جهود أممية حثيثة لصياغة معاهدة جديدة لحماية المناخ العالمي
٥ أغسطس ٢٠٠٧على مدى يومين عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة خاصة بالتغييرات المناخية، في ظل تزايد القلق الدولي من التأثيرات الكارثية، التي تسببها ظاهرة الاحتباس الحراري على مناخ الكوكب الأزرق. وتكلم ممثلو نحو 100 دولة في الجلسة، التي عقدت تمهيداً لقمة دعا إليها الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في يوم 24 سبتمبر أيلول القادم.
وسعى أول مؤتمر دولي عن الاحتباس الحراري عقد بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة على مدى يومين، واختتم أعماله يوم الأربعاء الماضي، إلى التوصل الى إجماع سياسي حول هذه القضية وحشد التأييد لعقد مؤتمر عن التغير المناخي أيلول/سبتمبر القادم يحضره قادة العالم. وسيعقد المؤتمر القادم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في إطار اعمال دورتها الثانية والستين. وتوقع مسؤولون بالأمم المتحدة ارتفاع عدد المشاركين في المؤتمر.
الجدير بالذكر أن الكثير من العلماء ورجال الأعمال إنضموا إلى الأمم المتحدة في حث رؤساء الحكومات على توفير دليل استرشادي واضح لخطط مستقبلية تستهدف مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري في العالم وتقليل انبعاثات الكربون الضارة.
مؤتمر بالي لوضع بروتوكول جديد
ويجرى الإعداد لعقد مؤتمر في بالى باندونيسيا على مدى ثمانية أيام وهو المرحلة الأخيرة بعد سلسلة من التقارير أعدها عدد من العلماء برعاية الأمم المتحدة عن أسباب وتأثيرات التغير المناخي وصدرت العام الحالي. ويأمل المسؤولون أيضا أن يضع مؤتمر بالي أساسا للتفاوض لوضع بروتوكول كيوتو جديد، وهو معاهدة دولية تلزم الأعضاء بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وينتهي العمل بها عام 2012.
وقال ايفو دي بوير، السكرتير التنفيذي لمعاهدة الإطار العام للتغير المناخي التابعة للأمم المتحدة، التي تسعى إلى تنسيق ردود الفعل الدولية على ظاهرة الاحتباس الحراري: "إننا بحاجة الى توجيهات من رؤساء الدول والحكومات للاهتداء بها خلال مؤتمر بالي". كما أضاف دي بوير: " إنني أتوقع وآمل ان يوافق مؤتمر بالي على جدول أعمال قائم على أساس التفاوض في العامين القادمين يضع بشكل أساسي جدول أعمال ما بعد 2012 حول التغير المناخي".
توقعات بدور أكبر للهند والصين
وتوقع دي بوير أن تلعب كل من الصين والهند والبرازيل والمكسيك دورا مهما في المحادثات فيما تتطلع هذه الدول صاحبة النمو الاقتصادي السريع إلى إتخاذ إجراءات لخفض انبعاثات الكربون مع المحافظة على تحقيق النمو الاقتصادي. وأضاف دي بوير قائلا ان المشاركين في مؤتمر هذا الأسبوع بالأمم المتحدة حول التغير المناخي أبدوا قلقهم إزاء مدى قدرة الدول النامية على الحفاظ على النمو الاقتصادي ومحاربة الفقر والتقليل في نفس الوقت من انبعاثات الكربون التي يطالب بها المجتمع الدولي.
كما توقع بوير قيام دول العالم باستثمار 20 تريليون دولار في تطوير مصادر الطاقة خلال الـ 20 أو 25 عاما القادمة مع توقعات بنمو اقتصاديات العديد من الدول بصورة أكبر. وتشير التوقعات العلمية إلى إمكانية تزايد انبعاثات الكربون التي تعد السبب الرئيسي في ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وقال المشاركون في المؤتمر إنه على الرغم من بروتوكول كيوتو، الذي يركز على تقليل انبعاث الكربون، إلا انه لم تنجح أي حكومة في إقامة اقتصاد يقوم على أساس خفض انبعاث الغازات الضارة. ونشرت لجنة الحكومات الدولية الخاصة بالتغير المناخي، التي تضم مئات العلماء من عدد كبير من الدول، ثلاثة تقارير في وقت سابق من العام الجاري عن أسباب وآثار الاحتباس الحراري واستنتجت من خلالها أن ارتفاع درجات الحرارة يعود الى النشاط البشري "على الأرجح".