جهود سياسية ودينية لاحتواء الفتنة الطائفية في العراق
٢٧ فبراير ٢٠٠٦في خطوة لاحتواء أعمال العنف التي شهدتها الأراضي العراقية في الأيام الماضية ومنع تواصل الاقتتال الشيعي السني والاعتداء على الرموز الدينية، استأنفت أمس الأحد القوى السياسية العراقية المحادثات بشأن تشكيل الحكومة العراقية المقبلة. وتزامنت المحادثات قيام القوى السياسية الفاعلة في العراق بالسعي إلى التوصل إلى اتفاق يدين أعمال العنف الطائفي الذي اجتاح البلاد عقب تفجيرات سامراء. ودعا رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته إبراهيم الجعفري عقب اجتماع شارك فيه قادة من السنة والأكراد جميع العراقيين إلى الوحدة وترك الخلافات جانبا ومحاربة ما سماه بالإرهاب. ووصف الجعفري الاجتماع -الذي حضره رئيسا جبهة التوافق العراقية عدنان الدليمي والأمين العام للحزب الإسلامي طارق الهاشمي ورؤساء الكتل السياسية في البرلمان- بأنه كان "إيجابيا وصريحا جدا" وأن هناك تطابقا في وجهات النظر. وأضاف أن المشاركين أجمعوا على تسريع عملية تشكيل الحكومة وتوقيع ميثاق وطني بين مختلف تيارات المجتمع العراقي وقواه السياسية، مشيرا إلى أن المشاركين أعربوا أيضا عن رغبتهم في حل مسألة السجناء السنة، وإخلاء المساجد المحتلة وإعادة وترميم التي أصيبت بأضرار.
جهود دينية
وعلى الصعيد الديني، شهد مسجد أبي حنيفة ببغداد أمس الأحد اجتماعا شارك فيه عدد من العلماء السنة والشيعة في محاولة منهم لتهدئة التوتر الطائفي الذي نتج عن تفجيرات سامراء وأعمال عنف عقبت الانفجار. وقال الشيخ عبد الهادي الدراجي ممثل التيار الصدري إن المجتمعين أصدروا بيانا أدانوا فيه الاعتداءات ووصفوها بأنها أعمال إرهابية. وأضاف أن المجتمعين حمّلوا "الاحتلال الأمريكي" مسؤولية ما يحصل الآن، وطالبوه بالانسحاب الفوري أو جدولة انسحاب قواته من العراق. وعلى الصعيد ذاته، وجه الحزب الإسلامي العراقي والتيار الصدري في مؤتمر صحفي عقداه في المنطقة الخضراء رسالة إلى الحكومة العراقية مكونة من عشر نقاط أغلبها أمنية.
اتفاق بين الصدر وثلاث قوى سنية
في غضون ذلك، اتفق التيار الصدري التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مع جبهة التوافق العراقية التي تضم اكبر ثلاثة قوى سنية على تشكيل مجموعات تنسيق ميدانية تأخذ على عاتقها متابعة ما يجري في الأراضي العراقية والتحرك بشكل مشترك لاحتواء أي اعتداء على المواطنين والممتلكات والمقدسات والرموز الدينية والاستمرار في حث الكتل السياسية على بحث الإجراءات العملية لعودة الهدوء وطمأنة الناس واتخاذ كل السبل اللازمة لوضع حد للوضع الأمني المتدهور ومنع الانزلاق نحو حرب أهلية تنهك البلاد. وفي ختام الاجتماع، أصدر الجانبان بيانا مشتركا أعلنا فيه أن المحادثات تداولت في السبل الكفيلة لوضع حد للاعتداءات التي تقع على الأضرحة المقدسة والمساجد والمواطنين وإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد. وأيد ممثلو التيار الصدري المطالب التي تقدمت بها جبهة التوافق العراقية في رسالتها الموجهة إلى الرئيس جلال طالباني الخميس الماضي وسعيها لتحقيقها باعتبارها أساسا مناسبا لتهدئة الأوضاع.
وأد الفتنة الطائفية
وجاء الاجتماع والبيان الصادر عنه بعد اتفاق ثلاث مرجعيات دينية تمثل السنة والشيعة على وأد الفتنة الطائفية والعمل على وقف الاقتتال الداخلي وإخراج البلاد من الفتنة الطائفية التي تشهدها منذ الأربعاء الماضي عقب أحداث سامراء. وبادرت التيارات الثلاثة وهي هيئة علماء المسلمين في العراق والتيار الصدري والتيار الخالصي بإصدار ميثاق عقب صلاة مشتركة في جامع الإمام أبي حنيفة النعمان في الأعظمية جاء فيه أن الأطراف الشيعية والسنية "اتفقت على إدانة ما تعرض له مرقد الإمامين في سامراء وإدانة جميع الأعمال التخريبية التي استهدفت الجوامع والمساجد وطالت ما فيها من مصاحف ومكتبات". وأضاف أن الأطراف المشاركة "تدين بشدة عمليات القتل التي استهدفت المصلين وغيرهم من المواطنين الأبرياء".
دويتشه فيله