع بعضهم. ويرى العديد من العاملين في مجال الاتصالات أن هذا البرنامج كان أهم نقلة في عالم الاتصالات منذ اختراع جهاز الهاتف.

اتساع نطاق الخدمات

وعلى عكس برنامج سكايب الذي يتطلب استخدامه استئجار مساحات كبيرة للموصّلات لن تكون جوجل بحاجة لمثل هذه المساحات بعد شرائها لموصّلات الألياف الزجاجية. وبذلك تستطيع الشركة الوفاء بمتطلبات دخول سوق الخدمات الهاتفية عبر الإنترنت. يجدر ذكره أن جوجل قدمت مؤخراً العديد من الخدمات التي تجاوزت آلة البحث الإلكتروني، ومن بينها خدمة التعارف الجديدة واكتساب الأصدقاء التي أطلق عليها أسم "سميت أوركوت". كما قدمت خدمة جديدة لمستخدمي الهواتف النقالة. وتتمثل هذه الخدمة في إتاحة فرصة تصفح الإنترنت عبر الرسائل القصيرة SMS المعروفة لدى من يمتلك هذه الهواتف.