جنس.. حب .. مال - هكذا يدفع بعض الطلبة نفقات الدراسة
١ ديسمبر ٢٠١٨"لاتينا الساخنة" و "Aries القوي والمريح" وغيرهما.. أسماء شخصيات اتخذت من موقع Seeking.com على شبكة الإنترنت ملجأً لها للمواعدة. للوهلة الأولى، يبدو هذا الموقع مكاناً نموذجياً للمواعدة واللقاءات الغرامية، ,لكن بنظرة أكثر تدقيقاً ستعرف الدافع الحقيقي وراء استخدامه.
الهدف الرئيس لهذا الموقع هو البحث عن شخص مناسب ليكون ممولاً. ويساعد في دفع مصاريف التعليم مثلا، أو تقديم "الدعم المالي". يُنشئ المستخدمون ما يسمى "الترتيبات" وهي كناية عن المواعدة مقابل المال في عُرف هذا الموقع ومستخدميه. بلغت ذروة الحركة والإقبال على الموقع 9 ملايين زيارة في أغسطس/آب الماضي. وتشير بيانات موقع Seeking نفسه إلى أن 44% ممن يسميهم الموقع بـ "sugar babies" هم من الطلبة، وهو رقم يبدو أن القائمين على الموقع حريصون على زيادته.
سر الإقبال؟
وعن سبب هذا الإقبال المتزايد يقول براندون ويد، الرئيس التنفيذي لـ Seeking.com: "يتطلع العديد من النساء إلى أن يصبحن "sugar babies" بحثاً عن رجال يعاملوهن بلطف". ولكن ما الفرق بين شخص يمارس الجنس مقابل المال وشخص يقع في علاقة غرامية تتضمن ممارسة الجنس مقابل المال؟
تقول لينيا (19 عاما) -اسم مستعار بناء على رغبتها- في حوارها مع DW، إنها كانت "sugar baby" لأحد الأشخاص أثناء دراستها في لندن. بدأت لينيا في مواعدة عدة رجال في آن واحد، بعد أن قررت أن تكون "ذكية وأن تعتني بنفسها". وكانت دائما واضحة بشأن توقعاتها: عدم الرغبة في ممارسة الجنس بهدف كسب المال ، ولكن فقط الرغبة في قضاء وقت ممتع برفقة شخص ما.
وفي النهاية عثرت لينيا على رجل متزوج ولديه أطفال، والذي أبدى استعداداً لتزويدها بما يقرب من 2200 يورو شهرياً. توضح لينا كيف أنها استمتعت بقضاء أوقات مسلية ومرحة معه:" ذهبنا سوياً لتناول عشاء فاخر في لندن، وذهبنا أيضاً إلى معارض فنية ومنتجع صحي وفي بعض الأحيان كان لدينا علاقات حميمة..في النهاية أصبحنا أصدقاء مقربين".
بدت لينا في حديثها عن موقع Seeking.com وكأنها تروج له، فتحدثت عن مدى المساعدة والمشورة في مجالات العمل التي قدمها لها "sugar daddy" -والمقصود به صديقها الذي يلعب دور الأب الراعي والحبيب في نفس الوقت- الذي عثرت عليه على هذا الموقع.
ولم تر لينا نفسها أبداً كرفيقة لأحد من أجل ممارسة الجنس مقابل المال فقط، قائلة: "بعض الرجال عرضوا عليّ المال لممارسة الجنس. لكني لم أشعر بالرغبة في ذلك" فهي لم تفعل ذلك لتعاطي المخدرات مثلاً، لكن لتستمتع بأوقات مرحة وبالحياة الفاخرة دون قلق، على حد قولها.
كفيل للمثليين أيضاً
لا تقتصر المواعدة من أجل تغطية نفقات التعليم في هذا الموقع على النساء فقط، إنما يبحث بعض الشباب المثليين أيضاً عن "sugar daddy". يقول خورخي -اسم مستعار- وهو طالب تبادل من أمريكا الجنوبية ويدرس في برلين، إن هذا الموقع ساعده في العثورعلى من يتكفل بمصاريف دراسته، بعد أن حاول في البداية العمل في مجال الخدمات ولكن لم ينجح. في تلك اللحظة قرر التسجيل في الموقع. وبالفعل التقى بشخص اعتبره كفيلاً له وحبيباً في نفس الوقت. اتفقا على أن يتلقى خورخي مبلغاً من المال شهرياً لتغطيه مصاريف دراسته، مقابل أن يلتقى بصديقه أو "sugar daddy" يومين أو ثلاثة أسبوعياً. ويقول خورخي إنه يستغل الفرصة لمعرفة ألمانيا على أكمل وجه وتعلم اللغة والثقافة.
ستيفاني كلي، الناشطة في منظمة تدعو لاحترام العمل في مجال الجنس، تسخر من فكرة أن "المواعدة بهذه الطريقة أو ما أسمته بـ"sugar dating" أمر يختلف عن العمل في مجال ممارسة البغاء". وقالت لـ DW: "إنها ليست ظاهرة جديدة. قد تكون هذه المنصات على الإنترنت شيء جديد، ولكن ممارسة الجنس كعمل أمرٌ لا علاقة له بشبكة الانترنت. هو شيء مباشر وشخصي جدًا. فقط يتم الترويج له عبر الإنترنت".
وأشارت كلي إلى أن هؤلاء الطلبة الأجانب سواء من الشباب أو الشابات معرضون للاستغلال من قبل العملاء، إذ أن قانون تنظيم البغاء في ألمانيا لا يحميهم. فهذا القانون يتطلب من العاملين في مجال ممارسة البغاء التسجيل وإبلاغ جهات معينة، ولكنه سمح فقط لمواطني الاتحاد الأوروبي بالتسجيل فيه. وهو ما يعرض هؤلاء الطلبة من دول أجنبية غير أوروبية إلى مشاكل ومخاطر عدة.
س.إ/ جيمس جاكسون