جفاف وحرائق.. ماذا حل بالوجهات السياحية في أوروبا؟
وصلت درجات الحرارة إلى نحو 40 مئوية في بعض مناطق القارة الأوروبية، ما أدى إلى حرائق في الغابات وجفاف في الأنهار ونقص المياه. وهو ما أثر سلباً على المناطق السياحية في أوروبا.
ألمانيا
صورة لوادي الراين الأوسط في شهر أغسطس/آب، وهو موقع ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، ونقطة جذب كبيرة للزوار. يضيق نهر الراين وينخفض مستواه إلى أقل من 40 سم في بعض المناطق. تعمل شركات الشحن فقط بأحمال مخفضة، ولم يعد بإمكان سفن الركاب التوجه إلى جميع المواقع. كما تتوقف العبارات عن العمل ومعها الرحلات النهرية، ويضطر السكان والمصطافون إلى سلوك طرق طويلة للعبور إلى الجهة الأخرى من نهر الراين.
إسبانيا
الأرض جافة جداً، شرارة واحد قد تكفي لبدء الجحيم. تستعر أسوأ حرائق الغابات منذ بدء تسجيل درجات الحرارة العالية في إسبانيا. سواء في مدن كفالنسيا، أليكانتي، مرسيا - فرق مكافحة الحرائق في عمل مستمر. تم إجلاء الآلاف من السكان - بما في ذلك السياح. وتتأثر بشكل خاص مناطق الأندلس السياحية في الجنوب وكاتالونيا وأراغون في الشمال الشرقي.
فرنسا
في فرنسا أيضاً، بلغ الجفاف أبعاداً تاريخية. هناك حرائق في جميع أنحاء البلاد. وقعت عدة مرات على ساحل المحيط الأطلسي، الذي يشتهر بمناطقه السياحية، وخاصة في مقاطعة جيروند. وتم إجلاء آلاف السياح وأغلقت الطرق السريعة. ووقعت غابة شهيرة في منطقة دون دي بيلات يبلغ عمرها ألف عام، وتقع قرب آركاشون، ضحية للنيران.
البرتغال
منطقة الغارف هي نقطة جذب سياحي في البرتغال. وفيها مسابح فندقية مملوءة بالسياح الذين يستهلكون الكثير من المياه الحيوية في البلاد. لكن اقتصاد البرتغال يعتمد على السياحة، وهو ما شكل معضلة، لأن البلاد شديدة الجفاف وفيها المياه نادرة. وكان على الفنادق في الغارف أن تقلل من استهلاكها للمياه. وأن تبقى عاملة في نفس الوقت وهو تحد يجب أن تواجهه في الأسابيع والأشهر القادمة.
النمسا
يستمتع سياح في فيينا بنوافير المياه بعد أن وصلت درجة الحرارة إلى 39 مئوية. فيينا هي واحدة من أكثر المدن خضرة في أوروبا هي أيضًا نقطة ساخنة لتغير المناخ، لأن الحرارة تتراكم فيها بشكل غير متناسب. لذلك أطلقت المدينة خطة عمل بشأن تخفيض الحرارة - لا تشمل فقط نوافير "الاستحمام بالضباب" في شوارع المدينة، ولكن أيضاً "مناطق التبريد" ونوافير الشرب وزرع المزيد من الأشجار.
اليونان
سواء بالقرب من أثينا أو في الجزر السياحية في كريت أو ليسبوس – تشهد اليونان بأكملها حرائق مستعرة: في ليسبوس، في نهاية شهر يوليو/تموز الماضي، تشق النار طريقها إلى منتجع الاستحمام في فاتيرا، يبحث الناس عن ملجأ على الشاطئ ويتم انقاذهم من قبل خفر السواحل. لا يزال خطر نشوب الحرائق في جميع أنحاء البلاد قائماً.
كرواتيا
تم حجز جولة إرشادية في مدينة دوبروفنيك وظلت الجولة قائمة رغم وصول درجة الحرارة إلى 43 مئوية. لا أحد يبدو عليه بأنه يشعر بعدم الراحة رغم ارتفاع درجة الحرارة. في كل مكان في مناطق العطلات في أوروبا، تُبذل محاولات لإبقاء السائحين سعداء، وهم، من جانبهم، يبذلون قصارى جهدهم لتجاهل الطقس المتطرف وعواقبه. ويستمتعون بإجازتهم بطرقهم الخاصة.
هولندا
في أمستردام، يفر الناس من الحر إلى البحر - أو إلى نهر أمستل. لكن في هولندا تعاني الأنهار أيضا من الجفاف، وتنخفض المستويات في كل مكان، وتتغلغل مياه البحر المالحة في مجاري المياه. ومع ذلك، فإن الأكثر إثارة للقلق هي السدود التي تحمي 60 بالمئة من أراضي هولندا من الفيضانات، إذ أصبحت غير مستقرة بسبب الجفاف.
إيطاليا
الطقس القاسي يشوه المناظر الطبيعية. تأثرت بحيرة جاردا، إحدى النقاط السياحية المزدحمة في شمال إيطاليا، بذلك أيضا وسجلت أدنى مستوى للمياه في 15 عاماً. تظهر الصخور العارية حول شبه جزيرة سيرميوني، ولا يتعرف السياح على شواطئهم المعتادة، وتختفي خلجان الاستحمام بأكملها. لا تزال الإجازات ممكنة، حسب كلام المسؤولين. لكن هل يمكن أن تكون الإجازات مع هذا الطقس مريحة؟
سويسرا
رغم محاولات حفظ آخر ما تبقى من الجليد من الشتاء المنصرم في ممر زانفلويرون في جبال الألب، إلا أنه ولأول مرة منذ فترة طويلة أصبحت المنطقة خالية تقريباً من الجليد. يتوقع علماء الجليد أن تصبح الصخور عارية بنهاية سبتمبر/ أيلول القادم. في عام 2012، بلغ سمك الجليد هنا 15 متراً. سيتم تكوين بحيرة من المياه الذائبة - كما هو الحال في أماكن أخرى في جبال الألب.
بريطانيا
هل هذه الصورة حقا للعاصمة البريطانية لندن؟ الحدائق جافة جداً وصفراء بدلاً من اللون الأخضر المميز لها. وفي شوارع وحدائق لندن بالكاد ترى أحداً. الطقس حار جدا ودرجات الحرارة كسرت حاجز 40 درجة مئوية في يوليو. تم إعلان حالة الطوارئ بسبب الطقس، تلتها حالة طوارئ بسبب الجفاف في أجزاء كبيرة من البلاد في أغسطس: وهذا يعني لا يسمح بملء حمامات السباحة ولا سقي العشب ولا يمكن غسل السيارات. آنه تيرميشي/زمن البدري