جزائريون يحتفلون بعدول بوتفليقة عن الترشح وفرنسا ترحب
١١ مارس ٢٠١٩عقب إعلان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عدم الترشح لولاية جديدة خرج مساء الاثنين (11 آذار/ مارس 2019) حشد من المتظاهرين إلى الشوارع يلوحون بعلم جزائري ضخم. وانضم إليهم مئات من الشباب وكبار السن. وأطلقت السيارات أبواقها تعبيراً عن الفرح.
وتشهد الجزائر مظاهرات شبه يومية شارك فيها عشرات الآلاف من مختلف الطبقات احتجاجاً على قرار بوتفليقة خوض الانتخابات، رافضين النظام السياسي الذي يعاني من الجمود وسيطرة المحاربين القدامى منذ استقلال الجزائر عن فرنسا عام 1962.
وفي سلسلة إعلانات مساء الاثنين، قالت الرئاسة إن الانتخابات، التي كانت مقررة في نيسان/ أبريل، سيتم تأجيلها ولكنها لم تحدد موعداً جديداً. كما سيُطرح دستور جديد في استفتاء عام. ووعد الرئيس بإصلاحات سياسية واقتصادية أيضاً.
واستقال رئيس الوزراء أحمد أويحيى وجرى تعيين وزير الداخلية نور الدين بدوي، المعروف بأنه من أعضاء الدائرة المقربة من بوتفليقة، رئيساً جديداً للوزراء. كما عين رمطان لعمامرة، المستشار الدبلوماسي لبوتفليقة، نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للخارجية. واجتمع الرئيس أيضاً مع رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح.
وقال أكثر من ألف قاض الاثنين إنهم سيرفضون الإشراف على الانتخابات الرئاسية إذا شارك فيها بوتفليقة، فيما أعلن رجال دين أنهم لن يقبلوا أوامر رسمية بشأن توجيه خطب تؤيد الحكومة.
دولياً، رحب وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان بقرار الرئيس الجزائري العدول عن الترشح لولاية رئاسية خامسة "واتخاذه إجراءات لتحديث النظام السياسي الجزائري"، وذلك في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه الاثنين.
وتابع لودريان في بيانه: "غداة التظاهرات الكبرى التي حصلت بهدوء واحترام في كل أنحاء الجزائر، تعرب فرنسا عن أملها في أن يتم سريعاً إطلاق دينامية جديدة من شأنها تلبية التطلعات العميقة للشعب الجزائري".
وقال وزير الخارجية الفرنسي إن "فرنسا تجدد تمسّكها بأواصر الصداقة مع الجزائر وتتمنى لشعبها السلام والاستقرار والازدهار".
على الصعيد المحلي، قال مصطفى بوشاشي، المعارض والحقوقي البارز، في تسجيل فيديو إن "القرارات الصادرة اليوم من طرف رئيس الجمهورية المتمثلة خصوصاً في تأجيل الانتخابات وعدم الترشح لعهدة جديدة هي انتصار جزئي للحراك الشعبي الذي عرفته الجزائر منذ ثلاثة أسابيع".
وأضاف بوشاشي: "أريد أن أقول أن مطلب الجزائريات والجزائريين لا يتمثل فقط في تأجيل الانتخابات وعدم ترشح الرئيس، بل كان يتحدث عن مرحلة انتقالية وحكومة توافق وطني".
أما عبد العزيز رحابي، وزير الاتصال في إحدى حكومات بوتفليقة السابقة، فكتب في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "بوتفليقة يسخر من الشعب. يجهل مطالبه ويمدد عهدته إلى ما بعد نيسان/ أبريل 2019 ، فتشبثه المرضي بالسلطة سيجر البلاد إلى المجهول ويمثل خطراً على استقرار الدولة ووحدة الأمة".
م.م/ي.أ (رويترز)