جسر إيراني لدعم الأسد عبر أجواء العراق
٢٠ سبتمبر ٢٠١٢مسؤول بوزارة الداخلية العراقية نفى الخميس 20 أيلول/ سبتمبر 2012 قيام إيران بنقل أسلحة وعسكريين لسوريا عبر المجال الجوي العراقي
ودأب العراق على القول إنه لا يسمح بمرور أي أسلحة عبر مجاله الجوي. لكن تقرير المخابرات الذي نشرته رويترز قال إن الأسلحة الإيرانية تتدفق على سوريا عن طريق العراق بكميات ضخمة. ويقول التقرير ان الحرس الثوري الإيراني هو الذي ينظم رحلات نقل السلاح.
وقال التقرير الذي قدم مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة لرويترز نسخة منه "هذا جزء من طريقة عمل معدلة تتبعها إيران لم يتحدث عنها المسؤولون الأمريكيون علنا إلا أخيرا بعد تصريحات سابقة تفيد العكس."
وأضاف "وهو يتعارض كذلك مع تصريحات المسؤولين العراقيين، فالطائرات تطير من إيران إلى سوريا عبر العراق بشكل شبه يومي حاملة أفرادا من الحرس الثوري الإيراني وعشرات الأطنان من الأسلحة لتسليح قوات الأمن السورية والميليشيات التي تقاتل المعارضة." وأضاف التقرير أن إيران "مستمرة في مساعدة النظام في دمشق بإرسال شاحنات برا عبر العراق."
جسر جوي يمرر مئات الأطنان من السلاح
والاتهام الموجه للعراق بالسماح لإيران بنقل أسلحة الى دمشق ليس جديدا لكن التقرير يزعم ان نطاق هذه الشحنات اكبر كثيرا مما أقر به علنا وأكثر انتظاما بكثير وذلك نتيجة اتفاق بين مسؤولين كبار من العراق وإيران. وفي وقت سابق هذا الشهر قال مسؤولون أمريكيون إنهم يستوضحون من العراق موضوع رحلات جوية إيرانية تعبر المجال الجوي العراقي ويشتبه في أنها تنقل أسلحة الى الأسد. وهدد السناتور الأمريكي جون كيري يوم الأربعاء بإعادة النظر في المعونة الأمريكية لبغداد ما لم توقف مثل هذه الرحلات عبر مجالها الجوي.
من جانبه، رفض على الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تقرير المخابرات.
وقال "يرفض العراق المزاعم التي لا أساس لها بأنه يسمح لإيران باستخدام مجاله الجوي في إرسال أسلحة إلى سوريا. وقد دعا رئيس الوزراء دائما إلى حل سلمي للصراع في سوريا وضرورة فرض حظر على تدخل أي دولة في سوريا سواء بإرسال أسلحة أو مساعدة آخرين أن يفعلوا ذلك."
كيري: مساعداتنا للعراق قد ترهن بموقفه من سوريا
وتردد موضوع شحنات السلاح الإيرانية إلى سوريا بشكل متكرر في جلسة عقدها مجلس الشيوخ يوم الأربعاء بشأن التصديق على تعيين روبرت بيكروفت سفيرا للولايات المتحدة لدى بغداد. وهو حاليا نائب رئيس البعثة الدبلوماسية الأمريكية هناك.
وسأل السناتور الديمقراطي جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بيكروفت ما الذي تفعله السفارة لإقناع العراقيين بمنع إيران من استخدام مجالهم الجوي في نقل الأسلحة بالطائرات إلى سوريا فرد قائلا انه أوضح للعراق هو ومسؤولون أمريكيون آخرون انه ينبغي وقف هذه الرحلات الجوية.
وقال كيري انه منزعج لأن الجهود الأمريكية لم تنجح حتى الآن في إقناع بغداد بوقف الرحلات الجوية واقترح أن تجعل الولايات المتحدة في المستقبل جزءا من المساعدة التي تقدمها للعراق وتقدر بمئات الملايين من الدولارات مرهونا بتعاونه بشأن سوريا.
ومضى قائلا "ربما يجدر بنا أن نجعل بعضا من مساعداتنا آو بعضا من دعمنا مرهونا بالاستجابة المناسبة. لا يليق على الإطلاق كما يبدو أن نحاول المساعدة في بناء الديمقراطية وندعمهم ونعرض أرواح الأمريكيين للخطر ونضخ المال في البلد وهم يعملون بما يضر بمصالحنا بمثل هذه الصراحة."
وقال تقرير المخابرات الذي ذكر دبلوماسيون غربيون انه جدير بالتصديق ويتفق مع معلوماتهم أن إيران أبرمت اتفاقا مع العراق لاستخدام مجاله الجوي.
وقال مبعوث انه من المحتمل أن طهران وبغداد لم تعقدا في حقيقة الأمر أي اتفاق رسمي وإنما هناك تفاهم غير رسمي على عدم طرح أي أسئلة بشأن احتمال وجود عمليات نقل أسلحة إلى سوريا.
طائرات مدنية محددة تقوم بالنقل
التقرير أشار بشكل محدد إلى طائرتين من طراز بوينج 747 على إنهما تستخدمان في عمليات نقل الأسلحة الى سوريا وهما طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيرانية (إيران إير) الترقيم على ذيلها (إي بي-آي سي دي) وطائرة تابعة لشركة مهان إير الترقيم على ذيلها (إي بي-إم إن إي). وكانت الطائرتان ضمن 117 طائرة فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات فيما يخصهما يوم الأربعاء.
وأدرجت الوزارة كذلك في القوائم السوداء طائرة تقوم شركة ياس إير الإيرانية بتشغيلها لتزويد سوريا بالسلاح. وأشارت لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة التي تراقب مدى الالتزام بالعقوبات الدولية على إيران إلى ياس إير بشكل متكرر على أنها من الجهات الأساسية التي تزود سوريا بالسلاح إلى جانب إيران إير.
وقال بيان وزارة الخزانة الأمريكية بشأن الإضافات الجديدة إلى القوائم السوداء ان هذه الخطوة "ستسهل على الأطراف المعنية الرصد المستمر لهذه الممتلكات الممنوعة وتزيد على إيران صعوبة استخدام أساليب مخادعة لمحاولة تفادي العقوبات."
وفي وقت سابق يوم الأربعاء أوصت لجنة الخبراء في الأمم المتحدة بإضافة ياس إير إلى القائمة السوداء للأمم المتحدة لمساعدتها إيران في تفادي حظر السلاح الذي تفرضه المنظمة الدولية. ولم يتخذ مجلس الأمن حتى الآن أي إجراء بشأن هذه التوصية.
ويحظر على طهران بيع السلاح بموجب العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة عليها لسبب برنامجها النووي.