جامعة آخِن...أسطورة التخصصات الهندسية في ألمانيا
٩ فبراير ٢٠١٣
ثمة إشاعة تقول إن في جامعة آخِن يوجد ذكور أكثر من الإناث، لكن هذا غير صحيح. فعدد الطلاب في الواقع يساوي تقريباً عدد الطالبات في هذا الجامعة، ويبلغ عددهم جميعاً 35 ألف طالب وطالبة. ولكن هذه الشائعة صحيحة نوعاً ما في بعض التخصصات الدراسية: ففي التخصصات الهندسية يفوق عدد الذكور بوضوح عدد الإناث. لكن الحياة الجامعية لا تنحصر لحسن الحظ في الدراسة فقط: ففي مطعم الجامعة وفي المقاهي والحانات ثمة تكافؤ في العدد بين الجنسين.
جامعة آخن، التي تسمى اختصاراً RWTH، تقع في مدينة آخِن غرب ألمانيا وتشمل جميع التخصصات المهمة، باستثناء تخصص الحقوق. ورغم وجود 120 تخصصاً في الجامعة إلا أن نصف الدارسين يقررون دراسة العلوم الهندسية فيها.
في مدينة آخن يتم تأهيل الكثيرين من المهندسين المعماريين والمدنيين وتقنيي الكهرباء وخبراء خصائص الموادّ وتصميم الآلات. في حين أن التخصصات الهندسية في جامعة آخن لها سمعة عالمية وعالية المستوى، وتجتذب الدارسين من كل أنحاء العالم. وفيها 5 آلاف من الطلاب الأجانب ينحدر معظمهم من آسيا.
من مدرسة للتقنية إلى جامعة مرموقة
افتتحت جامعة RWTH آخن عام 1870 وكان اسمها آنداك: "المدرسة الملَكية للتقنيات المتعددة في آخن". وبعد الحرب العالمية الثانية أُنشِئَت بقية الكُليات التي لا علاقة لها بالتقنية. وفي عام 2007 تمكنت جامعة آخن من إثبات جدارتها وفازت بجائزة "مبادرة الامتياز للجامعات الألمانية" التي تنالها أبرز الجامعات في المانيا. ونظراً لذلك حصلت الجامعة على تمويل مالي بقيمة 180 مليون يورو لأغراض البحث العلمي.
عام 2007 تم توسيع مجال العلوم الطبيعية في الجامعة بحيث يتعاون المتخصصون في العلوم الطبيعية مع المهندسين تعاوناً أكثر كثافةً وإثماراً. ويتجلى هذا التعاون البينيّ بوضوح في ابتكار باحثي الجامعة لوقود حيوي للمحركات، على سبيل المثال.
جامعة آخن تتعاون مع الشركات الصناعية وتوجِّه مُخرجات تعليمها لتتناسب مع سوق العمل. فأحد المجموعات البحثية مثلاً تركز مجال دراستها على كيفية حفاظ الشركات في الدول الصناعية على دورها الريادي في العملية الإنتاجية.
ويعمل باحثون آخرون من طلاب الدكتوراه في مجالات الرياضيات وتصميم الآلات وبرمجة المعلومات بشكل عملي، على تطوير الحواسيب كي تصبح أكثر سرعة واستجابة، وخاصة في تطوير برمجيات النّمْذَجة والمحاكاة ذات الأهمية في مجال تصميم تقنيات وسائل النقل واستخدامها، ومنها الطائرات.
وتسعى الجامعة من خلال مشروعها المستقبلي: مواجهة التحديات العالمية "RWTH 2020: Meeting Global Challenges"، إلى التواصل والتعاون مع الشركات ومراكز البحث في الخارج.
وتعمل الجامعة على تطوير مجالاتها البحثية لتشمل أيضاً العلوم الإنسانية والاجتماعية وربطها بالعلوم التطبيقية في مجالات الهندسة والعلوم الطبيعية وتعزيز العمل البحثي المشترك بين كل هذه المجالات، تكريساً لمبدأ تداخُل التخصصات من أجل نتائج أفضل.
يُشار إلى أن مباني الجامعة وأقسامها ومعاهدها ومراكزها البحثية ومكاتبها الاستشارية منتشرة على طول مدينة آخِن وعرضها، كما أن مركز المدينة القديم والحديث يعج بالحياة والحركة وفيه مُتسَع للنزهة والتسلية.