جفاف البحر الميت ينذر بكارثة بيئية في المنطقة
٢٨ يونيو ٢٠٠٦لا يخفى على أحد الاهتمام الكبير، الذي تحظى به شئون البيئة بوجه عام في ألمانيا. أما وزارة البيئة الألمانية فتحرص على تنفيذ العديد من المشاريع لحماية على البيئة داخل ألمانيا وخارجها. من هذا المنطلق حرص وزير البيئة الألماني سيجمار جابريل على توقيع اتفاقية ثنائية مع الحكومة المصرية على هامش فعاليات المؤتمر الثالث للطاقة المتجددة، الذي عقد مؤخراً في القاهرة. وتنص هذه الاتفاقية على تنفيذ بعض المشاريع المشتركة بين مصر وألمانيا لحماية المناخ. كما تم التوقيع على اتفاقات شبيهة مع دول أخرى في المنطقة من بينها إسرائيل. من ناحية أخرى استغلت منظمة أصدقاء الأرضFriends of the Earth زيارة الوزير الألماني لعدة دول في المنطقة لتسلط الضوء على مشكلة البحر الميت المهدد بالجفاف.
البحر الميت في خطر
يعتبر البحر الميت، والذي يعاني منذ وقت طويل من انخفاض ملحوظ في مستوى مياهه بمعدل متر واحد سنوياً، من أهم المواضيع المدرجة في قائمة المشاريع البيئية الألمانية، والتي تحتاج إلى حلول سريعة وعاجلة. يعد البحر الميت، الذي يقع على عمق 400 متر تحت سطح الماء، من اشهر بحار العالم، إذ ترجع شهرته إلى الارتفاع الكبير لنسبة الملوحة في مياهه، وارتباطه التاريخي بالعديد من الأديان السماوية، وربما أيضا لوجوده الحالي في منطقة تشهد توتراً سياسياً معروفاً. ويرجع انحسار مياه البحر الميت إلى أسباب يعلمها الكثيرون، وهي اقتصادية في المقام الأول والأخير. فمياه نهر الأردن المغذي الرئيسي للبحر الميت والمصدر الأوحد لتجدد المياه فيه، يتم استغلالها اقتصادياً من قبل الأردن وإسرائيل لزراعة محاصيل غريبة عن البيئة في المنطقة. وتحتاج هذه المحاصيل إلى كم كبير من المياه، مما جعل منسوب الماء المغذي للبحر الميت ينحصر في شريان ضعيف، لا يعوض النقص الموجود في مياهه.
فتحات أرضية
وعلى هامش زيارة سيجمار جابريل للمنطقة أعدت منظمة أصدقاء الأرض جولة ميدانية للبعثة المرافقة لوزير البيئة الألماني. هدفت الجولة بالدرجة الأولى إلى إظهار حجم الأضرار، التي تعرض لها للبحر الميت بسبب العدد الكبير من المطاعم ، التي كانت تقع قبل سنوات على شاطئ البحر مباشرة، إلا أن تراجع منسوب المياه جعلها مهجورة وغير مستغلة منذ فترة طويلة نتيجة لبعدها الحالي عن شاطئ البحر والذي قد يصل إلي مسافة كيلومتر. ولا تقتصر الأضرار على هذا الجانب فحسب، إذ تكونت مجموعة من الفتحات الأرضية العميقة يصل قطرها إلى 10 أمتار وعمقها إلى نفس هذا الطول نتيجة لتأثير المياه الجوفية إضافة إلى ارتفاع نسبة الملوحة في البحر الميت. في هذا السياق يقول جيدون برومبيرج أحد أعضاء منظمة أصدقاء الأرض: "هناك أكثر من ألف فتحة أرضية في الجانب الغربي من البحر، لكن لا يوجد لدينا معلومات عن وجود مثل هذه الفتحات في الجانب الشرقي. إن هذه الفتحات أكبر دليل على الخلل البيئي في المنطقة."
حلول مقترحة
اقترحت الحكومة الأردنية والإسرائيلية حلاً للمشكلة يتمثل في مد أنابيب مياه ضخمة تربط البحر الميت بالبحر الأحمر، الذي يقع علي بعد 200 كيلومتر، ليتم تعويض نقص المياه فيه، إلا أن التمويل المالي للمشروع وأسباب أخرى تتعلق بالحماية الوقائية للبيئة تجعل من تنفيذه محل تساؤلات عديدة. في هذا السياق قال وزير البيئة الألماني سيجمار جبرييل في عمان بعد لقائه بنظيره الأردني: "لا أستطيع أن اخفي قلقي إزاء هذا المشروع، فنحن لا نعرف على وجه الدقة إذا ما كان تنفيذه قد يلحق تغييرات بيئية أو يحدث خللاً بيئياً في البحر الأحمر أو البحر الميت. هناك العديد من المخاوف والتساؤلات يجب أخذها بعي الاعتبار قبل البدء بتنفيذ هذا المشروع."