جنوب السودان يطالب بمراقبة حشود شمالية حول مناطق حدودية
٢٠ أكتوبر ٢٠١٠قال مات بول الضابط الرفيع في جيش جنوب السودان أمس الثلاثاء (19 أكتوبر/ تشرين أول) إن جيش شمال السودان يعوق عمل بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تراقب وقف إطلاق النار وإن مسؤولي المنظمة الدولية لا يعترفون بذلك. وقال بول، ممثل الحركة الشعبية لتحرير السودان في اللجنة المشتركة لمراقبة وقف إطلاق النار بين الشمال والجنوب التي ترأسها الأمم المتحدة: "هذا العام بدأ الجيش الشمالي حشد قواته في يونيو في جنوب كردفان ومناطق أخرى وقد أثرنا ذلك مع الأمم المتحدة عدة مرات". وأضاف قائلاً: "إنهم يعملون بهدوء لذا ليس هناك مراقبة".
جيش الشمال ينفي
وابلغ بول رويترز أن الشمال نقل عشرات الآلاف من الجنود جنوباً إلى مناطق تشمل منطقة هيجلج المنتجة للنفط ومنطقة الوحدة ومناطق حساسة أخرى تشمل جنوب كردفان وأبيي وراجا وهي منطقة شهدت اشتباكات سابقة. وقال بول إن الأجواء متوترة للغاية في ظل وجود الجنود، الذين ترافقهم الدبابات وطائرات الهليكوبتر رابضة بالقرب منهم. وأضاف قائلاً: "تبدو القوات وكأنها على شفا حرب".
ونفى الجيش الشمالي تحريك قواته جنوباً لكن لم يتسن الوصول إلى أحد مسؤوليه للتعليق على عرقلة عمل قوة الأمم المتحدة، بحسب وكالة رويترز. كما لم يتسن الاتصال بالمتحدث باسم قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة للتعقيب. وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان هايلي منقريوس اليوم الاثنين إن هناك "توتراً بوجه عام" لكن قوات حفظ السلام لم تحقق في نشر القوات لأنها سمعت عن هذه الشكاوى في وسائل الإعلام فقط.
جدير بالذكر أن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي يبلغ عدد أفرادها أكثر من عشرة آلاف رجل تراقب تطبيق هدنة عام 2005 لكنها واجهت في السابق مشكلات في الوصول إلى المناطق الحساسة.
دعوة إلى تأجل الاستفتاء
في غضون ذلك أكد وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين في القاهرة أمس الثلاثاء أنه "من المنطق والواقع" تأجيل الاستفتاء في جنوب السودان، مشدداً على ضرورة ترسيم الحدود مسبقاً بين الشمال والجنوب وتسوية قضية ابيي. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن الوزير السوداني الذي أجرى محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك قوله إن "من الضروري حل جميع القضايا مثل الحدود وابيي في أطار الدولة الواحدة لان حلها في أطار دولتين يفتح الطريق أمام التدخلات الأجنبية والتباعد".
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يدعو فيها مسؤول سوداني رفيع إلى تأجيل الاستفتاء. معروف أن سكان جنوب السودان سيصوتون في استفتاء مقرر في التاسع من كانون الثاني/ يناير المقبل لتحديد بقاء منطقتهم موحدة مع الشمال أو الانفصال عنه. ويفترض أن يشهد اليوم نفسه استفتاء ثانياً حول انضمام منطقة ابيي إلى الشمال أو الجنوب، طبقا لاتفاق السلام الشامل الذي أنهى في 2005 أكثر من عقدين من الحرب الأهلية بين الشمال ذي الغالبية المسلمة والجنوب الذي ينتمي معظم سكانه إلى المسيحية والديانات الطبيعية.
(ه ع ا/ رويترز/ ا ف ب)
مراجعة: عماد مبارك غانم